سيناء والإرهاب

نشر في 06-02-2015
آخر تحديث 06-02-2015 | 00:01
 د. محمد لطفـي نسأل الله الرحمة والمغفرة لكل شهداء مصر وشبابها ورجالها ونسائها في كل زمان ومكان، ونسأله سبحانه أن يدخلهم الجنة ويجعلها مستقرهم ومثواهم "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

بدأت العمليات الإرهابية في سيناء منذ سبعينيات القرن الماضي وقت حكم السادات، واستمرت في عهد مبارك، وكذلك في عهد مرسي "المتهم بمساندته"، والسيسي "المهتم بمحاربته"، وبالتالي فالإرهاب في سيناء لم يتوقف ولم يرتبط بحكم القاهرة سواء كان متهما به أو مهتما بالقضاء عليه، ولكن تختلف عملياته وتتنوع بين فترة وأخرى، وعلى سبيل المثال وفي الفترة الأخيرة– بعد يناير 2011- أثناء حكم مرسي تركز الإرهاب في تفجير خط الغاز وعملية قتل واحدة للجنود، بينما في حكم السيسي تركز في الهجوم على قوات الجيش، والعملية الأخيرة في العريش والشيخ زويد تثير الكثير من التساؤلات وسنتوقف فقط– لضيق المساحة- أمام تساؤلين:

قال الفريق عبدالفتاح السيسي- حين كان وزيرا للدفاع- تعليقا على الإرهاب ومخاطبا المصريين: "إنت متصور في مشكلة أروح محاصر الشيخ زويد ورفح ومطلع السكان بره، وأروح مفجر المباني مش مشكلة أعمل كده... بس في الآخر إنت بتشكل عدو ضدك وضد بلدك، لأن بقى في تار بينك وبينه". هذا ما قاله نصاً قبل أن يتولى الحكم، وعندما تولاه وبعد "كرم القواديس" فعل ما كان يحذّر منه ويرفضه فلماذا؟ كل ما كان يرفضه قبل توليه الحكم سمح به بعدما تولاه... تهجير السكان وتدمير المباني وتجريف أشجار الزيتون... إلخ، ومن المعروف أن أرض سيناء جبلية وعرة ولا يمكنك محاربة الجماعات المسلحة فيها بدون مساندة ودعم ومعلومات من أهل سيناء أنفسهم، فلماذا- كما قال- تتم إثارة غضبهم وسخطهم وتوجِد ثأراً بينهم وبين الجيش؟

السؤال الثاني: أثبتت العملية الأخيرة أن الأسلحة التي استخدمتها الجماعات الإرهابية لم تكن مدفع رشاش وقنابل بدائية أو مولوتوف، بل كانت صواريخ وأسلحة ثقيلة، وبكميات ليست قليلة، فكيف وصل كل هذا إلى الجماعات الإرهابية؟

بعد هدم الأنفاق وإنشاء المنطقة العازلة يستحيل أن يتم تهريب هذه الأسلحة من الحدود الشرقية، وبالتالي فلا يتبقى إلا الحدود الغربية، حيث ليبيا والوضع غير المستقر والجماعات المسلحة هناك متعددة، ويمكن أن يتم تهريب السلاح عن طريقها، وكذلك الحدود الجنوبية، وسواء كان التهريب من الغرب أو الجنوب فالسؤال: كيف تم نقل هذه الأسلحة لمسافة نحو 1000 كم داخل الأراضي المصرية لتصل إلى سيناء؟ وكما ذكرت فالأسلحة ثقيلة وصواريخ لا يمكن إخفاؤها بسهولة، فكيف تم هذا دون أن يتم ضبطها والقضاء على المهربين والمجرمين؟

هناك الكثير من التساؤلات: كيف تم اختراق المنطقة الأكثر تأمينا وحراسة؟ وما العلاقة بين المعارضة في القاهرة والإرهاب في سيناء؟ وما الدور الخارجي؟ أتمنى أن تتاح الفرصة لمناقشتها في مقالات قادمة، وإن كان الزمن كفيلا بالإجابة عنها.

اللهم احفظ مصر وأهلها ونساءها ورجالها وشبابها من كل مكروه.

back to top