ممثل الأمير: التكريم العربي لسموه خطوة مضيئة في تاريخنا

نشر في 04-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-11-2014 | 00:01
الجامعة العربية احتفت بسموه والعربي أشاد بالمواقف السامية دعماً للقضايا الإنسانية في العالم

كرمت الجامعة العربية، أمس، سمو الأمير بمناسبة اختياره قائداً للعمل الإنساني، وألقيت كلمات بالمناسبة أشادت بدور سموه عربياً وعالمياً.
أكد ممثل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد أن احتفالية جامعة الدول العربية بمناسبة اختيار سمو الامير قائدا للعمل الانساني تعد «خطوة مضيئة في التاريخ السياسي لدولة الكويت».

جاء ذلك في كلمة القاها ممثل سمو امير البلاد في احتفالية نظمتها جامعة الدول العربية، بمناسبة تكريم الامم المتحدة لسمو الامير، ومنح سموه لقب «قائد للعمل الانساني»، وتسمية دولة الكويت «مركزا للعمل الانساني».

وقال ممثل سمو الامير: «باسم سيدي صاحب السمو وباسم الشعب الكويتي وحكومته يشرفني ان انقل التحيات والتقدير والاحترام للامانة لجامعة الدول العربية على اقامة هذه الاحتفالية العربية في بيت العرب».

ارتباط تاريخي

واضاف ممثل سمو الامير ان «هذه الاحتفالية تعكس الارتباط التاريخي الذي يربط دولة الكويت ومقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد مع هذه المنظمة الاقليمية التي يشهد لها التاريخ على مواقفها القومية من اجل العمل العربي المشترك».

واعرب عن خالص شكره وتقديره للامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي على تنظيم هذه الاحتفالية، متقدما بالشكر لكل من شارك وساهم في هذه التظاهرة العربية الجميلة.

وشدد على ان هذه الاحتفالية جاءت «بحق قائد عربي وضع العمل الانساني ضمن اولويات سياسة دولة الكويت الخارجية... قائد انساني سعى من اجل التضامن والوحدة العربية... وتبنى مع اشقائه القادة العرب قيادة العديد من المبادرات العربية لضمان وحدة الصف العربي».

دعم مستمر

من جهته، ذكر الامين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي ان احتفالية الجامعة اليوم باختيار الأمم المتحدة لسمو امير البلاد (قائدا للعمل الإنساني) يأتي اعترافا من المنظمة ومن المجتمع الدولي بفضل وعطاء سموه الدافق، ودعمه المستمر للعمل الإنساني، وعدم توانيه عن رفع المعاناة عن المحتاجين في جميع أنحاء العالم.

وأشاد العربي، في كلمته أمام الاحتفالية بالدور «الايجابي» الذي تقوم به الكويت والمساند لجميع جهود تحسين الأوضاع الإنسانية في الوطن العربي والمناطق التي تتعرض شعوبها لأزمات إنسانية، مؤكدا أهمية الدور العريق والاصيل الذي يقوم به سمو امير البلاد في نجدة وإغاثة المحتاج، مشيرا الى الحاجة الى ذلك الدور في ظل اتهامات باطلة تروج ضد العرب والعروبة.

وقال إن مبادرة الأمم المتحدة وامينها العام بان كي مون دليل على أهمية العمل الإنساني الدولي، وعلى أن بصمة الكويت وسمو أميرها في المجال الإنساني واضحة وجلية، فضلا عن أن جهود سموه ومساهماته الإنسانية المتواصلة حققت أثرها الطيب في تخفيف معاناة الشعوب في أوطان كثيرة.

واضاف ان المبادرات التي قامت بها الكويت، بقيادة سمو الأمير، جاءت تنفيذا لتوجيهات سموه، وانطلاقا من خبرته الطويلة والمميزة في المجال الدبلوماسي، وشكلت دفعا قويا للمجتمع الإنساني لمواجهة الأزمات التي عصفت بالعالم في السنوات الأخيرة.

