تطبيق نظام الكفيل على الأنباريين... إنه الجنون!
● أهالي المحافظة: الحدود مفتوحة للإيرانيين ونحن مطالبون بـ «فيزا» داخل وطننا
● 90 ألف نازح ودعوات للأمم المتحدة بالتدخل ● «داعش» يضرب مجدداً في الرمادي
● 90 ألف نازح ودعوات للأمم المتحدة بالتدخل ● «داعش» يضرب مجدداً في الرمادي
واجهت الحكومة العراقية انتقادات لاذعة بعد الكشف عن تطبيقها نظام الكفيل على النازحين من الأنبار الفارين من وجه تنظيم «داعش» إلى بغداد، الأمر الذي أدى إلى تكدس الآلاف على معبر بزيبز الوحيد بين الأنبار والعاصمة.
أثار منع السلطات العراقية دخول أي نازح من الأنبار الى العاصمة بغداد الا بكفيل امتعاض أهالي الأنبار، واستغراب المحللين والمراقبين والمواطنين العراقيين، وسط تساؤلات من البعض: «كيف يكفل مواطن عراقي مواطناً متساوياً معه؟ وهل على الكفيل أن يكون شيعياً أو سنياً أو عربياً أو كردياً؟».جنونوقال آخرون إن هذا الإجراء يعكس حالة الجنون التي يعيشها العراق، مضيفين أن العراق لم يصل طوال تاريخه الى هذا المستوى من التمييز بين مواطنيه حتى في العصور الغابرة.وكانت قيادة عمليات بغداد اصدرت أمراً الى قطاعاتها الأمنية في العاصمة يتضمن منع دخول أي عائلة قادمة من الأنبار إلا عن طريق الكفيل من أبناء العاصمة، ما أدى إلى منع دخول آلاف العوائل القادمة من مناطق الرمادي وحديثة وعامرية الفلوجة في الأنبار، والذين فروا من مناطقهم التي تتعرض لهجوم وحشي من «داعش».وشوهد آلاف الأنباريين يفترشون الصحراء بالقرب من منفذ «بزيبز» المنفذ الوحيد الذي يربط محافظة الأنبار ببغداد.فتح الحدود للإيرانيينوقال النازح جميل حميد من أهالي الرمادي: «يجب على الحكومة أن تلتزم أخلاقيا مع شعبها»، مضيفاً أن كل حكومات العالم تقف بجانب النازحين في الكوارث والحروب، إلا الحكومة العراقية فإنها تترك 17 ألف نازح عند منفذ «بزيبز» الذي أغلقته بوجههم.وأضاف حميد: «الجميع يعلم أن الحدود العراقية مع إيران مفتوحة وهناك آلاف من الإيرانيين يدخلون بشكل يومي الى مناطق البلاد بدون الاجراءات القانونية المتبعة بحقنا»، مبينا أن الحكومة المركزية تتعامل مع سكان الأنبار وكأنهم من دولة أخرى ولا تعرف أنها إحدى المحافظات العراقية.وتساءل المواطن حسين عباس: «ماذا تنتظر الحكومة من مواطنيها وهي تتركهم عرضة لمخاطر الحروب وتمنع دخولهم الى المدن الآمنة؟»، لافتا إلى أن الحكومة التي ترفض الأقاليم أصبحت هي اليوم تمارس عمليا تطبيق مبدأ الأقاليم، وعليها ألا تنتقد حكومة إقليم كردستان عندما تشترط وجود كفيل أو ضامن لدخول الإقليم لأنها أخذت تطبق نفس المبدأ في بغداد والمحافظات الأخرى.ازدواجية وطائفيةوأضاف عباس أن «منع الحكومة المواطنين من الدخول الى المناطق الآمنة يعد مؤشرا خطيرا يوضح أنها تتعامل مع أبناء شعبها بازدواجية وطائفية كبيرة»، منتقدا وزراء ونواب الأنبار لسكوتهم عما يجري. وتساءل: «هل يعقل أن ندخل العاصمة بغداد عن طريق الكفيل والفيزا ونحن من مواطني هذا البلد؟».