بلا سقف : يا فييرا من فرعنك؟
على الرغم من تواضع العطاء الفني لمدرب "الأزرق" جورفان فييرا، فإن هذا الرجل ذا الشخصية الملتوية، يقدم نفسه بشكل مختلف إعلامياً، فهو كالصندوق المليء بـ"الفرقعات الإعلامية"، آخر "فرقعة" أحدثها فييرا هي تصريحه لجَمْعٍ من الصحافيين عن حاجته إلى عام إضافي من العمل من أجل إعداد المنتخب بشكل جيد لـ"كأس أمم آسيا 2015"، ما يعني بشكل واضح أن المسؤول الفني الأول عن "الأزرق" يقدم للشارع الرياضي إخطاراً مسبقاً بعدم جاهزية منتخبنا لخوض غمار المنافسات الآسيوية، وهذه ليست مفاجأة، فالمتابع لمسيرة المنتخب تحت إشراف فييرا سيعلم حتماً أنه بوضعه الحالي ليس جاهزاً حتى للمشاركة في بطولة ودية...! ويبقى السؤال المحيِّر مطروحاً دون إجابة: كيف فكَّر مجلس إدارة "الاتحاد" في التجديد لمدير فني يقر صراحةً بعدم قدرته على إتمام عمله خلال الفترة الزمنية المتاحة له؟أكرر أن "الفرقعة" التي خرج بها جورفان للصحافيين لم تكن مفاجأة، فقد أمضى "الداهية" فييرا في منصبه عاماً كاملاً من "التخبيص" و"التهبيب"، دون أن يحرك المسؤولون ساكناً، و"على عينك يا اتحاد"، وقد سبق لنا أن حذرنا سعادة الرئيس مراراً وتكراراً من "بربسة" فييرا، ولكن "عمك أصمخ" لا يرى سوى نفسه، ولا يسمع إلا صوته، ولا يأنس إلا لكلام أهل الهوى والغرض.في جانب آخر من "فرقعاته" الأخيرة، أفصح فييرا عن شعوره بالتملُّل والإحباط من أجواء الكرة الكويتية، وهذا ليس بجديد علينا، وقد نقبل مثل هذا الرأي من مدرب أمضى مسيرته كلها في تدريب منتخبات وأندية أوروبية، وإنما الجديد هو تذمر فييرا من مثل هذه الأوضاع...! الله يرحم أيام زمان يا "شيخ فييرا" حين كنت تعمل مع منتخب العراق تحت دوي قذائف الهاون، و"تتنطَّط" بين بغداد وأربيل والنجف لتجنُّب الأخطار والتهديدات الأمنية، الله يرحم أيام زمان حين كنت مدرباً للزمالك المصري في أوج الانفلات الأمني خلال مرحلة ما بعد الثورة، عندما كانت مرتباتك تتأخر 4 أشهر في ظل الأزمات المالية التي تعانيها الأندية المصرية نتيجة لغياب الدعم المالي من الرعاة والمعلنين "إن كنت ناسي أفكرك".وبعد أن مر هجوم فييرا على مسؤولي الاتحاد مرور الكرام، ظنَّ المدرب البرتغالي أن الإعلام الرياضي "طوفة هبيطة" مثل "اتحاد العديلية"، فراحَ يتهكم بأسئلة الصحافيين، كما اتهمهم بمهاجمته من باب "تصفية الحسابات" بطرق غير مباشرة... إلخ. لا أرى مشكلة في أن يبدي مدرب المنتخب رأيه بالصحافة المحلية، فالصحافة ليست منزَّهة ومحصَّنة من النقد، ولا أجد داعياً للنرفزة من اتهامات فييرا للصحافيين، فهي لا تعدو أن تكون محاولة يائسة من مدرب فاشل يريد تحقيق نصر على الورق بعد فشله في الميدان. قفّال:قيل: "يا فرعون إيه فرعنك؟" قال: "ملقِتش حد يلمِّني..."