غيّر رأيك في الجرذان!

نشر في 06-02-2015 | 00:02
آخر تحديث 06-02-2015 | 00:02
No Image Caption
يعيش الكثيرون وسط الحيوانات فيبادلونها العاطفة والإعجاب: الطيور الزرقاء والصقور، القنادس والقطط. أكثر الأشخاص المحظوظين قد يلقون نظرة على ثعلب أو نسر أو دبّ. لكني أقيم في مدينة نيويورك حيث يُعتبر الجرذ النجم الأول بلا منازع.
الجرذ مسكين فعلاً. ما من ثدييات مكروهة أو محتقرة لهذه الدرجة بقدر الجرذ النرويجي. قد يبدو هذا الأمر غير متوقع لكننا ما زلنا نجهل الكثير عن الجرذان ويمكن أن نتعلم منها الكثير أيضاً. صحيح أن الأبحاث التي تتمحور حول الجرذان كثيرة، لكن يركز معظمها على الأسئلة التقليدية المرتبطة بالناحية الفيزيولوجية الأساسية وطريقة تجاوبها مع الأدوية وما إلى ذلك. يقلّ عدد الباحثين الذين تساءلوا عما تفكر به الجرذان وتشعر به، أو عن طريقة تكيّفها مع البيئات المحيطة التي تختلف بشدة عن موطن أسلافها في جنوب منغوليا.
لماذا علينا أن نغير رأينا في الجرذان؟ الإجابة جاء بها براندون كيم في {وايرد}.
تشكّل الجرذان دليلاً على الأسئلة الناشئة بشأن نظرية التطور والمعرفة: كيف تصقل المدن أدمغة الحيوانات الموجودة فيها وسلوكياتها، وهل يمكن أن تكون جوانب الوعي التي كانت تُعتبر استثنائية في السابق شائعة فعلياً؟

التعاطف هو الجانب الأبرز في هذا السياق، ويُعتبر على نطاق واسع سمة إنسانية حاسمة. لكن ربما تتمتع به الجرذان أيضاً. يشير بحث مدهش (نُشر أحدث جزء منه في السنة الماضية في مجلة eLife) إلى أن الجرذان تبدي تعاطفاً معيناً حين تتعامل في ما بينها. يشدد هذا النوع من الاهتمام على احتمال أن تكون الجرذان أكثر تعقيداً بكثير مما اعتدنا أن نظن، وقد يكون معظم الأمور التي تُعتبر جزءاً من السلوك البشري المعقد بسيطة جداً.

تتناقض هذه الفكرة مع مفاهيم الاستثنائية البشرية. لكن تعلّمنا نظرية التطور أن البشر وكائنات أخرى لا يتقاسمون الأجسام حصراً بل الأدمغة أيضاً. على ضوء ما تقدم، ما الذي يمنع اعتناء الجرذان ببعضها بعضاً؟ تدفعنا هذه الفكرة أيضاً إلى رؤية الجرذان بطريقة مختلفة: هي ليست مجرد كائنات مؤذية أو نماذج مجهولة تُستعمل في المختبرات لدراسة عملية بيولوجية معينة، بل إنها حيوانات رفيقة.

في هذا السياق، تقول اختصاصية الأمراض العصبية بيغي مايسون الرائدة في مجال الأبحاث المرتبطة بشعور التعاطف لدى الجرذان: {يسرني بشدة أن أعتبر نفسي جرذاً له قشرة دماغية حديثة ومتطورة}.

على طاولة في مختبر مايسون في جامعة شيكاغو، ترى علبة زجاجية في داخلها فأرة بيضاء من نوع سبراغ داولي (تنشأ هذه السلالة لإجراء الدراسات في المختبرات)، وفي صندوق زجاجي آخر جرذ أبيض وأسود من نوع لونغ إيفانز.

