الفضاء قد يجعل رواده عقماء

نشر في 05-11-2014 | 00:02
آخر تحديث 05-11-2014 | 00:02
يخشى العلماء من أن السفر في الفضاء قد يجعل رواد الفضاء عقماء، ما قد يعوق خطط المهمات الطويلة الأمد إلى المريخ. «تلغراف» اطلعت على التفاصيل.
برهنت التجارب التي أُجريت على الحيوانات أن الأعضاء التناسلية الذكورية والأنثوية تتأثر بغياب الجاذبية والأشعة.

من الممكن للأشعة في الفضاء أن تلحق الضرر بمبيضَي النساء وحيوانات الرجال المنوية بين رواد الفضاء.

صحيح أن معظم رواد الفضاء يكونون قد كوّنوا عائلات قبل توجههم إلى الفضاء، إلا أن ناسا قلقة جداً، حتى إنها تعرض على روادها تجميد البويضات والحيوانات المنوية.

نشاطات التزاوج

تدرس وكالة الفضاء الأميركية هذه راهناً نشاطات التزاوج في مجموعة من الفئران على متن محطة الفضاء الدولية بهدف تحديد مدى خطورة هذه المشكلة.

كشفت دراسات روسية سابقة أن الجرذان الذكور والإناث التي أُرسلت إلى الفضاء عام 1979 لم تتزاوج مطلقاً. وأظهرت دراسة أخرى أن القوارض الذكور التي وُضعت في أحوال مشابهة تنعدم فيها الجاذبية، ما عادت قادرة على إنتاج الحيوانات المنوية.

بالإضافة إلى ذلك، تحدث الدكتور جوزف تاش من مديرية الفيزيولوجيا الجزيئية والتكاملية في كنساس، خلال مؤتمر في هاواي، عن مخاوف من أن رواد الفضاء قد يعانون التأثيرات ذاتها. وأضاف: {لا نملك حقاً بيانات عن الناس كي نتمكن من تحديد ما إذا كان ما نلاحظه عند الحيوانات ينطبق على البشر أيضاً. إلا أننا نلاحظ تأثيرات كبيرة في الحيوانات}.

تابع الدكتور تاش موضحاً: {لم تخسر هذه الحيوانات رغبتها الكبيرة على التزاوج. إذاً، قد يعود رائد الفضاء من دون أن يطرأ على سلوكه أي تغيير. إلا أنه يعجز عن الإنجاب. وقد لا يعي هذه المشكلة إن كان يحاول إنجاب طفل. تشكل هذه مسألة محتملة من الضروري دراستها. يشير الجراحون المتخصصون في مركز جونسون للفضاء إلى أن بعض رواد الفضاء يقررون تجميد حيواناتهم المنوية، وأن عدداً من رائدات الفضاء يحفظن بويضاتهن في حال شكل ذلك فعلاً عاملا}.

تفاعلات كيماوية

يعتقد الدكتور تاش أن السفر في الفضاء قد يؤدي إلى خلل في التفاعلات الكيماوية المهمة التي يجب أن تحدث في الجسم للنجاح في عملية الإنجاب.

يشير رواد الفضاء إلى مجموعة من المشاكل، عندما تنعدم الجاذبية، ترتبط بحالة تُدعى {متلازمة السفر في الفضاء}. تؤدي هذه الحالة إلى خسارة كتلة العظم وتسرّع شيخوخة الخلايا. اكتشف الدكتور تاش أن كثيراً من الأنظمة التي تتوقف عن العمل خلال متلازمة السفر في الفضاء ترتبط بهرمون الإستروجين.

بالإضافة إلى ذلك، قد تلحق الأشعة الكونية الضرر بالخصوبة. ومن المتوقع أن تزداد هذه الأشعة خلال السنوات العشرين المقبلة، بما أن الشمس تدخل مرحلة هادئة تقل خلالها الرياح الشمسية التي تبعد الأشعة عن الكون.

عانى نحو 80% من رواد الفضاء الذكور نوعاً من الاضطرابات البصرية بعد قضاء من ستة إلى ثمانية أسابيع تقريباً في الفضاء. نتيجة لذلك، يحتاج معظمهم إلى نظارات عندما يعودون إلى الأرض. ويعتقد خبراء الصحة أن هذه المشكلة تعود إلى التأثير المزدوج للأشعة وتراجع الجاذبية.

يذكر الدكتور تاش: {من المعروف أن الخصيتين من أعضاء الجسم الأكثر تأثراً بالأشعة. وتأتي بعدهما العينان في هذا المجال. وبما أن كثيراً من رواد الفضاء يعودون مع مشاكل في العينين، يشير ذلك إلى أن الخصيتين قد تعرضتا للأشعة}.

بالإضافة إلى ذلك، يدرك العلماء أن رائدات الفضاء أكثر تأثراً بالأشعة الفضائية، لذلك يقضين وقتاً أقل بنسبة 30% في الفضاء.

إنجاب في المريخ؟

من المقرر أن تُنزل مهمة «المريخ 1» طاقمها الأول على هذا الكوكب عام 2025. لكنها حذرت المتطوعين من أن الإنجاب قد لا يكون ممكناً مع تراجع الجاذبية، وأن الجنين الذي يولد على المريخ قد لا ينمو بشكل طبيعي.

علاوة على ذلك، سيتعرض رواد الفضاء المتوجهون إلى المريخ لمعدلات عالية من الأشعة. ولا يعود ذلك إلى طول مدة المهمة فحسب (بين ستة وثمانية أشهر). فالجزء الأكبر من الرحلة سيكون خارج حقل الأرض المغناطيسي الواقي أو ما يُعرف بحزام فان آلن.

لكن الدكتور تاش لا يظن أن على سياح الفضاء الأوائل أن يقلقوا بشأن مشاكل الإنجاب. تخطط Virgin Galactic لإطلاق أولى رحلاتها التجارية في الربيع المقبل. وعند سؤاله عما إذا كان الركاب الأوائل سيعانون العقم، أجاب الدكتور تاش: {أشك في ذلك. لا أعتقد أن هذا النوع من التعرض للأشعة سيكون طويلاً كفاية لإحداث أي خلل. وإذا حدث ذلك، فيعود على الأرجح إلى الإجهاد الذي يتعرض له المسافر}.

بالإضافة إلى ذلك، للفضاء تأثير محير في الحيوانات المنوية. فقد أظهرت تجربتان أن الحيوانات المنوية تسبح بسرعة أكبر في الفضاء، ربما لأن ذيلها يصبح أطول مع انعدام الجاذبية. إلا أن تأثير الحيوانات المنوية الأسرع في الخصوبة ما زال مجهولاً.

back to top