ما صبغة الشعر المناسبة؟
اعتادت المرأة منذ زمن طويل تغيير لون شعرها الطبيعي. صبغ الشعر رائج جداً ولكنه يضعفه بشدة. حتى لو كان الأمر مجرد وسيلة ترفيهية، يجب القيام بالخيار الأفضل دوماً!
لصبغ الشعر في المقام الأول يجب فهم تركيبته:
فروة الرأس: إنه الجزء الخارجي من الشعر، ويتألف من صفائح على شكل قشور.القشرة: تقع في الوسط وتعطي الشعر لونه. تحتوي على سلاسل من البروتينات المسماة كيراتين وتمتص الماء بسهولة. لذا يصبح الشعر الملوّن الذي يفقد بشرته السطحية مسامياً. الميلانين هي المادة الصبغية التي تحمل اللون الطبيعي في طبقة فروة الرأس. هذا الجزء هو الذي يتغير شرط استعمال نسبة أكسدة عالية أو محلول قلوي مركّز.لبّ الشعر المؤلف من البروتينات: قد لا يكون موجوداً دوماً في الشعر الناعم جداً وقد يتخذ شكل نفق صغير ومتقطّع في وسط الشعر.ماذا يحصل عند صبغ الشعر؟خلال صبغ الشعر، يرتفع مستوى فروة الرأس الواقية كي تمرّ تركيبة الصبغة إلى القشرة. إذا تضرر الشعر بسبب الصبغات المتكررة أو استعمال جرعة غير مناسبة منها، يصعب أن تعطي الصبغة النتيجة المنشودة ولن تبدو طبيعية جداً. يتولى الشامبو أو البلسم الذي يُستعمل بعد الصبغة إغلاق قشور فروة الرأس، فيحبس بذلك اللون ويرسّخه.اختيار اللون {المناسب}الشرط الأول: يجب اختيار اللون المناسب وقد لا يكون اللون الذي نفضّله بالضرورة. في الحالات العادية، لا يهدف صبغ الشعر إلى تغيير المظهر فحسب بل اكتساب جاذبية أكبر. هذا ما يميز مصفف الشعر الفعلي عن المصفف التجاري: سيحاول منعك من اختيار لون لا يناسبك وسيرفض استعماله. هذا النوع من المصففين موجود فعلاً!يجب البدء بتحديد خصائصنا الشخصية: لون البشرة، لون العينين، لون الشعر الطبيعي. قد لا يتوافق شعرك مع الصبغة التي تريدينها بأي ثمن!في المرحلة الثانية، يجب تحديد هدف واضح: تغيير اللون لتغيير الانطباع الذي نعطيه للوهلة الأولى، أو الحصول على مظهر جديد غداة حدث جذري في حياتنا، أو تغطية أول خصل بيضاء، أو استعادة لون الشعر منذ سنوات الشباب، أو توحيد لون الشعر الأشيب. باختصار، تختلف الحاجات التي تتحكم باختيار اللون.إذا لم تكوني واثقة من خيارك، يمكنك اللجوء دوماً إلى اختصاصي في تجديد الشكل كي يدرس معك الألوان التي تناسبك أكثر من غيرها.ألوان باردة أو دافئة تناسب الألوان الباردة صاحبة العيون الفاتحة والبشرة الفاتحة التي تميل إلى الاحمرار. باختصار، إنها المرأة الشقراء. ثم يجب اختيار درجة اللون التي تتراوح بين الأشقر الأبيض والأشقر الداكن.في المقابل، تناسب الألوان الدافئة المرأة المتوسطية أو الآسيوية أو الإفريقية، ويتراوح لون بشرتها بين الحنطي والأسمر وتكون عيناها بنّيتين أو خضراوين. في هذه الحالة، يجب الاختيار من بين درجات البني أو الأحمر أو اللون المائل إلى العنّابي أو الذهبي. لا شيء يمنع صبغ الخصل أو التلاعب بانعكاس الألوان.لا يوصي مصففو الشعر ببعض الخلطات مثل العيون والحواجب الداكنة والشعر الأشقر الفاتح. كانت هذه التركيبة رائجة منذ بضع سنوات ولكنها لا تضمن شكلاً جميلاً، إلا إذا كانت المرأة تسعى إلى لفت الأنظار!أنواع مختلفة من الصبغاتإذا كنت تصبغين شعرك في منزلك، من الأفضل البدء باستعمال صبغات شبه دائمة، بمعنى أنها تختفي بعد غسل الشعر 12 مرة تقريباً لأن الجزيئات تستقر حول الشعر حصراً.ثمة أنواع أخرى من الصبغات شبه الدائمة وهي تدوم لفترة مضاعفة، أي أنها تزول بعد غسل الشعر 24 مرة تقريباً، لأن الجزيئات تتوزع بين قشور الشعر.بعد أن تتأكدي من أنك اخترت اللون الصحيح، يمكنك الانتقال إلى الصبغة الدائمة لأن المواد الصبغية تخترق الشعر نفسه. لكن يجب توخي الحذر: إذا لم تعجبك النتيجة وأردت التخلص من لون هذه الصبغة، ستضطرين إلى اللجوء إلى نوع آخر من الصبغات الدائمة.مشاكل الحساسيةمنذ عشر سنوات تقريباً، سُجل ارتفاع ملحوظ في حالات الحساسية تجاه صبغات الشعر. إنه وضع منطقي بما أن عدد مستخدمي الصبغات ارتفع بنسبة قياسية، وذلك في مختلف الفئات العمرية. كذلك باتت الفترة الفاصلة لصبغ الشعر قصيرة وتختلف الألوان المنتقاة في كل مرة. باختصار، يبدو أن الحاجة إلى التغيير في تزايد مستمر!رغم الأبحاث الحاصلة حتى اليوم، لم يحلّ أي مكوّن مكان هذا العنصر الذي يعطي لوناً موحداً للصبغات الدائمة التي لا تزول بعد الاستحمام. أعراض الحساسية متنوعة وقد تتراوح بين الأكزيما على الوجه وفروة الرأس والحساسية الجلدية التي تتمثل بظهور وذمات. لحسن الحظ، لا يحصل ذلك مع الجميع. لكن يجب الامتناع عن استعمال الصبغات إلا في حالات الضرورة، ويجب ألا تكون دائمة في أي ظرف من الظروف.أهمية الاختبار المسبقدرست الجهات الصحية المنتجات الملوِّنة واقترحت بعض التدابير الوقائية. إنها منتجات تقنية لذا يجب تطبيق طريقة الاستعمال الواردة على غلاف المنتج بحذافيرها والأهم تجربته مسبقاً. تطرح الصبغات الدائمة أكبر المخاطر على الشعر. يجب التنبه إلى اليدين والعينين على وجه التحديد، ويجب التأكد من وضع المنتجات بعيداً عن متناول الصغار. على صعيد آخر، تجنبي استعمال الصبغات إذا كنت تعانين مشكلة القشرة أو لديك حساسية في فروة الرأس.ثمة أنواع أخرى من الصبغات النباتية التي لا تكون دائمة المفعول كونها طبيعية. الصبغات المعدنية ليست شائعة على نطاق واسع: هذا أفضل لأنها لا تسمح في المرحلة اللاحقة باستعمال منتج مؤكسد على الشعر.تبقى الخيارات واسعة في هذا المجال، لكن ما الذي يمنع البدء بِقَصّة شعر جميلة وسماع نصائح مصفف الشعر الذي يعرف ما يناسبك؟!