بدا جرذ لونغ إيفانز المحاصر منفعلاً بكل وضوح. ينطبق الأمر نفسه على الفأرة البيضاء أيضاً. تريد بالفطرة أن تقبع في الزاوية. تتجنَّب الجرذان المساحات المفتوحة وتتنقل عن طريق اللمس، لذا نشاهدها غالباً وهي تهرول بموازاة الجدران. لكنها تهرع مراراً وتكراراً نحو الصندوق وتشمّ رائحة الجرذ الموجود في الداخل وتضع أنفها على الزجاج وتحاول دفع الباب. تنجح بفتحه في النهاية وتحرر الجرذ، ثم يحتكّ الاثنان ببعضهما البعض.

إذا أردنا وصف ما حدث بكل بساطة، يمكن أن نقول إن جرذاً ساعد جرذاً آخر. لكن يتعلَّق السؤال الحقيقي بسبب حصول ذلك. وفق بيغي مايسون ومساعدها إنبال بن – آمي بارتال، يبدو أن الفأرة الحرة تتعاطف مع رفيقها المحاصر. تستطيع رصد معاناة الجرذ فتعاني بدورها وترغب في تقديم المساعدة. يبدو هذا الدافع قوياً لدى الجرذان. خلال الاختبارات التي تهدف إلى معرفة ما إذا كانت الجرذان تفضل الأكل على مساعدة جرذ آخر، وجد الباحثون أن دافع التعاطف يكون قوياً بقدر الرغبة في أكل الشوكولا، ومن المعروف أن الجرذان تحب الشوكولا كثيراً!

ادعى الباحثان في البداية أن الجرذان ربما تشعر بالتعاطف في مقالة نُشرت في مجلة Science المرموقة في عام 2011، فوصفا كيف حررت الجرذان زملاءها في القفص، علماً أنها كانت تقيم مع تلك الجرذان. ثم وسّعا نطاق تلك النتائج في أحدث دراسة لهما حيث يصفان كيف تساعد الجرذان الغرباء. إنه ادعاء قوي، وحتى مثير للجدل. يعترف بعض العلماء بأن الشمبانزي وبعض أنواع الحيتان وربما الفيلة قد تشعر بالتعاطف، لكن يقلّ عدد العلماء الذين نسبوا هذه الصفة إلى الجرذان. إذا كان الجرذ النرويجي متعاطفاً بطبيعته، فيعني ذلك أن تلك السمة {البشرية} في الأساس قد تكون موجودة لدى الجميع.

قالت الفيلسوفة البيئية إيلين كريست: {نمرّ بفترة انتقالية في ما يخص طريقة تفكيرنا بالحيوانات}. بعد قرون من اعتبار مملكة الحيوانات نظاماً هرمياً يترأسه البشر وبعد معاملة الحيوانات وكأنها آلات بيولوجية تحركها الغريزة حصراً، {بدأ علم سلوك الحيوان يفتح آفاقاً جديدة. أصبحت المعرفة بحد ذاتها مرنة ومتغيرة الآن}، وتُعتبر التحقيقات المرتبطة بالتعاطف جزءاً مهماً من هذه العملية.

ثمة رواسب تاريخية في هذا المجال أيضاً. من المعروف أن دراسة سلوك الحيوان في القرن العشرين لم تكن تتقبل فكرة أن تكنّ الحيوانات أي نوع من المشاعر. وصف ب. ف. سكينر، مؤسس علم سلوك الحيوان المعاصر، العواطف بـ}النموذج الممتاز للأسباب الخيالية التي ننسب إليها السلوك عموماً}. سقطت هذه النظريات على نطاق واسع، لكن تأخر مجال العلوم في تبني أبرز نقطة طرحها تشارلز داروين، أي الفكرة القائلة إن البشر والحيوانات لا يتقاسمون الجذور التشريحية حصراً بل الأصول العصبية أيضاً.

لا يسهل أن يتحدث أحد عن وجود شعور التعاطف لدى الجرذان، ويتعلَّق أحد الانتقادات للتفسير الذي طرحته مايسون وبن- آمي بواقع أنّ ظاهرة أبسط بكثير، اسمها العدوى العاطفية، يمكن أن تشرح النزعة إلى مساعدة الغير لدى الجرذان. بعبارة أخرى، حين يواجه جرذ معاناة معينة، تنتقل تلك المعاناة إلى الجرذان الأخرى، لكنها لا تتعاطف بالضرورة مع الجرذ الأول وتحوّل ذلك الشعور إلى نوايا واضحة.

