بلا سقف: «اتحاد البطيخ»
أخيراً خرج مدرب منتخبنا جورفان فييرا عن صمته، وهاجم اتحاد كرة القدم على طريقة "يا رايح كثر من الفضايح"، وهذا مثل شعبي مصري تحوّل إلى قاعدة يتبعها المدربون الأجانب العاملون في المنطقة العربية بوجه عام في تعاملهم مع مسؤولي الاتحادات والأندية الرياضية، كلما ساءت العلاقات بين الطرفين، وسارت الأمور في اتجاه قرب رحيل المدرب. وهنا لا أملك أن أشير أو ألمّح إلى خبر مؤكد، وإنما أتطرق إلى احتمال غير مستبعد، فقد بات من الواضح أن العلاقة بين رئيس الاتحاد ومدرب المنتخب أصبحت فاترة إلى حد كبير، إضافة إلى أن النتائج التي حققها فييرا خلال فترة عمله مع المنتخب ليست مشجعة لكلا الطرفين للاستمرار وتجديد التعاقد لفترة إضافية.وبصرف النظر عن أسباب سوء التفاهم الحاصل بين فييرا والاتحاد وتفاصيله فعلاً وردّ فعل، فإن ما ورد على لسان المدرب البرتغالي ليس بغريب علينا، وليس بمستغرب من مسؤولي الاتحاد الذين درسنا تصرفاتهم الإدارية وحفظناها عن ظهر قلب، فما كان ما ذكره فييرا عن الـ "لا تنظيم.. لا انضباط.. لا نظام" و"الإحباط" في أوساط المنتخب إلا زيادة في التأكيد على ما تميزه عقولنا وتراه أعيننا وتردده ألسنتنا عن البدائية والعشوائية والارتجالية التي تطبع كافة أعمال الاتحاد، وتحكم سلوكيات مسؤوليه، السابقين والحاليين.المعسكر الأخير للمنتخبين الأول والأولمبي في تركيا هو خير شاهد على ذلك، حيث كان فاشلاً بكل المقاييس، وبدا أشبه بمعسكر فرق مدرسية، أو رحلة صيفية لفرقة كشافة، ويبدو أننا انتهينا من متعهد معسكرات القاهرة الترفيهية، ليظهر لنا متعهد في تركيا يرتب لمنتخباتنا المغلوبة على أمرها مباريات تجريبية مع فرق الصف الثاني وفرق الهواة، وعند هذه النقطة أتساءل: هل الجهة المسؤولة عن تسيير أمور منتخباتنا هي اتحاد وطني فعلي، أم هي "وكالة سفريات" تتعامل مع متعهدي رحلات سياحية وتتستر خلف تنظيم شكلي بمباركة من الاتحاد الدولي لكرة القدم؟! وليس في تساؤلي هذا دعوة للتندُّر، بل إنه تساؤل جديّ أرجو أن أحصل من خلاله على إجابة حقيقية وواقعية "من غير لفّ ولا دوران".فور إعادة تزكيته رئيساً للاتحاد الكويتي لكرة القدم، ظهر الشيخ د. طلال الفهد في لقاء تلفزيوني مطول، مطلقاً وعوده المتبخرة المعتادة، ومبشراً الجماهير الرياضية بمرحلة جديدة من العمل على كافة المستويات، بعد إعادة تشكيل لجانه وتعيين من وصفهم بـ "ذوي الاختصاص" في اللجنة الفنية، وهي إحدى أهم اللجان العاملة تحت مظلة الاتحاد "المشقوقة". وبعد مضي بضعة أشهر على ذلك اللقاء، فهمت المغزى الحقيقي من حديث سعادة الرئيس بعد أن شاهدت من اختاره رئيساً للجنة الفنية مستلقياً على شاطئ خليج نعمة بشرم الشيخ، يرسم خطط إعداد المنتخبات الوطنية على رمال جنوب سيناء المتحركة تحت نظر رئيسه المستلقي إلى جانبه، في الوقت الذي يكابد فيه وفدا منتخبينا الأول والأولمبي الأمرّين في تركيا، نتيجة لسوء الإدارة والتخطيط، فأدركت حقاً بعد ذلك المشهد أن الجماعة مستمتعين بإجازتهم الصيفية غير مبالين لما يحدث في المعسكر من فوضى، وكأن الأمر لا يقع تحت مسؤولياتهم أو يعنيهم.ربما يرجع ذلك إلى تأثّرهما بالبيئة المحلية المحيطة لهما في شرم الشيخ، وأعتقد جازماً - والعلم عند الله - أن رئيس اللجنة الفنية كان يقول لصديقه وزميله رئيس الاتحاد في تلك اللحظة: "كله تمام حضرتك.. حُطّ في بطنك بطيخة صيفي"! وماذا عساي أن أقول في هذا الموقف الرهيب المهيب غير: "أحمر على أبوه يا بطيخ" وإجازة سعيدة يا باشاوات.قفّال:علَّة كرتنا باطنية... و"الدكتور" ترك الداء بلا دواء.