الأزهر يُخوِّن دعاة التظاهر... و«الأوقاف» تدين رفع المصاحف

نشر في 22-11-2014 | 00:04
آخر تحديث 22-11-2014 | 00:04
No Image Caption
• ضبط إمدادات غذائية لـ «عناصر تكفيرية» في سيناء  • اشتباكات محدودة في تظاهرات «قوتنا في وحدتنا»

حشدت الإدارة المصرية قواها لمواجهة دعوات لجماعات إسلامية متشددة للتظاهر يوم الجمعة المقبل، وبدا واضحاً اصطفاف المؤسسة الدينية الرسمية خلف النظام في المعركة ضد المتشددين، بعدما أصدر الأزهر بياناً شديد اللهجة خوَّن فيه دعاة اللجوء إلى العنف في تظاهرات «28 نوفمبر».

دان الأزهر الشريف، المرجعية السنيّة الأعلى في مصر دعوات أطلقتها شخصيات محسوبة على التيار الإسلامي للتظاهر يوم الجمعة المقبل، متهماً القائمين على تلك التظاهرات بـ»خيانة للدِّين والوطن والشعب». وأكد الأزهر في بيان شديد اللهجة أمس، أن دعوات رفع المصاحف في تظاهرات دعت إليها «الجبهة السلفية» المتشددة يوم الجمعة المقبل 28 نوفمبر الجاري، «ليست إلا إحياء لفتنة كانت أوّل وأقوى فتنة قصمت ظهر أمّة الإسلام ومزّقتها».

وشدد بيان الأزهر، الذي يرأسه الإمام الأكبر أحمد الطيب، على أن دعوات التظاهر ليست إلا «اتجارا بالّدين، وإمعانًا في خداع المسلمين باسم الشريعة وباسم الدّين، فهي دعوةٌ إلى الفوضى والهرج، ودعوة إلى تدنيس المصحف، ودعوة إلى إراقة الدماء، قائمة على الخداع والكذب»، معتبرا دعوة الخروج يوم الجمعة المقبل دعوة إلى جهنم، ودعاتها دُعاة إلى أبواب جهنم.

وذهب الأزهر إلى أن دعوة التظاهر «في الوقت الذي تقودُ فيه مصر حربا حقيقية في مواجهة إرهاب أسود في سيناء من جماعات مدعومة بالسلاح والتمويل والمعلومات، لهي خيانة للدّين والوطن والشعب»، محذراً من الجماعات الداعية للتظاهر بالتلميح إلى انتهاجها نهج الخوارج بمفارقتها إجماع المصريين «ومحاربتها للدولة، وخِيانتها للوطن».

موقف «الأزهر» تناغم مع موقف وزارة «الأوقاف» التي وزعت خطبة موحدة على جميع المساجد المصرية لإلقائها عقب صلاة الجمعة أمس، حيث بدا استباق منابر «الأوقاف» لتظاهرات القوى الإسلامية، بالتحذير من «الدعوات الهدامة»، والتأكيد على «حُرمة الدماء في الإسلام، ووعيد الله لمن يحرضون على الاقتتال»، وأفتت وزارة «الأوقاف» في نص الخطبة الإرشادي الموحد والذي وزع على جميع المساجد المصرية أمس الأول (الخميس)، بحرمة المشاركة في تظاهرات 28 نوفمبر الجاري.

تصعيد إسلامي

وإزاء الاحتشاد الرسمي ضد التظاهرات، ندد القيادي بـ»الجبهة السلفية»، خالد سعيد، ببيان «الأزهر»، قائلاً لـ»الجريدة»: «مستمرون في الإعداد لتحركاتنا، رغم خطاب الأزهر السياسي، الذي يبتعد عن الإطار الدعوي، بما يكشف عن تقديم الأزهر للغطاء الديني للنظام السياسي ليس أكثر.

وبدأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي محسوبة على جماعة «الإخوان المسلمين» في نشر ما سمته «القائمة السوداء لضباط تورطوا في تعذيب معتقلين»، تضم أسماء 36 ضابطا في مناطق متفرقة، اتهمتهم بالتورط في قمع وتعذيب المعتقلين بعدد من السجون، والدعوة لاستهدافهم خلال تظاهرات «انتفاضة الشباب المسلم» يوم الجمعة المقبل. وقال القيادي بـ»الجبهة السلفية» مصطفى البدري، والموجود حالياً في تركيا، لـ»الجريدة» إن الانتفاضة الإسلامية «ستعاقب» كل من أساء للشباب المسلم منذ الإطاحة بالرئيس «الإخواني» محمد مرسي في يوليو 2013.

