بلا سقف: ما نبي كأس آسيا!

نشر في 03-04-2014
آخر تحديث 03-04-2014 | 00:01
 محمد بورسلي على وقع تقاسيم كمان حزين، جاءنا النبأ التالي من دار أوبرا سيدني: "منتخبنا في خبر كان"، بعد أن أسفرت قرعة نهائيات كأس آسيا 2015 عن وقوع الأزرق في مجموعة الحديد والصلب، إلى جانب أستراليا وكوريا الجنوبية وعمان. هذا المقال ليس تنجيماً أو قراءة للفنجان، بل هو استقراء للماضي وتحليل للحاضر لاستشراف المستقبل، وقبل الخوض في مزيد من التفاصيل دعونا نكف قليلاً عن ندب الحظ، فلا ينبغي أن نحمل الحظ مسؤولية أنفسنا، نحن من أهملنا وقصّرنا حتى أوصلنا منتخبنا إلى مرتبة متأخرة في التصنيف الآسيوي للمنتخبات الذي وضعنا في ورطة التصنيف الرابع، الشيء الذي جعلنا نضع أيدينا على قلوبنا أثناء سير مراسم القرعة، خشية نتائجها التي توقعناها صعبة وكانت كذلك.

منذ فوز الأزرق بلقب بطولة "خليجي 20" في اليمن ومنتخبنا "ماشي على البركة"، وسط بيئة عمل عشوائي تفتقر إلى التخطيط السليم، وتنعدم فيها الرؤية الاستراتيجية الواضحة، وبعد قراءة متأنية لمرحلة ما بعد الفوز بكأس الخليج، اسمحوا لي أن أقول إن ذلك الإنجاز كان أشبه بحقنة «التخدير» المغشوشة، الناتجة عن «تخزين القات» التي سرعان ما بطل مفعولها، ابتداء من النسخة الأخيرة من نهائيات كأس آسيا 2011، التي أعطت منذ الجولة الأولى مؤشراً حقيقياً لمستوى منتخبنا، وكشفت مدى عجزه عن المنافسة قارياً، مروراً بما تلى من استحقاقات، حيث توالت الإخفاقات، وقد كان أبرزها الخروج من الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 من مجموعة سهلة نسبياً. هكذا استمر المنحنى الفني للأزرق في الهبوط، ولم نشهد خلال السنوات الأربع الماضية أي تقدم يستحق الذكر على المستوى الفني للمنتخب، واتساقاً مع السيناريوهات المتكررة التي اعتدناها من الاتحاد وحفظناها عن ظهر قلب، فإنني أرى أن أوضاع المنتخب ستذهب من سيئ إلى أسوأ، ما دام الاتحاد يدار بنفس العقلية الإدارية الفاشلة التي تتفنّن في اختلاق الأعذار وإيجاد المبررات والتعلل الدائم بالظروف، للتغطية على العجز المستمر عن إيجاد الحلول.

رغم كآبة المشهد العام لرياضتنا المحلية، فإن "كوميديا التصريحات" لا تتوقف، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بكأس آسيا، ومن منا لا يتذكر تلك الجملة الشهيرة: "تبون كأس آسيا...؟" التي جاءت على لسان رئيس اتحاد الكرة الشيخ طلال الفهد، فهزّت أعمدة استاد جابر وأصابتها بشرخ بفعل الدهشة والتعجب! ومن حسن حظنا - بوصفنا إعلاميين - مجبرين على مراقبة وضع رياضي ممل كوضع رياضتنا، أن عدوى الكوميديا قد انتقلت سريعاً إلى الوافد الجديد على الأزرق المدرب جورفان فييرا، إذ أكد البرتغالي "الفلتة" في أول تعليق له على نتائج القرعة أن منتخبنا سيذهب إلى أستراليا من أجل الفوز باللقب وليس للسياحة والتنزه. كلام جميل... ولكن، يبقى كلام. وعند محاولة تحليل كلام "الدون" فييرا وترجمته إلى واقع محتمل الحدوث، فإننا سنكون أمام احتمالين، الأول هو أن كلام فييرا، بصفته المسؤول الفني عن المنتخب، هو تعهد مسبق بتنفيذ هدف مرسوم من قبل مجلس إدارة الاتحاد يتمثل في الفوز باللقب القاري، وإن صح هذا الاحتمال، سيكون ذلك تأكيداً آخر على ان من يرسم مستقبل الكرة الكويتية لا يرى أبعد من أرنبة أنفه. أما الاحتمال الثاني، وهو الأرجح في موازين العقل، فهو أن مدرب منتخبنا حالم مسرف في الأحلام، وليعذرني فييرا كوني لا أجيد تفسير الأحلام. عموماً، أتمنى لـ"الكوتش" أحلاماً سعيدة، ولأزرقنا واقعاً أجمل.

لا أكتب هنا لبث التشاؤم، بل أكتب تجسيداً حقيقياً للواقع من دون مساحيق تجميل خداعة، احتراماً لنفسي ولأمانة القلم، ثم احتراماً مني لعقول القراء، الذين يعلمون كما أعلم أن الفلسفة الحديثة لكرة القدم تقوم في إطارها العريض على تطبيق نظام الاحتراف وتقديم الدعم المادي وتوفير المنشآت الحديثة وضمان الرعاية الصحية المتكاملة للاعبين والاهتمام بالقواعد والمواهب، ولا أعتقد أننا ذاهبون إلى نقطة أبعد من المنافسة على كأس الخليج، طالما أن كرتنا مازالت عالقة في شباك العنكبوت.

قفّال:

ما نبي كأس آسيا... نبي الستر!

back to top