الأسد يخسر مشفى جسر الشغور وآخر معابره مع العراق

نشر في 23-05-2015 | 00:05
آخر تحديث 23-05-2015 | 00:05
No Image Caption
• «داعش» يغنم محطة «T3» ويعدم 17 في تدمر

• واشنطن تقر بقتل طفلين في «غارة خراسان»
مني الرئيس السوري بشار الأسد بانتكاسة عسكرية مزدوجة مع انتزاع جيش «الفتح» بقيادة جبهة «النصرة» مشفى جسر الشغور بعد هروب مقاتليه المحاصرين من داخله، وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من السيطرة على آخر معابر النظام مع العراق.

 بعد أسابيع من الحصار، سيطرت جبهة "النصرة" وحلفاؤها في جيش "الفتح" بشكل كامل أمس على مشفى جسر الشغور في مدينة إدلب بشمال غرب سورية، حيث كان يتحصن أكثر من 150 جندياً ومسلحاً موالياً للنظام مع مدنيين من أفراد عائلاتهم، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، موضحاً أن "العشرات من المحاصرين تمكنوا من الفرار، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام داخل المشفى وخارجه، وتم أسر غيرهم، ولم يعرف مصير الآخرين".

إلا أن الإعلام الرسمي تحدث عن النجاح في "فك الطوق" عن المشفى. ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري "بعد أن سطروا أروع ملاحم البطولات والصمود أبطال مشفى جسر الشغور خارج المشفى".

وسقطت مدينة جسر الشغور القريبة من الحدود التركية في أيدي مقاتلي المعارضة وعلى رأسهم جبهة النصرة في 25 أبريل. وتحصن نحو 150 جندياً في مشفى المدينة، حيث كان يوجد كذلك عشرات المدنيين من عوائل الجنود والمسلحين.

وذكر المرصد أن قوات النظام نفذت 60 غارة جوية على محيط المشفى، مع سقوط أكثر من 250 قذيفة مدفعية في المنطقة، مشيراً إلى أن "الهدف من حملة القصف المكثفة كانت تأمين تغطية للمنسحبين".

آخر معابر الأسد

وعلى الجبهة الثانية، سيطر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) مساء أمس الأول على معبر الوليد آخر معبر للنظام السوري مع العراق، وأوضح المرصد أن عناصر التنظيم استولوا على المعبر الواقع على الحدود السورية - العراقية في البادية السورية، والمعروف باسم "معبر التنف" عقب انسحاب قوات النظام منه، وبذلك فإن قوات النظام فقدت السيطرة على آخر معابرها مع العراق.

وذكر المرصد أن التنظيم المتطرف "يسيطر على معبر البوكمال بريف دير الزور الواصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية، ومعبر اليعربية (تل كوجر) في الحسكة، والذي يربط بين بلدة اليعربية السورية وبلدة ربيعة العراقية وتسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردي".

كما سيطر "داعش" على المحطة الثالثة للغاز (T3) شمال شرق مدينة تدمر عقب انسحاب قوات النظام والمسلحين الموالين لها منها، بحسب المرصد، الذي أشار إلى أن ريف حمص الشرقي يشهد منذ 13 مايو الجاري هجوما تمكن "داعش" خلاله من السيطرة على مدينة السخنة وحقلي الأرك والهيل وقرية العامرية ومدينة تدمر، وأكد أن الاشتباكات أسفرت "عن مقتل أكثر من 241 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومصرع أكثر من 150 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية".

إعدامات تدمر

وبعد استيلاء التنظيم على تدمر الأثرية، نفذ "داعش" حملة إعدامات جديدة شملت أمس الأول 17 شخصاً على الأقل بينهم مدنيون كانوا يعملون في مجلس محلي وعناصر من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية له، حيث قام بفصل رؤوس بعضهم عن أجسادهم.

وأثار دخول التنظيم الى المدينة العريقة قلقا في العالم، إذ سبق للتنظيم ان دمر وجرف مواقع وقرى أثرية في سورية وفي العراق.

وبعيد تحذير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) من "ارتكاب جريمة هائلة في حق البشرية"، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس الأول العالم إلى التحرك لإنقاذ "تراث الانسانية" ومواجهة "داعش".

ولاحقاً، طالب هولاند، على هامش قمة للاتحاد الاوروبي في ريغا أمس، "بالإعداد لقمة جديدة في جنيف"، مشيرا إلى أن فرنسا ستواصل "دعم المعارضة الديمقراطية المعتدلة" خلال سعيها إلى "حل سياسي".

هجوم أميركي

وفي واشنطن، أقر الجيش الأميركي لأول مرة بسقوط ضحايا مدنيين في الغارات الجوية التي يشنها في العراق وسورية، مؤكدا مقتل طفلين في غارة استهدفت جماعة متطرفة في منطقة حارم في محافظة إدلب في نوفمبر 2014.

وقال قائد القيادة العسكرية للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش" الجنرال الاميركي جيمس تيري، في بيان أمس الأول: "نحن نأسف لهذه الوفيات غير المقصودة"، موضحاً ان تحقيقا عسكريا اميركيا خلص الى ان "الغارات الجوية التي شنت ضد منشآت تستخدمها جماعة خراسان قرب مدينة حارم اسفرت ايضا عن إصابة مدنيين اثنين غير مقاتلين بجروح طفيفة".