مساعدات إنسانية

واشار العربي الى القرار المهم الذي صدر عن قمة الكويت، ونص على «إنشاء آلية عربية في إطار الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتنسيق المساعدات الإنسانية في الدول العربية»، معتبرا ان هذا القرار جاء تتويجا للجهود المتواصلة من العمل الإنساني والإغاثي الذي تقوم به الجامعة بالتعاون مع حكومات الدول الأعضاء ومنظمات إنسانية عربية غير حكومية فى أنحاء الوطن العربي المختلفة.

واردف ان قرار القمة العربية يهدف ايضا إلى الارتقاء بالعمل الإنساني والإغاثي ليصبح أكثر فعالية ومصداقية، ومن دون أي معوق إداري أو مالي، مشيدا بمبادرة «الحياة الكريمة» التي أطلقتها الكويت في المنتدى الاقتصادي الإسلامي الرابع، وساهمت فيها بـ100 مليون دولار لمواجهة الانعكاسات السلبية لأزمة الغذاء العالمية على الدول الأقل نموا.

ولفت الى قيام الكويت بمضاعفة قيمة مساهمتها في صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للطوارئ الإنسانية، وكذلك تبرعها لمنظمة الصحة العالمية لاحتواء فيروس إيبولا المميت، معتبرا ان هذا التبرع يعد الأول من نوعه الذي تتسلمه المنظمة من دولة عربية.

الدور العربي

وعن دور الكويت على المستوى العربي أكد العربي ان الكويت لم تتوقف يوما واحدا عن المشاركة في أي جهد عربي أو دولي لإغاثة شعب عربي يتعرض لأزمة إنسانية، فضلا عن أن قائمة مساهماتها السخية في هذا الإطار طويلة.

وزاد: «ان الجميع يعرف مساهمات الكويت لجميع الدول العربية التي واجهت ظروفا إنسانية أو اقتصادية أو إنمائية أو سياسية»، مضيفا ان «النوايا الطيبة التي يحملها سمو امير الكويت الشيخ صباح الأحمد للشعوب العربية والإسلامية تقترن بالفعل».

وأضاف في كلمته امام الاحتفالية التي حضرها ممثل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية د. عبدالله المعتوق، ولفيف من الشخصيات والسفراء العرب ومسؤولي الجامعة العربية والشخصيات الاعلامية والمثقفين، ان الكويت بهذا التكريم اضحت قبلة للإغاثة الإنسانية ليس فقط في محيطها الاقليمي بل في المجتمع الدولي بأسره.

وعلى صعيد دعمها للقيادة الفلسطينية، أكد العربي أن الكويت استمرت في رعاية القضية الفلسطينية ودعمها «إنسانيا وسياسيا وماليا» في جميع المحافل العربية والدولية، مشيرا الى التوجيه الأخير لسمو الأمير بمساهمة الكويت في إعادة إعمار قطاع غزة في مؤتمر القاهرة الذي عقد الشهر الماضي بمبلغ 200 مليون دولار، وذلك استمرارا لتوجيهات سموه بالتخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني.

وأعرب، في الوقت ذاته، عن تقديره لاهتمام سمو الأمير بإفريقيا وإطلاق العديد من المبادرات لمساعدة الدول الإفريقية، وتقديم القروض الميسرة لها، وتنظيم العديد من الحملات الإنسانية والإغاثية، مضيفا أنه خلال القمة العربية الإفريقية الأخيرة في الكويت، وجّه سموه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بتقديم قروض ميسرة للدول الإفريقية بمبلغ مليار دولار أميركي على مدار السنوات المقبلة.

سجل حافل

من جانبه، أعرب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية عن خالص الشكر للجامعة العربية على تنظيمها احتفالية بمناسبة تكريم الأمم المتحدة لسمو الأمير ومنح سموه لقب «قائد للعمل الإنساني» وتسمية دولة الكويت «مركزا للعمل الإنساني».

وقال د. المعتوق في كلمة له إن الأمم المتحدة، بدورها، تثمّن عاليا دور سمو أمير البلاد في التقريب بين الشعوب ودفع جهود العمل الإنساني قدما في ظل ما يواجه العالم من كوارث وأزمات.

