هل يضعف السجن الدماغ؟

نشر في 20-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 20-01-2015 | 00:01
أمضى بيتر سوند، أحد مؤسسي موقع تشاطر الملفات The Pirate Pay، بعض الوقت أخيراً في السجن في مساعدة السجناء ومحاربة جرائم سرقة حقوق الملكية. وفي شهر نوفمبر الماضي، وصف الحياة في السجن لصحيفة {ذي غارديان}.
يذكر سوند أن الصعوبة الكبرى التي يواجهها السجناء تكمن في التأقلم مع السأم. فالأيام في السجن تتحوَّل إلى نسخ رمادية ثقيلة تخلو مما يميزها. ويضيف: {يموت دماغ في مكان مماثل. لذلك أصاب أحد الأشخاص حين قال بعد أن أمضى فترة طويلة داخل السجن: {أفتقد حقاً الحصول على ذكريات جديدة}.

قد لا يكون تقييم سوند للكآبة داخل السجن خاطئاً. فقد أشارت مراجعة جديدة نُشرت في مجلة Frontiers in Psychology أن السجن يلحق الضرر بالدماغ.

استند معدو هذه المراجعة في الجامعة الحرة في أمستردام بهولندا إلى منشورات علمية عن دراسات تقارن الوظائف المعرفية للسجناء بمن هم خارج السجن. عثروا خلال بحثهم على سبع دراسات فقط، إلا أن الخلاصة التي قدمتها كانت مقنعة.

يفيد الباحثون: {لوحظ نقص كبير في الوظائف التنفيذية، وخصوصاً الانتباه، التأقلم مع التغييرات في المحيط، الذاكرة العاملة، حل المشاكل، والإحجام}.

بما أن تحليلاً سابقاً توصل إلى رابط قوي بين النقص في الوظائف التنفيذية والإجرام، شدد الباحثون على ضرورة عمل السجون على إصلاح عقول السجناء بتقديم بيئة {أكثر غنى}، بدل الاكتفاء باحتجازهم. ومن الممكن لخطوة مماثلة أن تحد من معدلات عودة السجناء إلى حياة الإجرام، علماً أنها تتراوح حالياً بين 35% و67%.

يؤكد الباحثون: {يشكل السجن مثالاً واضحاً للبيئة الفقيرة والخاملة التي تحد من ضرورة استخدام وظائف ضبط النفس. على سبيل المثال، يجلس السجناء أو يتمددون على أسرتهم طوال 9.36 ساعات يومياً كمعدل، فضلاً عن الساعات التي يمضونها في النوم. ولا شك في أن هذا رقم صادم. وكما نعلم من الدراسات التي أجريت على الحيوانات، للبيئات الفقيرة تأثير سلبي على القشرة الجبهية الأمامية، منطقة من الدماغ مخصصة للوظائف التنفيذية}.

يقر الباحثون بأنهم لا يستطيعون أن يجزموا أن بيئة السجن تضعف فعلاً الوظائف التنفيذية. يعاني الأشخاص المعادون للمجتمع الذين يرتكبون الجرائم أساساً من خلل في الوظائف الفكرية. ولكن من السهل معرفة الجواب.

يقترح الباحثون: {ننصح بإخضاع سجناء جدد لتقييم أساسي، ومن ثم إعادة تقييمهم بعد فترة زمنية محددة، ربما ثلاثة أو ستة أشهر}.

back to top