بلا سقف : رفقاً بالأخضر يا عنتر!
لاشك في أن الفريق العرباوي عانى ظلماً تحكيمياً بيّناً في المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد، ولاشك في أن أعمال الاتحاد الكويتي لكرة القدم بلجانه المختلفة بحاجة إلى إصلاح شامل وتعديل جوهري، ومما لاشك فيه أيضاً أن إدارة النادي العربي تسير دون بوصلة في نطاق تلك الهالة المزعومة التي افتعلتها لنفسها، وأن ردود الأفعال التي صدرت ومازالت تصدر من قبل مسؤوليها لا تتعدى كونها هجوماً انفعالياً مغلفاً بتصرفات اعتباطية يمكن تصنيفها في خانة «الكوميديا السوداء». ومنذ النهائي الصاخب إلى يومنا هذا، لم تقم إدارة النادي العربي بأي تدبير قانوني صحيح من شأنه أن يقنع الرأي العام بمساندتها في خطواتها التصعيدية المترنحة على المواجهة مع الاتحاد، فهنيئاً للاتحاد بخصم عديم الفاعلية مثل الإدارة العرباوية.يقول المفكر الراحل د. أحمد الربعي: «أسوأ ما يمكن أن يواجه الإنسان هو أن يكون صاحب قضية عادلة، ثم يسلم قضيته إلى فريق من المحامين السيئين». وهذه المقولة القيمة تجسّد بدقة حال الجماهير العرباوية مع إدارة ناديهم، التي اختارت عبثاً خيار تجنب المواجهة المباشرة مع الاتحاد، وعدم الامتثال للقرارات الانضباطية الصادرة من اللجان القضائية التابعة للاتحاد، بعد مصادقة مجلس إدارة الاتحاد عليها، ورفضها المطلق لفكرة اللجوء إلى لجنة الاستئناف، للتظلم على قرارات لجنة الانضباط، وفقاً لآلية التدرج القضائي التي نص عليها النظام الأساسي لاتحاد الكرة، ذلك النظام الساري المفعول بعد اعتماده من أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد، التي تشمل النادي العربي المُمَثّل قانونيا بمجلس الإدارة المنتخب. فكيف لعقل سليم أن يقبل تمرد جهة ما على نظام شاركت هي ذاتها في وضعه؟ وكيف لإدارة العربي أن تستعيد حقوقها وحقوق جماهيرها طالما أنها تواصل سلك مسلك تجنب مواجهة المرجعية القانونية الفعلية للعبة كرة القدم في الكويت؟البهرجة الإعلامية والجماهيرية، التي أحدثتها الإدارة العرباوية لم تنتج إلى الآن أي أثر ملموس يرجع الحق إلى أصحابه، وتجييش جماهير النادي للوقوف في اعتصامات واحتجاجات أمام مقر الاتحاد عن طريق التلاعب بوتر العاطفة هو حقاً أمر معيب لا يليق بقامة كيان عريق كالنادي العربي. أما في ما يتعلق بقرار الانسحاب من مسابقة الدوري فإن ما صاحب مناقشة هذا القرار من صخب وانقسام داخل مجلس إدارة النادي العربي لهو تأكيد جديد على حجم الاختلاف، وحدة التباين في الآراء على مستوى القيادات العرباوية، ونتيجة لهذه الأجواء السلبية التي تسود المنصورية منذ سنوات تحولت القلعة الخضراء إلى كعكة خضراء مسيلة للعاب الباحثين عن تحقيق أكبر قدر ممكن من الشعبية والجماهيرية الزائفة، وصارت كل فئة منهم تحاول التهام أي قطعة تقع عليها أيديهم من الكعكة. وإن استدعى الأمر أن يأخذ كل منهم نصيبه بالسكين، فلا مانع لدى هؤلاء المتمصلحين أن يقطّعوا جسد النادي ويقتاتوا من لحمه، أو بصيغة أخرى: «يأخذونه لحما ويتركونه عظما». حيّ الضمير وحر الرأي يحمل سيف الحق، ولا يخشى مواجهة أحد في سبيل استرداد حقه، أما من يهيّج الجماهير بخطب هوجاء، ويدفعها إلى مواجهة المسؤول في ظل مواصلته الهروب من المأزق، والتملص من ممارسة الصلاحيات، فهو مخطئ إن اعتقد ولو للحظة أنه «عنتر زمانه».قفّالالهروب من المواجهة هو دفاع عن النفس بوسيلة جبانة.