وأضاف أن دولة الكويت تمتلك سجلا حافلا في مساعدة المحتاجين، ويبدو ذلك جليا في الاستجابة الفعالة للمنظمات الكويتية للأزمات الانسانية، حيث قامت الكويت بدور بارز من خلال التمويل السخي لبرامج وأنشطة المنظمات الانسانية التابعة للأمم المتحدة.

 وذكر أن الكويت دشنت دورا يحتذى في مجال العمل الإنساني من خلال قدرتها الفائقة على تنظيم المؤتمرات الدولية الناجحة، وأخذ زمام المبادرة لحشد الجهود الدولية للمشاركة الفعالة في العمل الإنساني، لافتا الى استضافتها مؤتمرين دوليين للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية خلال عامي 2013 و2014.

وقال إن «الكويت بلد صغير، لكنه صاحب قلب كبير، حيث ضرب صاحب السمو أمير البلاد مثلا وقدوة في قيادة العمل الإنساني».

نجدة الشعوب

من جهته، أشاد نائب رئيس مجلس الأمة مبارك الخرينج بتنظيم الجامعة العربية احتفالية كبيرة في بيت العرب بمناسبة تكريم الأمم المتحدة للكويت ولسمو أمير البلاد.

وقال الخرينج في كلمته إن «هذا التكريم رسم جانبا كبيرا من الخلود لدولة الكويت وشعبها وبناء الكويت الحديثة القائمة على احترام حقوق الإنسان وصونها»، مؤكدا أن «الكويت في ظل القيادة الحكيمة لسموه تعمل من أجل الإنسانية، وفي ظل حكم سموه تحظى بتقدير أممي».

واعتبر أن «هذا التكريم يأتي تقديرا لعطاء أيادي سموه البيضاء في مجال العمل الإنساني من دون النظر الى الدين أو الجنس أو العرق، فالكل سواء من أجل الإنسان وكرامته».

وقال إن «دولة الكويت في عهد سموه أصبحت ملاذا وواحة للعطاء، وتتبوأ مكانة عظيمة، في ظل ما قدم سموه من مبادرات بناءة على المستويين العربي والدولي»، مضيفا أن سموه لم يدخر جهدا في تخفيف معاناة شعوب دول العالم وإغاثة المنكوبين من خلال دعم العمليات الانسانية التي تقوم بها منظمات الامم المتحدة، ما جعل الكويت مركزا للعمل الإنساني.

وأكد أن دولة الكويت تجسد أعظم الأمثلة على روح الوحدة الوطنية والتعايش والتسامح الديني، مضيفا «أن الجانب الإنساني هو أصل الدولة وأصل عملها وينطلق من شريعتنا الإسلامية».

واعتبر في الوقت ذاته أن هذا التكريم يأتي تتويجا للعمل الخيري والإنساني الذي تقوم به الكويت.

بدوره، استذكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الأسبق، محمد بن عيسى، اللقاء الأول الذي جمعه بسمو الشيخ صباح الأحمد في فبراير 1961 عندما كان سموه وزيرا للإرشاد والانباء، مشيرا الى أن سموه كان ولايزال يتصف بالتواضع والسماحة والود.

ووصف بن عيسى، في كلمة له، سمو أمير البلاد بـ «السياسي الماهر والإنسان الملتزم»، مؤكدا أن سموه «صاحب تجربة خصبة أبلى من خلالها بلاء حسنا في معترك الدبلوماسية، مدافعا عن البلدان العربية والإسلامية، ولاسيما مع ما عرف عنه من تفكير راجح وحكمة وتروّ في اتخاذ القرار».

وقال إن «صفات سموه يغلفها الصبر في اللحظات الحرجة خلال التعاطي مع القضايا الساخنة وتدبير الملفات المستعصية حين عرضها للنقاش والتداول، سواء على صعيد المنظمات الدولية أو على مستوى الهيئات الإقليمية وفي مقدمتها جامعة الدول العربية».

وأضاف أن «رأي سموه كان دائما مسموعا ومؤثرا في زملائه، وهو ما أسميه بالصرامة الناعمة واللباقة السلسة» المتأصلة في طبع وأخلاق سموه».

