ماذا يجري بين القاهرة وموسكو؟

تشهد العلاقات بين القاهرة وموسكو حالة من الجمود، بعد أيام من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال حواره المباشر مع المواطنين الخميس الماضي، تراجع بلاده عن صفقة توريد صواريخ "إس 300" إلى دولة عربية، يُعتقد أنها مصر.

جاء ذلك، بينما تلقى وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس الأول اتصالا هاتفيا من نظيره الروسي سيرغي لافروف، أبلغه فيه تأجيل اجتماع "اللجنة الاقتصادية المشتركة" إلى موعد لاحق لم يحدد.

وأثار القرار الروسي بإلغاء صفقة صواريخ "إس 300" دهشة الأوساط السياسية في القاهرة، حتى إن عددا من الخبراء استبعدوا صحة القرار، رغم أن اعلانه جاء على لسان بوتين نفسه، حيث اعتبر الخبير الاستراتيجي اللواء حسام سويلم ما نشر "مجرد شائعات إيرانية هدفها إشاعة توتر العلاقات المصرية الروسية، وهو أمر عار تماما من الصحة" مستندا إلى الموقف الروسي من القرار العربي في مجلس الأمن، مشيرا إلى أن الطيارين والضباط المصريين يتدربون حاليا في روسيا، ما يؤكد استقرار العلاقات.

ورجح القيادي اليساري رفعت السعيد لـ"الجريدة" وجود قدر من الخلاف بين مصر وروسيا في وجهات النظر، مشيرا إلى أن "هذا النوع من الخلاف اعتاد الحكام المصريون والروس عدم تصعيده، واضعين في الاعتبار التجربة القديمة في العلاقات المصرية – الروسية، التي كانت تتعثر في نقطة وتنهض في أخرى، والجانبان لا يقطعان شعرة معاوية".

وكانت العلاقات المصرية الروسية شهدت تقدما ملحوظا، منذ ثورة 30 يونيو 2013، التي أطاحت حكم الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، وزار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي موسكو مرتين، إحداهما حين كان وزيراً للدفاع، والثانية عقب توليه الحكم، 8 يونيو 2014، كما زار الرئيس بوتين القاهرة مطلع فبراير من العام الجاري.

من ناحية أخرى، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس مع الجنرال جون آلان، مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما للحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي والوفد المرافق له، خلال زيارته الحالية لمصر، التعاون القائم في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسورية، والتنسيق الحالي مع الحكومة العراقية، في هذا الشأن.

وقال الناطق باسم الخارجية السفير بدر عبدالعاطي إن لقاء الوزير شكري مع الجنرال آلان ركز على تطورات الأوضاع الميدانية على الأرض في العراق، بهدف هزيمة التنظيم الإرهابي وتحرير الأراضي العراقية من قبضته، حيث عرض المبعوث الأميركي ما حققته القوات العراقية من تقدم ميداني على الأرض.