تحويل الأفلام الناجحة إلى مسلسلات.. إفلاس فني أم موضة؟

نشر في 26-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 26-12-2014 | 00:01
No Image Caption
بعد نجاح مسلسل «العار» المأخوذ عن الفيلم السينمائي، الذي أدى أدوار البطولة فيه كل من نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي ونورا، انتشرت ظاهرة المسلسلات المأخوذة عن الأفلام الناجحة، ورغم فشل عدد منها مثل «الزوجة الثانية» و{الباطنية» و{الإخوة الأعداء»، فإن الظاهرة ما زالت مستمرة.
يستعد المخرج سمير سيف لتحويل فيلم «المشبوه»، الذي أخرجه في الثمانينيات من بطولة كل من عادل إمام وفاروق الفيشاوي وسعاد حسني إلى مسلسل، كذلك يجري التحضير لتحويل فيلم «الكيف» إلى مسلسل، فما هو السبب في استمرار هذه الموجة، هل هي محاولة لاستغلال نجاح الأفلام القديمة، أم إفلاس فني وعجز عن الإبداع؟

يقول المخرج سمير سيف إن إعادة تقديم فيلم «المشبوه» في مسلسل تلفزيوني كان اقتراحاً من أحد الأصدقاء بعد إعادة تقديم بعض الإفلام مثل «الزوجة الثانية» و{العار» وغيرها، مشيراً إلى أن ما شجعه لتقديم هذا العمل هو أنه الوحيد الذي سيقدمه المخرج نفسه على عكس الأعمال الأخرى التي قدمها مخرجون مختلفون، لذلك فإنهم تمكنوا من إضافة شخصيات وتفاصيل على الخط الرئيس، ليبدو العمل وكأنه جديد تماماً مع الاحتفاظ فقط بالفكرة الرئيسة لتكون ملائمة للتلفزيون، خصوصاً أن ما كان يصلح في الثمانينيات لم يعد ملائماً الآن، وهذا هو شرط تحويل أي فيلم إلى مسلسل، في رأي سيف.

تمّ تحويل فيلم مصطفى محرم «الباطنية» إلى مسلسل من بطولة غادة عبد الرازق، وكان عُرض في الثمانينيات من بطولة نادية الجندي. في هذا المجال قال محرم إن من حقه كمؤلف للنص الأصلي أن يحوّله إلى مسلسل أو يعيد تقديمه كفيلم برؤية مختلفة، وهو عموماً لا يرى عيباً في تحويل الأفلام الناجحة إلى مسلسلات ما دام أصحابها غير معترضين، والأهم أن تُقدَّم بصورة معاصرة.

صلاح السعدني الذي قدم عدداً من المسلسلات المأخوذة من أفلام قديمة مثل «الباطنية» و{الزوجة الثانية»، دافع أيضاً عن الفكرة، مشيراً إلى أن الأمر مرتبط بكيفية تحويل العمل إلى مسلسل مواكب للعصر مضافة إليه تفاصيل ملائمة للتلفزيون.

ولا يرى الفنان عزت العلايلي أيضاً أي عيب في تحويل الأفلام القديمة إلى مسلسلات، مشيراً إلى أنه يقبل المشاركة في هذه الأعمال بشرط أن تكون محبوكة درامياً بشكل جيد، وتُنفذ بشكل ملائم للواقع.

ويتفق منتج مسلسل «الزوجة الثانية» ممدوح شاهين مع العلايلي في أن تحويل الفيلم إلى مسلسل أمر مشروع تماماً، ويتمّ في العالم كله. ولكن المهم هو كيفية المعالجة، بينما رفض الفنان حسن يوسف تحويل الأفلام القديمة إلى مسلسلات ووصفه بأنه محاولة استغلال نجاح الأعمال القديمة، ما يدل على إفلاس في الإبداع، مؤكداً أنه يرفض تماماً المشاركة في أي مسلسلات مأخوذة عن أفلام قديمة، لأنها لن تكون بالقوة نفسها، وستأتي تشويهاً للعمل الأصلي.

وهو ما أكدته أيضاً الناقدة خيرية البشلاوي، مشيرة إلى أن المسلسل المأخوذ عن فيلم قديم لن يضيف أي جديد إلى المشاهد، وسيكون مجرد مسخ من العمل القديم، واصفة هذا الأمر بالاستسهال لعدم القدرة على إبداع أعمال جديدة.

الناقدة ماجدة موريس أوضحت إن الواقع المصري يحمل كثيراً من القضايا والمشاكل التي يمكن معالجتها في أعمال جديدة، ولا داعي أبداً للعودة إلى الأعمال القديمة  التي كانت تناقش قضايا العصر، الذي قدمت فيه ولم تعد صالحة للوقت الحاضر، والأجدر بالمؤلفين، كما تقول، الحديث عن الواقع الذي نحياه وليس محاولة استنساخ نجاح الأفلام.

على عكس ذلك ترى وفاء عامر أن قضايا الحياة لا تختلف من عصر إلى آخر، فالصراع بين الخير والشر مستمر منذ الأزل، وسيستمر دائماً. المهم هو كيفية معالجة هذه القضايا بشكل معاصر ملائم للوقت الحالي.

وأكد سامي العدل أن تحويل قصص الأفلام القديمة إلى مسلسلات تلفزيونية، ليست فكرة جديدة، فقد تم تقديمها سابقاً في أعمال «أفواه وأرانب»، وثلاثية نجيب محفوظ «قصر الشوق»، «وبين القصرين، و{السكرية»، مشيراً إلى عدم وجود موانع من تحويل الفيلم إلى مسلسل، خصوصاً إذا كانت ثمة تفاصيل لم تذكر في الفيلم وستقدم في المسلسل بشكل تفصيلي، مؤكداً أن نجاحه أو فشله يتوقفان على مدى تناول الموضوع بشكل يجذب الجمهور.

ويشير محمود ياسين إلى إمكان تحويل أي شكل من أشكال الدراما إلى شكل آخر، وعليه يمكن تحويل المسرحية إلى فيلم أو إلى مسلسل، لأن كل نوع من تلك الفنون له قواعده وركائزه، ولكل عمل ثيمة رئيسة يعمل عليها المبدع بالشكل الذي يراه مناسباً له.

back to top