همسـات علـى ورق: هبوط النفط... رب ضارة نافعة

نشر في 04-04-2015
آخر تحديث 04-04-2015 | 00:01
 حمدة فزاع العنزي «لا تصير عين البصيرة حادة إلا إذا ضعفت عين الجسد». أفلاطون.

الهبوط الاضطراري الذي حل برحلة الصعود السريع للنفط أوجد خللاً في توازن أمور عدة لم يتم التحسب لها، سواء من الحكومات أو المواطنين، وهذا نتيجة سوء التخطيط الاقتصادي والإداري والمالي.

مرت بنا أزمات عدة لم نستفد منها أو نعتبر بها، ومنها أزمة المناخ التي أفقدت كثيرا من الشعب أموالهم وأرصدتهم فيها، ومن ثم أزمة الغزو العراقي الغاشم، والآن الهبوط المفاجئ لأسعار النفط، فهل قامت الحكومات باستقطاع جزئيات من الفائض النفطي واستغلالها في استثمارات أخرى تعود على البلدان بمصادر دخل متجدد؟ وهل استغل المواطن الزيادات والبدلات والكوادر في استثمارات شخصية تدر عليه دخلا إضافيا؟ أم ماذا؟

وهل ستصل بنا الحال إلى التباكي وذكر الأطلال؟ أم سنسترجع خسارات النفط المالية من جيوب الوافدين؟ ربما ما وصلت إليه حال النفط من الهبوط والانحسار بالقيمة المالية درس وتنبيه لحال كثير منا، والتي وصلت إلى الترف والبذخ، فالبعض أصبح لا يعرف معالم وطنه، فينتظر أقرب إجازة ليحجز في أقرب طائرة.   أجل ربّ ضارة نافعة، ربما إن قل تدفق الأموال يجعل الناس يفكرون بما آلت إليه أحوالهم، من حالات التفكك الأسري، والعقوق، والجريمة، والمخدرات، كل هذا ما سببه؟ ربما سيجلس رب الأسرة ليصبح نوخذة السفينة من جديد، ويفكر كيف يدير شؤون الأسرة، ويحاور أفراد أسرته.  وتقوم الأم بالتعرف على أفراد أسرتها من جديد، ويبدأ الفساد بالتلاشي، وتقل السرقات المالية أو تتوقف، كم نتأسف لعدم العبرة والاتعاظ، لم نرجع إلى قرآننا الكريم، وقد أنزل الله جل جلاله في سورة يوسف، سورة الحكم والحاكم والرعية، كيف نتدبر «السبع العجاف».

back to top