اقتصادنا من دون رديف

نشر في 22-11-2014
آخر تحديث 22-11-2014 | 00:01
 عبدالوهاب النصف يذكر توماس فريدمان الكاتب الأميركي الشهير، في مقال له نُشِر في "نيويورك تايمز"، أن وراء انخفاض سعر البرميل تحالفاً أميركياً مع دولة عربية كبيرة يهدف إلى الإضرار بروسيا وإيران، غير أنني لا أتفق مع وجهة النظر هذه، لأسباب عدة أهمها أنه لا يُعقَل أن تضر دولة باقتصادها من أجل أن تضر عدوها؟!

وفي وجهة نظري المتواضعة، أعتقد أنه بما أن البترول يشكل عصب الحياة لدول العالم قاطبة، ومادام أنه لا بديل يعوضه، فالأسعار ستعود إلى الارتفاع والاستقرار، وهذا ما أشارت إليه منظمة "أوبك" في دراسة لها، حيث أكدت أن الأسعار ستعود إلى الاسقرار مطلع العام المقبل، ولكن الأهم من ذلك كله بالنسبة إلينا في الكويت هو العبر المستفادة من هذا الدرس، وهل انتبهنا إلى الجرس الذي يقرع أم ليس بعد؟!

مادمنا نعتمد على مصدر واحد يشكل ٩٥ في المئة من الدخل العام، ولا نملك التحكم في سعره، فسنظل تحت رحمة تقلبات أسعار البترول، فمخاطرتنا تتمثل في عدم وجود "رديف" للنفط كمصدر دخل، كما أن رفع الدعم ليس حلاً، فهو وإن مثّل حلا مؤقتاً، فسيتناسب عكسياً مع أي تقلبات في سعر البرميل.

الزبدة:

لنفرض جدلاً صحة ما ذكره فريدمان، فإن باقي دول الخليج، وكل الدول الأخرى في المنطقة، لن تتضر كما ستتضرر الكويت، ذلك أن تلك الدول تسير بخطط ممنهجة تتمحور حول خطة الاستثمار بالبشر عبر التعليم، لخلق كوادر مؤهلة تستطيع أن تتعامل مع تقلبات الأسعار، فضلاً عن إيجادها مصادر دخل أخرى إضافة إلى النفط، حيث نجحت في تقليص نسبة الاعتماد عليه كمصدر أوحد للدخل، بإيجاد رديف له، كالإمارات، التي وصلت نسبة الاعتماد فيها على النفط إلى ٣١ في المئة.

وإضافة إلى ذلك تكاد التنمية تصل في دول المنطقة إلى الكمال، وهو ما يعاكس تماماً الكويت المتأخرة تنموياً بمراحل، حيث إننا بحاجة إلى زيادة الإنفاق لاستمرار مشاريعنا.

back to top