محمد الحلو: أستعد لتقديم أغانٍ للكويت والسعودية والإمارات

نشر في 03-11-2014 | 00:02
آخر تحديث 03-11-2014 | 00:02
No Image Caption
ينتمي المطرب محمد الحلو إلى جيل شكّل علامة مميزة في تاريخ الغناء العربي، إلى جانب كل من مدحت صالح وعلي الحجار وغيرهما من مطربين بدأوا يختفون من الساحة تدريجاً في السنوات الأخيرة حتى بات ظهورهم نادراً في بعض حفلات أو ألبومات لا تحقق مبيعات.
حول أسباب هذا الاختفاء ورأيه في حال الغناء العربي وحول تكريمه الأخير في مهرجان الإسكندرية للأغنية، كان اللقاء التالي مع محمد الحلو.
كُرمت أخيراً في مهرجان الإسكندرية الدولي للأغنية، كيف ترى التكريم في هذا التوقيت؟

التكريم مهم للفنان في الأوقات كافة، لأنه يؤكد له أنه على الطريق الصحيح، خصوصاً عندما يأتي من مهرجان في مدينة الإسكندرية التي أعشقها بشدة.

لماذا اختفيت من على الساحة الغنائية أخيراً، وهل كان لظروفك الشخصية دور في ذلك؟

ظروفي الشخصية ليس لها أي دور، إذ يمكن أن يمر بها كل إنسان. ولكن الاختفاء كان نتيجة الظروف التي تعصف بمصر وغيرها من دول العالم العربي منذ سنوات عدة، حيث اختفت الأصالة وراحت الأعمال والأصوات الرديئة تنتشر، والدليل هو اختفاء جميع الأصوات الجميلة أمثال علي الحجار ومدحت صالح وهاني شاكر. عموماً، لأنني أقدر جمهوري وأحترمه أرفض تقديم أي أعمال دون المستوى.

لكنك كنت قد تورطت في قضايا عدة؟

للأسف، لم يعد الفن الأصيل يكفي احتياجات الفنان الاقتصادية فكان لا بد من البحث عن مشروع يساعدني على الحياة. فعلاً، تورطت مع أصدقاء لي في مشروع تحملت مسؤولية فشله الاقتصادية كاملة، ما أدخلني في مشاكل قضائية عدة ضخّمها الإعلام من دون الرجوع إليّ لمعرفة الحقيقة. ولكن هذه المشاكل كافة قد انتهت بحمد الله.

كنت قد أعلنت اعتزالك منذ سنوات بسبب الظروف الفنية، فلماذا تراجعت رغم أن الظروف لم تتغير؟

أعلنت اعتزالي لأنني شعرت بالإحباط آنذاك، وأن الزمان لم يعد زماننا وأنني لا بد من أن أتنازل كي أظل على الساحة الغنائية. إلا أنني لم أتمكن من العيش من دون غناء، إضافة إلى أن أصدقائي المقربين وكثيراً من الموسيقيين الكبار أقنعوني بالعودة، وعدت فعلاً وأحاول دائماً ألا أغيب عن جمهوري.

كيف يمكن ألا تغيب عن جمهورك رغم الظروف التي ذكرتها؟

ثمة دائماً منافذ لتقديم الفن الجيد مثل الحفلات والمهرجانات، ومن خلال بعض الأغاني الخاصة التي أقدمها أيضاً.

ولماذا لم يحقق ألبومك الأخير «أشهدي» أي نجاح؟

لأنه من إنتاج شركة «صوت القاهرة»، وهي تتبع الدولة ويقوم عليها موظفون غير معنيين إطلاقاً بنجاح الألبوم أو فشله أو وضع خطة تسويق له. إضافة إلى أن سوق الألبوم متراجع منذ فترة طويلة بسبب القنوات الفضائية وإذاعات الأغاني، فضلاً عن سرقة الأغاني على شبكة الإنترنت، وهي مشكلة لا بد من أن تعمل الدولة على حلها من خلال تفعيل قوانين الملكية الفكرية.

تشارك في مهرجان الموسيقى العربية في الأوبرا. يتهمه البعض بعدم التجديد، ما رأيك؟

مهرجان الموسيقى العربية أحد أهم المهرجانات الغنائية والموسيقية في العالم العربي، وهو يقدم الفن الجاد بعيداً عن الابتذال المنتشر راهناً، ويلقى إقبالاً جماهيرياً كبيراً، والدليل أن جميع تذاكر الحفلات نفدت قبل بداية المهرجان. بالنسبة إلى الاتهام بعدم التجديد، فهو غريب لأن المهرجان يعرض سنوياً أصواتاً جديدة لم يقدمها في السنوات السابقة.

