جيكر
الرفض الحقيقي للدموية لا يجد تبريراً ولا يعرف سبباً ولا يجد تفهماً للوحشية أياً كان سببها أو مصدر صنعها، فإذا ما كانت «جهة عميلة خارجية» هي التي صنعت "داعش" فمن هؤلاء الذين يكتبون التبرير بعد التفسير، والذين يسطرون المقال بعد التقرير حول فاعلية هذا العقاب وأحقيته وقبوله الديني؟

إن استنكار الجرائم يعيبه أن يكون متبوعاً بـ"لكن"، فالرفض الحقيقي للدموية لا يجد تبريراً ولا يعرف سبباً ولا يجد تفهماً للوحشية أياً كان سببها أو مصدر صنعها، فإذا ما كانت "جهة عميلة خارجية" هي التي صنعت "داعش" فمن هم هؤلاء الذين يكتبون التبرير بعد التفسير، والذين يسطرون المقال بعد التقرير حول فاعلية هذا العقاب وأحقيته وقبوله الديني؟ كلهم عملاء؟ كلهم متأثرون بالمنظومة الأجنبية الدخيلة؟ ليس لعقولنا المنغلقة على ألف سنة ولا لتوحشنا المنتسب إلى حروب وفتوحات، ولا إلى تخدر إنسانيتنا بفعالية قصص تاريخنا المليئة بالقتل والدم أي أثر أو تأثير؟والسؤال الأنكى والأمرّ: هل كان من الممكن إنقاذ الكساسبة؟ هل أرادت الحكومات العربية، التي يتهم هو بأنه جزء من منظومتها، إنقاذه أم أن في موته عظيم الفائدة لهم؟ ألن تبقى صورة هذا الشاب تلتهمه نيران التخلف والتطرف والعته بارزة بازغة في عقولنا لربما لعقود من الزمان دافعة بنا للتمسك بحكوماتنا مهما ظلمت واستأسدت من منطلق أنها أهون الشرين؟ أليست هذه هي أعظم نتائج هذه الجريمة المنكرة من حيث تثبيت أقدام الحكومات ولو على رقابنا تفادياً للاختيار الوحيد الآخر المتمثل بالتنظيمات المتطرفة المتوحشة؟ إننا لعبة، إننا ورقة يرميها الكبار على الطاولة الخضراء، بعضنا ورقة رابحة مهمة، وبعضنا ورقة يمكن التضحية بها، وبعضنا ورقة يمكن مبادلتها، وبعضنا "جيكر" يأكل كل الورق على الأرض.احتراماً للدماء المسكوبة، واحتراماً لحرقة القلوب، فإما عزاء لأهل الأردن غير مشروط ولا متبوع ولا مشفوع، وإما الصمت التام الذي هو لربما أشرف ما يمكننا كعرب ومسلمين اليوم، فهل يمكن أن أتمنى لك أن ترقد بسلام يا كساسبة؟