في هذا السياق، ذكر الخبير في علم الحيوان في جامعة أكسفورد، ألكس كاشيلنك، وزملاؤه في مقالة صدرت في مجلة Biology Letters في عام 2012 حول الأبحاث المرتبطة بشعور التعاطف، أنّ بعض أنواع النمل تبدي استعدادها لتقديم المساعدة مثلما فعلت الجرذان التي اختبرتها مايسون وبن–آمي. كتب الباحثون: {سيكون أي دليل صلب على وجود شعور التعاطف عند غير البشر تقدماً لافتاً. لكن من وجهة نظرنا، لم يثبت ذلك بعد خارج فئة البشر}.

دافع باحثون آخرون عن احتمال وجود شعور التعاطف لدى الجرذان. كتب فرانس ديوال (خبير في علم سلوك الحيوان في جامعة إيموري أصدر مؤلفات كثيرة عن شعور التعاطف) على موقع فيسبوك: {النمل لا يشبه الجرذان. ستكون المفاجأة كبيرة، من منظور داروين، إذا تبين أن البشر يحملون شعور التعاطف بينما تفتقر إليه بالكامل ثدييات أخرى}.

رغم استخفافهم بدور التعاطف من ناحية معينة، هم يظنون حتى الآن أنه التفسير الأقرب إلى الواقع لما شاهدوه. لا ترتكز هذه الحجة حصراً على تجاربهم، بل على علم الأعصاب التطوري أيضاً. لا شك أن أدمغة البشر والجرذان ليست متشابهة، لكنها متداخلة بطرق جوهرية. أوضح بن – آمي بارتال: {نتقاسم البنية العصبية نفسها مع الجرذان، وهي تلك التي نستعملها لإبداء ردود التعاطف الخاصة بنا}.

أشكال مختلفة

يشير الباحثون إلى أن التعاطف قد يتخذ أشكالاً مختلفة. غالباً ما نركز على تعريفه الأكثر تعقيداً: إنه التعاطف الذي ينشأ مثلاً عند قراءة نبأ عن معاناة أشخاص بعيدين فنشعر بالتعاطف تجاههم. إنه منظور مبهم وهو يبدو شبه حصري للإنسان العاقل.

يعتبر عدد كبير من علماء النفس وعلماء الأعصاب أن التعاطف البسيط يوفر منافع تطورية واضحة للحيوانات الاجتماعية، لا سيما وسط الأجناس التي تحرص الأمهات فيها على الاعتناء بصغارها. حتى التعاطف البشري المعقد والأعلى مستوى يشتق على ما يبدو من عمليات عاطفية ومعرفية أساسية تتمتَّع بها الجرذان حتماً (وجميع الثدييات طبعاً). كتب ديوال في {المراجعة السنوية لعلم النفس} في عام 2008: {تتراكم الأدلة التي تشير إلى أن هذه الآلية قديمة من حيث النشوء والتطور، وهي قديمة على الأرجح بقدر الثدييات والطيور}.

يقول جاك بانكسيب، عالم أعصاب في جامعة ولاية واشنطن وهو معروف ببحثه حول عواطف الجرذان، إن هذه الأبحاث تطرح سؤالاً مدهشاً: كيف تتأثر أشكال التعاطف المتنوعة بعمليات عقلية بسيطة وإلى أي حد تشمل معارف معقدة وعالية المستوى؟ إذا كان بعض أشكال التعاطف بسيطاً جداً، يعتبر بانكسيب أن الأمر نفسه قد ينطبق على قدرات كثيرة أخرى كانت تُعتبر لفترة طويلة سمة حصرية للبشر.

