عالمك في دقيقة

نشر في 11-01-2014
آخر تحديث 11-01-2014 | 00:01
 د. نادية القناعي 1440 دقيقة في اليوم، تلك الدقائق كثيرة عددياً وقليلة فعلياً بالنسبة إلينا، فهي تمر كنسمات هادئة لا نشعر بها، وفي نفس الوقت كرياح صرصر اشتدت سرعتها، فأحالت يومنا إلى عاصفة تسابقنا ونسابقها والغلبة لمن طوّع الآخر لمصلحته.

نشتكي ضيق الوقت، والوقت يشكو كسلنا وعدم فهمنا لأولوياتنا، إلا أن شكوى الوقت أصدق من شكوانا، فثمة أشخاص، على الرغم من ضآلة عددهم، لا يشعرون بما نشعر من ضيقٍ في الوقت، فبهذا تنتفي دعوانا ضد الوقت.

فالوقت ثابت، فإذا ما امتزج بحياتنا نستطيع أن نمضي به إما إلى الأمام وإما نتراجع به إلى الخلف... إنه بمعدل دقيقة واحدة في اليوم في ظل تأملات فكرية بما يقتضي فعله، سنظفر ببركة الدقائق.

 فكل عمل يبدأ بتأمل ثم بفكرة، فيتأتى عن ذلك إنجاز، ولو سبرنا أغوار فطاحل العلماء أو مكتشفي القوانين لوجدنا أن استغلالهم الدقيقة بالتفكير والتساؤل بما يجب عمله أو فيما يجهلونه هو الذي ولَّد ما نتدارسه اليوم في أمهات الكتب.

فداروين كان يكتب في دفتر ملاحظاته تساؤلاته التي بدورها دفعته إلى البحث واستغلال الدقائق، بيد أنه شخص متخبط.

والأحرى بنا أن نمضي دقيقة واحدة في تأمل أولوياتنا ثم ننطلق في إتمام ما أثمر به تفكيرنا من أجندات، فبعثرة الوقت تجعل ليومنا دقائق لكن مع وقف التنفيذ.

back to top