حاسته الطاغية حليفته في الدراسة

نشر في 23-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 23-11-2013 | 00:02
بدأ موسم المدرسة وعادت معه الفروض المنزلية. قد تطرح هذه المسألة صعوبة على الأهل والأطفال معاً وغالباً ما تكون سبب توتر وبكاء. لكن يمكن تسهيل هذه العملية عبر تحديد وقت ثابت للقيام بالفروض المنزلية وتخصيص منطقة مناسبة للدرس. ننصحك باستعمال الحاسة الطاغية عند الطفل لضمان النجاح في هذه العملية.
اللمس

بعد الجلوس من دون حركة في الصف، سيحتاج الطفل الذي تطغى لديه حاسة اللمس إلى فترة للركض واللعب قبل أن يتمكن من التركيز على إتمام فروضه المنزلية. دعيه يتناول وجبة خفيفة ويلعب قليلاً قبل أن يبدأ الدرس. يصعب على هذا النوع من الأطفال أن يجلس من دون حركة وغالباً ما يلتهي بما يدور من حوله، لذا يجب تخصيص منطقة هادئة للدرس في المنزل أو يمكن استغلال هذا الوقت كي ينجز الأهل أعمالهم (دفع الفواتير، قراءة...). يحب هذا الطفل إتمام الأمور بشكل جماعي. إذا كان لديه أشقاء، من المفيد أن يجتمعوا كلهم كي يدرسوا بهدوء. احرصي على أن يحصل الطفل على كل ما يحتاج إليه، مثل الأقلام والأوراق، قبل أن يبدأ الدرس. يميل الطفل الذي تطغى لديه حاسة اللمس إلى القفز والتحرك بحجة البحث عن قلم أو كتاب. هو يخترع أي سبب كي ينهض ويتجول.

السمع

سيحتاج الطفل الذي تطغى لديه حاسة السمع إلى تقديم موجز عن يومه قبل أن يستقر لينجز فروضه المنزلية. لذا خصصي فترة لسؤاله عما حصل معه اليوم في المدرسة. قد يرغب أيضاً في التحدث معك أثناء إتمام الفروض، ما يساعده على استيعاب المهمة الموكلة إليه وتحديد الأمور المتوقَّعة منه. يحلل هذا الطفل المعلومات عبر التعبير عنها بصوت عالٍ، لذا لا تتوقعي منه أن يجلس بهدوء ويكتب فروضه. خصصي منطقة هادئة له كي يتمم فروضه على أن تخلو هذه الغرفة من صوت التلفزيون أو أي مصادر إلهاء سمعية أخرى. حين يحين الوقت كي يشغّل طفلك إبداعه، ستلاحظين على الأرجح أنه يصغي إلى جهاز “الأيبود” أو يسمع أي نوع من الضجة في خلفية المكان. هكذا يهتم الطفل بعالمه السمعي كي يركز من تلقاء نفسه على المهمة الموكلة إليه.

البصر

يحتاج الطفل الذي تطغى لديه حاسة البصر إلى العودة إلى المنزل والاسترخاء عبر القيام بأمر لا يشغّل حاسة البصر لديه. يعني ذلك عدم مشاهدة التلفزيون فور العودة من المدرسة، لأن هذا الأمر يؤدي إلى تحفيزه بشكل مفرط. يمكنك أن تمنحيه وجبة خفيفة وتدعيه يلعب قليلاً قبل أن يركز على فروضه المنزلية. هو يحب أن يحصل على مكتبه الخاص ومكان مخصص للدرس على أن يتم تنظيم المكان بالشكل الذي يريده هو. حاولي تخصيص المكان له حصراً، من دون السماح لأشقائه الصغار بدخول المكان لأنهم قد يفسدون جو الدرس هناك. احرصي على أن يحصل الطفل على كل ما يحتاج إليه من كتب وأقلام ومذكرات... يساعده ذلك على توفير الوقت الذي يمكن أن يستعمله لتنظيم أموره بدل التركيز على الفروض. قد يشعر بالتوتر بشأن أدائه الدراسي، لذا يجب التحلي بالصبر إذا احتاج إلى تكرار كل فرض في حال لم يكن جيداً بما يكفي.

الذوق

سيرغب الطفل الذي تطغى لديه حاسة الذوق والشم في التواصل عاطفياً معك فور وصوله إلى المنزل، ما يمنعه طبعاً من أداء فروضه المنزلية. غالباً ما يجد هذا الطفل صعوبة في الانتقال من جو المنزل إلى جو المدرسة، لذا سيرفض القيام بفروضه حين يصل إلى المنزل. قد يميل هذا الطفل إلى المماطلة في الدرس. ما يحتاج إلى 10 دقائق لن ينتهي معه بنصف ساعة! يمكن معالجة هذه المشكلة عبر حث الطفل على إنهاء الفرض بأسرع وقت ممكن. ثمة وقت لتناول وجبة سريعة، لكن يجب تشجيعه بعد ذلك على الدخول في أجواء الدرس قبل تمضية فترة مميزة مع العائلة أو الأصدقاء. إذا استمرت المشاكل، يمكن التفكير بتسجيله في مركز لإتمام الفروض المدرسية أو يمكن الذهاب إلى المكتبة بعد المدرسة. هكذا ينجح في الانتقال من جو المدرسة والعمل إلى المنزل والعلاقات.

الفروض المنزلية ليست مهمة سهلة على الإطلاق ويتعامل معها كل طفل بطريقته الخاصة، لذا يمكن الاتكال على الحاسة الطاغية لديه لمساعدته على تعلّم مهارة تفيده في حياته وتقوده إلى المرحلة الجامعية.

back to top