سبق وثبت وجود نوع من هذه القدرات، أي المعرفة الماورائية (القدرة على التفكير بمفهوم التفكير)، لدى الجرذان. كما يحصل مع التعاطف، قد تكون التفسيرات الأكثر بساطة كافية، لكن تبقى الاحتمالات واردة في هذا المجال. بحسب أنواع الذكريات والتفكير المنطقي ذات الصلة، قد تتمكَّن الجرذان بدورها من التفكير بطريقة رمزية، وبناء نماذج عقلية عن عوالمها الجسدية والاجتماعية، وتخيّل نفسها في الماضي والمستقبل، والتواصل عبر نوع من اللغة البدائية مثلما تفعل كلاب البراري المشابهة لها. لن تكون تلك القدرات شبيهة بقدراتنا على وجه التحديد، لكنها قد تشبهها أكثر مما نظن عموماً.

لفهم طريقة التعامل المحتملة مع هذه الأسئلة، أمضيتُ بعض الوقت مع جايسون مونشي– ساوث، عالم أحياء في جامعة فوردهام. يعتبر نفسه اختصاصياً في {التطور خلال عصر الأنثروبوسين}، أي الاسم العلمي غير الرسمي لحقبة تحددت معالمها بشكل أساسي بالنشاط البشري، وهو واحد من العلماء القلائل الذين يدرسون مسار تطور جرذان المدن.

لتحسين طريقة جمع عينات النسيج التي يستعملها لابتكار نظريات بيئية وتطورية من الناحية السكانية والوراثية، دخل مونشي– ساوث إلى أكاديمية القوارض في مدينة نيويورك، فتعلّم على يد روبرت كوريغان الذي يُعتبر عموماً أبرز خبير بالسيطرة على الجرذان في البلد، وقد فتح ذلك الصف بُعداً جديداً للمدينة. أوضح مونشي– ساوث: {كان الأمر أشبه بتعلم قراءة المناظر الطبيعية. كنت أشاهد آثار الجرذان أينما أذهب}.

بدأنا رحلتنا في زقاق في مانهاتن السفلى، في مكان غير بعيد عن دار البلدية. لم نرَ أي جرذان هناك (كان الطقس بارداً جداً والحركة مفرطة في موقع البناء المجاور)، لكن كانت آثارها موجودة في كل مكان.

جرذان مقاومة

بدأت مجموعات كثيرة من الجرذان تصبح مقاوِمة لمسيلات الدم، مثلما تكيّفت مع مبيدات القوارض السابقة. يتساءل مونشي– ساوث عن طفرات المقاومة التي نشأت لدى جرذان مدينة نيويورك وكيفية تجاوب تلك المجموعات مع محاولات إبادتها. ربما تتحدر الجرذان الموجودة في كل حي من بعض الناجين الأقوياء، أو ربما تصل أجيال جديدة بعد أن ينفق السكان السابقون. قد تؤثر هذه المعطيات الدينامية على تقلبات الأمراض التي تصيب الجرذان وربما طريقة تعرّض البشر لها.

يشتبه مونشي– ساوث بأن الجرذان تتنقل، مثل معظم سكان نيويورك، عبر أنفاق المترو، وتكشف التوزيعات الوراثية عن أنماط التدفق في مختلف خطوط القطارات الرئيسة في أنحاء المدينة. كنا نغادر زقاقاً ونتجه إلى موقع آخر حيث تكون الجرذان محاصرة، مثل شارع تشامبرز القديم/ جسر بروكلين – محطة دار البلدية. يلحظ مجدداً وجود شقوق بارزة في الجدران وعلى طول المسارات. يسهل أن نظن أنها تقود إلى عالم الجرذان السفلي، لكنّ الواقع مختلف. تبقى الجرذان قريبة من أماكن الطعام، وتكثر المأكولات في هذا المكان وثمة وفرة من صناديق أطباق المطاعم والقمامة الملقاة بطريقة غير قانونية.