ولم يوضح البيان ما اذا كانت الغارات التي شنها الجيش الاميركي على جماعة خراسان في 5 و6 نوفمبر قد أسفرت عن مقتل خبير المتفجرات في التنظيم المتطرف، الفرنسي دافيد داوود دروغون.

وشدد الجنرال تيري في بيانه على ان الجيش الاميركي اجرى قبل تنفيذ الغارات عملية "تقييم دقيقة" للمباني المستهدفة استنتج من خلالها أن هذه المباني تستخدمها الجماعة المتطرفة "حصرا لغايات عسكرية وعملية الاستطلاع والتقييم لم تشر الى وجود أطفال في المباني المستهدفة"، مضيفا ان الغارات تسببت أيضا في اصابة "مدنيين اثنين غير مقاتلين" بـ"جروح طفيفة"، وذلك بسبب وجودهما على مقربة من مكان تنفيذ الغارات.

في الأثناء، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أمس الأول قلق منظمة الطفولة "يونيسيف" إزاء تقارير ذكرت أن بعض المساعدات الغذائية الطارئة ومساعدات إنسانية أخرى لا تصل إلى المدنيين في سورية بسبب استيلاء المقاتلين عليها، موضحاً أنها "تحاول التحقق من تلك التقارير ومن صورة لصناديق عليها ملصقات الأمم المتحدة والهلال الأحمر".

(دمشق، بغداد، باريس - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

أعمال تدمير متكررة تستهدف الإرث البشري

أثار سقوط مدينة تدمر الأثرية في سورية تحت سيطرة تنظيم "داعش" المخاوف إزاء مصير آثارها الشهيرة، لا سيما أن التنظيم الجهادي وجماعات متشددة أخرى سبق أن دمرت كنوزاً أثرية في العراق وليبيا ومالي وأفغانستان.

وفي العراق، نفذ "داعش" عملية "تطهير ثقافي" بتدميره جزءاً من آثار بلاد ما بين النهرين التاريخية بحسب الأمم المتحدة، أو باع بعض قطعها في السوق السوداء. وبدا في تسجيل نشر في فبراير 2015 عناصره يخربون آثاراً قيمة سابقة للإسلام في متحف الموصل شملت تدمير وتضرر نحو 90 قطعة، كما أحرقوا مكتبة الموصل وفجروا في يوليو 2014 مرقد النبي يونس.

وفي أبريل، نشر فيديو لهدم بالجرافات والمعاول والمتفجرات آثار مدينة نمرود جوهرة الإمبراطورية الآشورية، التي تأسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. كما هدموا مدينة الحضر التاريخية العائدة إلى الحقبة الرومانية قبل أكثر من ألفي عام، في محافظة نينوى.

وفي ليبيا، دمر متشددون عدداً من الأضرحة بالجرافات أو المتفجرات في مختلف الأنحاء بعد سقوط نظام معمر القذافي في 2011، منها في 2012 تفجير ضريح أهم أولياء ليبيا الشيخ عبدالسلام الأسمر وهو عالم وداعية صوفي مسلم من القرن السادس عشر في زليتن، كما تعرضت مكتبة وجامعة باسم الشيخ للنهب والتخريب، وفي مصراتة تعرض ضريح الشيخ أحمد زروق للتدمير.

وفي 2013، استهدف هجوم بالمتفجرات ضريح مراد آغا في تاجوراء في ضواحي طرابلس، وهو يعود إلى القرن السادس عشر، ويعتبر أحد أقدم الأضرحة في العاصمة.

وفي 2014 دانت "اليونسكو" تخريبا شمل عدداً من مساجد طرابلس من بينها مسجد أحمد باشا القره مانل، الذي يعود إلى القرن الثامن عشر.

وفي مالي، خضعت تمبكتو "مدينة الـ333 ولياً" والمدرجة في لائحة اليونيسكو لإرث البشرية، منذ أبريل 2012 إلى يناير 2013 لسيطرة جماعات إسلامية مسلحة عمدت إلى تشويهها. ففي يونيو 2012 قام جهاديو حركات مختلفة مرتبطة بتنظيم القاعدة يعتبرون تكريم الأولياء "عبادة للأوثان" بتدمير عدد من الأضرحة، وبعضها في أهم مساجد المدينة. كما دمروا أضرحة أخرى تشهد على الحقبة الذهبية للمدينة في القرن السادس عشر.

وفي مطلع 2013، تعرض معهد أحمد بابا للبحوث الإسلامية للتخريب، لكن تمت حماية الجزء الأكبر من المخطوطات الشهيرة والكتب القيمة فيه.

وفي أفغانستان، أمر زعيم "طالبان" الملا عمر في مارس 2001 بتدمير تمثالين عملاقين لبوذا منحوتين في الصخر في باميان، يعتبران من الكنوز الأثرية ويعودان إلى أكثر من 1500 عام، في عملية عمل عناصر الحركة عليها طوال 25 يوماً.

back to top