وأكد أن «نهج سموه في معالجة الأزمات جعله مشهورا في المحافل الدولية والإقليمية، لكونه الخيط الأبيض الساعي الى خير الشعوب والحريص على لمّ شملها وتجسير الخلافات البينية التي تباعد مواقفها، ناشدا التآخي والتعاون المثمر بإرادة لا تكل».

وشدد على أن صفة «القائد الإنساني» التي منحها الأمين العام بان كي مون لسمو أمير البلاد «تختزل كل معاني الإشادة والتقدير وثناء المجتمع الدولي» نظرا لما قدمه سموه وساهم به بصدق وإيمان في سبيل خدمة الانسانية حيثما كان، ومن شتى المواقع الرفيعة التي تبوأها.

وقال بن عيسى إن «سمو الشيخ صباح الأحمد حمل دائما مشعل حقوق الإنسان، وسيظل دائما مؤسس مدرسة التعايش السلمي والديمقراطية، الراعي لاحترام حقوق الانسان بدولة الكويت»، مضيفا أن «الشعوب في ظل الظروف الدولية الحالية بحاجة الى قادة إنسانيين من طراز سموه لتتكاتف الجهود من اجل إسعاد الإنسانية ودرء الأخطار عنها».

بعد ذلك، أقيم على هامش الاحتفالية معرض وثائقي للعمل الإنساني لسمو الأمير، بالاضافة الى عرض فيلم وثائقي عن سموه ودوره في نهضة وتثبيت دعائم دولة الكويت.

أبوغزالة: التكريم تتويج لدور الكويت وقائدها الحكيم

قالت الأمينة العامة المساعدة رئيسة قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية السفيرة هيفاء أبوغزالة، ان تكريم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد يأتي تتويجا للدور الإنساني الكبير لدولة الكويت وقائدها الحكيم، واعترافا بدعمه الكبير واللامحدود للعمل الإنساني.

وأضافت أبوغزالة في تصريح لـ«كونا» على هامش احتفالية نظمتها الجامعة العربية بمناسبة تكريم الأمم المتحدة لسمو الامير ومنح سموه لقب «قائد للعمل الانساني» وتسمية دولة الكويت «مركزا للعمل الانساني»، أن «سمو أمير دولة الكويت قاد الكويت لتكون نموذجا للحرية والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وصون وحماية حقوق الإنسان ومركز إشعاع للإنسانية». وأوضحت أن سمو أمير البلاد عمل على إرساء دعائم العلاقات المتينة مع الدول العربية والإسلامية والصديقة ودعم وتعزيز مسيرة السلام العالمية والدعوة لإحقاق حقوق الشعوب في تقرير مصيرها والاهتمام بالقضايا الإنسانية إيمانا من سموه بأن العمل الإنساني هو إحدى الآليات للأمن الإنساني.

واعتبرت أن مشاركة جامعة الدول العربية في هذا التكريم «تأتي تثمينا لقيادة سمو أمير الكويت الاستثنائية للعمل الإنساني في العالم وتجسيدا للمثل العليا والسامية التي آمن بها سموه عبر مسيرة العطاء التي قاد الكويت فيها خلال سنوات حكمه المديدة، وتتويجا لسجل العمل الإنساني الذي خطه سموه لدولة الكويت».

وذكرت أن الاحتفالية التي حضرتها كوكبة رفيعة المستوى من الدول الشقيقة والصديقة «ما هي إلا تعبير عن التقدير والاحترام الذي يكنه الجميع لأمير الكويت ولمكانة الكويت والشعب الكويتي الشقيق».

يذكر أن الامم المتحدة قامت في التاسع من سبتمبر الماضي بتكريم سمو امير البلاد ومنحه لقب «قائد للعمل الإنساني» وتسمية دولة الكويت «مركزا للعمل الانساني» في احتفالية كبيرة اقيمت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بحضور ممثلي الدول الأعضاء والمنظمات الدولية وعدد كبير من الشخصيات العامة.

back to top