وكان «ديوان الوقف السُني» التابع لرئاسة الحكومة اطلق أمس الأول ما وصفها بـ»أكبر حملة» لإيواء ومساعدة النازحين من محافظة الأنبار. وتضمنت الحملة، التي أطلق عليها اسم «أغيثوا كرام الأنبار»، فتح عدد من المساجد، التابعة للوقف السني في بغداد، إضافة إلى القاعات التابعة والملحقة بتلك المساجد، لإيواء النازحين وعائلاتهم، وتوفير المستلزمات الطبية والمواد الغذائية لهم.العبرة بالتنفيذوكان البرلمان العراقي أصدر توصية أمس الأول بإرسال قوات الى الأنبار وتسليح العشائر، مع وقف تطبيق نظام الكفيل على النازحين، إلا أن العبرة ستكون بتنفيذ الحكومة لهذه التوصيات. 90 ألف نازحووسط دعوات لها بالتدخل، قالت الأمم المتحدة أمس، إن أكثر من 90 ألف شخص يفرون من أعمال العنف في محافظة الأنبار.وذكرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي، في بيان، أن «أولويتنا القصوى هي تسليم المساعدات الأساسية للسكان الفارين، كالغذاء والمياه والمأوى».الجبوريإلى ذلك، قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، إنه «لم يكن بالحسبان أن تنزح عشرات الآلاف من العوائل من محافظة الأنبار في هذا التوقيت الى بغداد» مضيفاً أن «هذا النزوح يتطلب جهداً نوعياً عاجلا لاستيعاب الأمر».هجوم في الرماديميدانياً، أعلن قائد شرطة الأنبار اللواء الركن كاظم الفهداوي أمس، تعرض المجمع الحكومي وسط مدينة الرمادي لهجوم جديد من «داعش»، مشيراً الى أنه تم إلحاق خسائر كبيرة بعناصر التنظيم وإجبارهم على الانسحاب.وأعلنت الفرقة الذهبية في محافظة الأنبار أمس أنها تواصل عملياتها العسكرية لتحرير مدينة الرمادي، مشيرةً إلى أن القوات الأمنية دخلت منطقة الصوفية من ثلاثة محاور.وقال نائب قائد الفرقة العميد عبد الأمير الخزرجي، إن «جهاز مكافحة الإرهاب وبإسناد من القطعات الأمنية وأبناء العشائر والقوة الجوية وطيران الجيش بدأت صباحاً العملية العسكرية، ودخلت تلك القوات المنطقة من ثلاثة محاور، وهناك تقدم كبير».وكانت تقارير افادت بأن الائتلاف الدولي شن أمس ومساء أمس الأول غارات مكثفة على محيط الرمادي في حين بدا الجيش العراقي حملة قصف مدفعي باتجاه مواقع المسلحين.مصفاة بيجيإلى ذلك، لا تزال المعارك مندلعة داخل مصفاة بيجي بين القوات العراقية المشتركة و»داعش»، في وقت أعلنت قوات الشرطة العراقية أمس، مقتل 300 إرهابي من تنظيم «داعش»، وتفكيك 500 عبوة ناسفة خلال عمليات تحرير المصفاة.وتضاربت الأنباء بشأن تحرير المصفاة التي تمتد على مساحة واسعة من «داعش».قيادات سنيةعلى صعيد آخر، قال مصدر عراقي مطلع أمس، إنه من المتوقع أن يجتمع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في عمان اليوم، بالقيادات السنية العراقية، مضيفا أنه من المرجح أن يناقش القادة العراقيون مع العاهل الأردني التطورات الأمنية في محافظة الأنبار، والتي تضم منفذ طريبيل الحدودي وهو المنفذ الوحيد بين العراق والأردن.وأوضح المصدر أن القيادات العراقية، التي ستلتقي العاهل الأردني، تتمثل في رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك.(بغداد - وكالات)