كريمات فرك الصدر... فاعلية ضد الرشح

يمكنك أن تسأل كل أفراد عائلتي: عندما نُصاب بالسعال والرشح، يبقى كريم Vapor Rub قرب سريري ليساعدني خلال نوبات الرشح المتكررة. لدي ذكريات جميلة عن جدتي غاغا التي كان تسارع إلى طلاء صدري بالفيكس مع أعراض الرشح الأولى. ثم تغطي صدري بمنشفة رطبة دافئة لأرتدي بعد ذلك قميص النوم.

كانت تساعدني بكل محبة وحنان في الخلود إلى النوم لتقفل بعد ذلك الباب. كانت رائحة الكافور والمنتول تملأ الغرفة، رائحة عشقتها، مع أن أخي كان يكرهها. عندما كبرت، كانت أمي تأتي حاملة علبة الفيكس كلما سمعتني أعطس في الغرفة التالية.

أدلّة فاعلة

عندما أصبحت أماً، اتبعت تقليد العائلة. فاعتدت طلاء صدر أولادي بالقليل من الفيكس حين يُصابون بالرشح. وكانت حالهم تتحسن في كل مرة.

كره اثنان من أولادي هذه العادة عندما كبرا، إلا أن الثالث ما زال يطلب الفيكس أو المنثولاتوم حين يُصاب بالرشح. تجد قوارير قديمة في كل أنحاء المنزل، حتى إني اشتريت أجهزة فيكس توصل بالكهرباء لنستخدمها خلال موسم الرشح. فقد اعتبرتها طريقة مبتكرة جديدة لملء الغرفة بهذه الرائحة المميزة. مع كل هذا التاريخ، ما قد يكون أفضل من دراسة من جامعة ولاية بنسلفانيا تؤكد أن استخدام كريمات فرك الصدر أو Vapor Rub تحسن أعراض الرشح والسعال الليلي.

على ضوء التوجيهات الجديدة الصادرة عن إدارة الأغذية والأدوية الأميركية التي توصي بالحد من إعطاء الأولاد أدوية للرشح والسعال لا تحتاج إلى وصفة طبية، يقع أهل كثر في الحيرة لأنهم يجهلون الوسيلة الفضلى للتخفيف من أعراض الرشح التي يعانيها أولادهم.

تناول الباحثون حالة 138 ولداً تتراوح أعمارهم بين سنتين و11سنة. اختيروا عشوائياً ليتلقوا العلاج بكريم فرك الصدر أو البيترولاتوم وحده، أو لم يحظوا بأي علاج. ومن ثم طُلب من الأهل تقييم أعراض أولادهم وقدرتهم على النوم خلال اليوم الأول، حين لم يكن أي من الأولاد قد تلقى علاجاً، ومن ثم في اليوم التالي بعد اختيارهم عشوائياً لتلقي العلاج.

نتائج أفضل

سجلت مجموعة كريمات فرك الصدر النتائج الأفضل في تحسين السعال، الاحتقان، والنوم عموماً لدى الأولاد (وبالتالي أهلهم). وتشكل هذه، على حد علمي، التجربة العلاجية الأولى التي تعتمد على الأدلة وتتناول علاجاً عمره أكثر من قرن. ولكن كما يشير المقال، عانت مجموعة كريمات الفرك من بعض التأثيرات المزعجة مع شكوى بعض أعضائها من وخز في العينين، الأنف و/أو البشرة (اتذكر حين كان أولادي يخبرونني أنهم يشعرون بوخز).

رغم المخاوف القديمة من استخدام الكافور كزيت يُحتمل أن يسبب التسمم إن بلع، لا يؤدي طلاؤه على البشرة إلى أي تأثيرات سلبية تُذكر. كذلك وافقت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية على استخدام الكافور كعلاج مضاد للسعال، إنما بنسب مركزة محدودة لا تتخطى الـ11%.

تبلغ نسبة تركيز هذه المادة في كريم فرك الصدر 4.8%. لذلك، إذا أراد الأهل التخفيف من سعال الليل والأعراض الأخرى التي تقض مضجع أولادهم الذي تخطوا السنتين، صار بإمكانهم اليوم الاعتماد على دراسة تثبت فاعلية اللجوء إلى كريمات فرك الصدر. لا يعرف الباحثون ما الآلية وراء قدرة هذا العلاج على تحسين النوم. ولكن سواء كان هذا العلاج يحسن الأعراض مباشرة أو من خلال تأثيرات روائحه، يسهم في حصول الجميع على نوم أفضل.