مسيرات إخوانية

ميدانياً، وقعت اشتباكات بين أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» وقوات الأمن، على خلفية مشاركة الإخوان في مسيرات أمس لتدشين أسبوع «قوتنا في وحدتنا»، الذي دعا له «تحالف دعم الشرعية» الموالي للجماعة، بعدما نجحت قوات الأمن في تفريق مسيرات إخوانية في عدد من أحياء القاهرة والجيزة، في مقدمتها أحياء المطرية والعمرانية وإمبابة، التي أحرق فيها الإخوان ثلاث حافلات نقل عام، ما دفع قوات الأمن لمطاردتهم وإلقاء القبض على بعضهم.

وبينما عطل «الإخوان» حركة المرور في شارع فيصل بمحافظة الجيزة، ألقت قوات الأمن في الإسكندرية القبض على 10 من أعضاء تنظيم الإخوان، وبحوزتهم كمية كبيرة من المنشورات التحريضية وشماريخ وألعاب نارية، أثناء فض تظاهرات الجماعة أمس، بعدما تم رصد قيامهم بترديد هتافات مناهضة للقوات المسلحة والشرطة وتعطيلهم للحركة المرورية.

قطع الإمداد    

وبينما أعلنت جماعة «أجناد مصر» الإرهابية عبر صفحتها على تويتر مسؤوليتها عن حادث التفجير الذي وقع بمحيط جامعة حلوان أمس الأول وأسفر عن إصابة خمسة من رجال الشرطة، قالت القوات المسلحة المصرية إن المداهمات التي تشنها عناصر من الجيش الثالث الميداني، أمس، أسفرت عن قيامها بقطع الإمداد الغذائي عن «العناصر التكفيرية» المحاصرة في وسط سيناء.

وأضاف الجيش في بيان له أمس أن «نتيجة عمليات المداهمة التي تقوم بها عناصر الجيش الثاني الميداني بالتعاون مع الشرطة المدنية في شمال سيناء، تم ضبط سيارات محملة بالإمداد الغذائي بكميات كبيرة مرسلة للعناصر التكفيرية خلال مرورها بأحد الأكمنة في منطقة وسط القصيمة»، ووصف البيان تلك العملية بـ»الضربة القاسمة للعناصر التكفيرية».

وقال مصدر أمني لـ»الجريدة» إن حملة لقوات الجيش استهدفت مناطق جنوب العريش والشيخ زويد ورفح، ونجحت في قتل اثنين من العناصر التكفيرية، أثناء اشتباكهما مع القوات وحرق وتدمير أكثر من 100 بؤرة إرهابية من المنازل والعشش الخاصة بالعناصر التكفيرية والتي تستخدمها تلك العناصر كقواعد انطلاق لتنفيذ هجماتها الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة.

جولة أوروبية

في غضون ذلك، تشهد القاهرة نشاطاً في ملف العلاقات الخارجية، فبينما يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي برئيس جمهورية جنوب السودان، يبدأ رئيس وزراء كوريا الجنوبية تشونغ هونغ وون زيارة رسمية للقاهرة اليوم يلتقي خلالها نظيره إبراهيم محلب لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين كوريا الجنوبية أحد أكبر اقتصاديات جنوب شرق آسيا، ومصر، وسبل تعزيز مشاركة الشركات الكورية في المشروع النووي المستقبلي لمصر.

وفي حين أكدت الخارجية الروسية، أن الرئيس فلاديمير بوتين سيزور القاهرة مطلع العام المقبل، يبدأ السيسي جولة أوروبية منتصف الأسبوع الجاري، حيث يزور دولتي إيطاليا وفرنسا، في الفترة من الاثنين إلى الخميس المقبل، تتضمن بحث العلاقات الثنائية ومجمل الملفات ذات الاهتمام المشترك خاصة ملف مكافحة الإرهاب.

back to top