المقصود بعدم التجديد تكرار أصوات بعينها مثل علي الحجار ومدحت صالح وهاني شاكر ومحمد الحلو أيضاً.

شكلت هذه الأصوات تاريخاً موسيقياً للأمة العربية عموماً ولمصر خصوصاً، وما زال لديها الجديد الذي تقدمه، وهي لا تجد منافذ للوصول إلى الجمهور إلا عن طريق مثل هذه المهرجانات، فما العيب في وجودها كل عام إلى جانب أصوات جديدة ومختلفة!

وما هي أسباب الأزمة الغنائية في مصر في رأيك؟

الأسباب كثيرة، من بينها القنوات الفضائية التي تحرص على عرض الأغاني الضعيفة التي تحتوي على صورة جاذبة من دون الاهتمام بالمحتوى، إضافة إلى أن مصر تعرضت لمؤامرة عربية خطيرة بعد اتفاقية كامب ديفيد وفيها اتفق عدد من الدول العربية على سحب البساط والريادة من مصر وفعلاً استجاب بعض الفنانين، ما أثر على الفن في بلدنا. إلا أننا نعمل راهناً على استعادة هذه الريادة.

يرى البعض أن إنتاج المطربين لأنفسهم يمكن أن يحل مشاكلهم.

حاولنا ولكننا لم نتمكن من تسويقها، وأنا عندما ذهبت إلى مشروع قناة السويس الجديدة، انفعلت لدرجة البكاء وقررت إنتاج أغنية عن هذا الحدث العظيم. وفعلاً، أنتجت أغنية «الحلم المصري» وقدمتها هدية للتلفزيون المصري الذي لم يعرضها سوى مرتين في شهرين، ذلك لأنه والإذاعات المصرية لا يهتمان بالفن الأصيل.

وما هو الحل في رأيك؟

الحل هو دعم الدولة، فهي الوحيدة القادرة على استعادة الفن الأصيل ونشره على  الساحة.

وهل تتوقع أن تقوم الدولة بهذا الدور؟

ثمة لقاء مرتقب مع رئيس الجمهورية لعرض مشاكل الفنانين مع وفد من فناني مصر، وأتفائل خيراً بهذا اللقاء فقد أكد السيسي مراراً اهتمامه بالفنون كقوة ناعمة لمصر.

اتجه كثير من المطربين إلى الغناء باللهجة الخليحية، فما رأيك في هذا التوجه؟

لا أرى عيباً في ذلك، إذا كان الهدف تقديم الفن والغناء الملائمين وليس جمع الأموال. أستعد من جهتي لتقديم عدد من الأغاني لدول السعودية والإمارات والكويت والبحرين، وذلك لمساندتها مصر بعد ثورة 30 يونيو. انتهيت من تسجيل أغنية لدولة الإمارات، وفي صدد تنفيذ أغانٍ مماثلة للسعودية مع المطرب السعودي عبادي الجوهر، وللكويت مع الملحن محمد الرويشد، بالإضافة إلى أغنية خاصة للبحرين ستكون جاهزة للعرض عقب ختام مهرجان الموسيقى العربية.

هل ترى أن جيلك ظُلم ولم يحصل على حقوقكه؟

لا أرى ذلك، فنحن آخر الأجيال التي صنعت تاريخاً، ولا يمكن أن ينسى أحد أغانينا التي شكلت وجدان أجيال متعاقبة. أما من يظهر وينتهي فإنه ينسى تماماً بمجرد اختفائه ولا يذكره التاريخ.

ماذا تعني بأنكم آخر جيل صنعتم تاريخاً، هل يعني أن جميع من جاؤوا بعدكم لم يمثلوا أي شيء في تاريخ الأغنية؟

للأسف، لم يأت جيل بعدنا تمكن من صنع الحالة التي صنعناها أنا وعلي الحجار وهاني شاكر ومدحت صالح، ومعنا مجموعة من الشعراء والمؤلفين. ولكن بعدنا ظهر بعض الحالات الفردية لكنها لم تشكل ظواهر، وثمة أصوات جميلة مثل خالد سليم وأحمد جمال.

ألا تفكر في تقديم مسرحية غنائية؟

للأسف، ليس لدينا في مصر مسرح غنائي، لأنه مكلف جداً، وقد قُدم بعض المسرحيات التي تتخللها الأغاني أما المسرح الغنائي فيعني أن تكون المسرحية غنائية بالكامل، وأتمنى تقديم هذا النوع، وسأعمل على ذلك في الفترة المقبلة.

back to top