التفاؤل قرار

نشر في 28-02-2015
آخر تحديث 28-02-2015 | 00:01
 أماني الحزمي التفاؤل شعور نطمح جميعاً إلى أن نتميز به، حتى نشعر بالسعادة في حياتنا، ولكن هذا الشعور أنت من تصنعه بأفكارك وتغذيتك لعقلك اللاواعي، فاسقه بالأفكار الإيجابية ومشاعر الحب والتسامح والعطف والتفاؤل والرحمة، حيث تكون تصرفاتك وفق ما تملأ به عقلك اللاواعي، لذا كن حذراً عندما تضع البذرة، فعليك أن تسقيها بالإيجابية حتى تقطف ثمار التفاؤل، وإياك مشاعر السلبية كالتشاؤم والغضب والقلق، فلن تجني منها خيراً، أما العقل الواعي فيحتاج إلى الالتزام والصبر المستمرين مع قبول الذات وحبها.

غير أن هناك خطوات للتفاؤل، فإذا كنت لا تريد أن تفعل شيئاً ما فقل كلمة "لا"، وبكل وضوح ضع الأشياء التي تفضلها مقدماً، لأنك عندما تضع خطوات واضحة ستشعر بالراحة، اكتب الأشياء التي تجلب لك السعادة مثل المشي ومشاهدة غروب الشمس وزيارة والديك وصلة رحمك، سجل مواقف الامتنان لأنها ستشعرك بالقبول والمرح والسعادة والثقة، ولا تمل إلى تعقيد الأمور وفقدان التركيز، لأنه سيتسبب في ميل "الأنا" إلى اتخاذ القرار على أساس الغضب، وكرر عبارات التفاؤل والقدرة على الإنجاز، أنا أقدر، أنا أستطيع أن أنجز، وسجل إنجازاتك وتذكرها باستمرار، ولا تتذمر على الظروف المحيطة بك، وانظر إلى الحياة نظرة مرح وبحبوحة.

وإياك والأنانية، لقوله، صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه"، وأكثِر الابتسامة، فالحياة جميلة بمتاعبها وأفراحها، ولولا الحزن ما شعرنا بطعم الفرح، ولولا الليل ما شعرنا بحيوية النهار وجماله، فسبحان من جعل الابتسام في ديننا صدقة، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرَنَّ من المعروفِ شيئًا، ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِقٍ".

 وعلى ذلك فالتفاؤل مطلب شرعي، وهو ما يدعّمه قوله تعالى "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"، والذي يعني أن اليسر آتٍ لا محالة، ولكن بالنظرة الايجابية للأمور من حولنا، حيث يكون لدى الشخص المتفائل شعور بالتوكل على الله، فخذ بالأسباب، وتوكل على الله، فهذه هي سمات الشخصية المتفائلة، "اعقلها وتوكل" على الله واستمتع بالحياة، فهي رحلة قصيرة ممتعة بكل أحوالها.

back to top