هل تصمد هذه الجرذان لمجرد أنها تقاوم السموم ولأسباب ميكانيكية يتم ذكرها غالباً عند مناقشة نظرية التطور: العادات الغذائية، معدلات الإنجاب، التكيف مع الحياة تحت الأرض؟ تؤدي هذه العوامل دوراً حتمياً، لكنها قد لا تكون العوامل المؤثرة الوحيدة. قد يكون التطور العقلي والاجتماعي (زيادة منسوب الذكاء لدى الجرذان، وربما زيادة مستوى تعاطفها) عاملاً مؤثراً أيضاً.

أوضح مونشي– ساوث: {في ما يخص الجرذان التي تنتقل إلى بيئة جديدة وتتعرض لاضطهاد شديد، أفترض وجود عملية انتقائية للسلوك بحيث ترتكز على أساس قابل للوراثة، لا سيما في ما يخص عوامل مثل الشخصيات}.

يخطط ساوث لمقارنة جينوم جرذان المدينة وجرذان المختبرات والبحث عن التغيرات الوراثية المرتبطة بالمعرفة: {لا أظن أننا نعرف معلومات مؤكدة بعد، لكنها فرضيات جيدة}.

رهاب المظاهر الجديدة، أو الميل المزاجي إلى تجنّب الأجسام الجديدة، هو مجال محتمل للتكيّف. الفضول يقتل الجرذان مثلاً. قد يكون تحسين الذاكرة المكانية مفيداً في بيئة تبدو أكثر تعقيداً من السهول التي أقام فيها أسلاف الجرذان. وقد يكون التعاطف عاملاً أساسياً أيضاً. تُعتبر إحدى ركائزه، أي إدراك مشاعر الآخرين، جزءاً لا يتجزأ من التعلم الاجتماعي: إنها القدرة على التعلم من تجارب الآخرين.

سكك الحديد

منذ فترة غير طويلة، شاهدتُ جرذين بين سكك محطة هويت- شيرميرهورن في بروكلين. كان أحدهما راشداً وبالكاد كان الآخر أكبر من فأر الحقل. افترضتُ أنهما أم وصغيرها، وكان الجرذ الصغير يتبع خطى والدته وربما يتعلَّم دروساً عن الحياة بين سكك الحديد.

يظن فرانس ديوال أن التعاطف يشتق في الأصل من رعاية الأم، وتفضل نظرية التطور الأمهات الأكثر تنبّهاً لصغارها. يمكن أن تنجح العملية في الاتجاه المعاكس أيضاً: تفضّل نظرية التطور الصغار الذين يراعون الأكبر سناً منهم. تجدر الإشارة إلى أن أمهات الجرذان معروفة تاريخياً بعاطفتها المتفانية.

قالت إيميلي سنيل – رود، عالمة أحياء في جامعة مينيسوتا: {نظراً إلى أهمية التعلم الاجتماعي لدى الجرذان ومنفعته حين يحاول أي مفترس جديد مثل البشر قتلك طوال الوقت، أتوقع تعزيز النزعة الانتقائية على مستوى التعلم الاجتماعي}.

في السنوات المقبلة، يمكن أن يدرك العلماء أن الجرذ النرويجي الذي وصل إلى نيويورك في أواخر القرن الثامن عشر اتخذ مساراً غير متوقع نحو الازدهار. ربما تكون جرذان المدن أكثر لطفاً، في ما بينها على الأقل. سيكون هذا الدرس قيّماً. من اللافت أن يكون الحيوان الذي يجعلنا نعيد النظر بطبيعة التعاطف ودوره في مسار التطور كائناً عالمياً ومكروهاً على مستوى العالم مثل الجرذ.

لن نترك للجرذان على الأرجح نفايات إضافية، لكنّنا سنقدّرها بعض الشيء حين نعرف أنها تهتم ببعضها البعض. قال بانكسيب: {الرد المناسب على ذلك هو التساؤل بكل بساطة عن روعة الطبيعة}. يمكن أن نخطو خطوة إضافية بعد: في مواقع المدن وفي مختبراتنا، يمكن أن نحاول تخيل الحياة من وجهة نظرها. حتى أننا قد نتمكن من التعاطف معها!

back to top