تحليل سياسي : المجلس كافأ وحاسب وعاقب
في جلسته الماراثونية أمس الأول، استطاع مجلس الأمة أن يكافئ ويحاسب ويعاقب، فقد أثبتت مجريات الجلسة أنه كافأ سمو الرئيس والوزير الأذينة، حيث لم يتمكن مقدما الاستجوابين "صفاء ورياض" من الحصول على صوت نائب واحد يتحدث مؤيداً لاستجوابيهما، وعاقب النواب زميليهم المستجوِبَين بأن تركوهما وحيدين بلا مناصر أو مؤيد، مثلما عاقبوا الوزيرة رولا دشتي حيث انتصروا لطلب طرح الثقة بها.
وفي المقابل، فقد تمكن المجلس من أن يحاسب الوزير محمد العبدالله، سواء بتشكيل لجنة تحقيق، أو بالتصويت على طرح الثقة به، والذي لم يتمكن مقدموه من الوصول إلى العدد المطلوب، وبذلك حظي الوزير العبدالله بثقة الأغلبية في المجلس، وهو ما يعزز وجوده ويجعله في وضع أقوى مما كان عليه قبل التصويت على طرح الثقة به.
وبذلك يصح القول بأن المجلس كافأ وحاسب وعاقب، ولا يمكن القول إن الحكومة هزمت المجلس بقدر ما يجب أن يقال إنه - أي المجلس - مارَس أدواته، وجسّد قراراته واستطاع إلى حد كبير أن يميز بين الغث والسمين، وتمكّن من معاقبة بعض زملائه النواب أكثر من معاقبة الحكومة. وانتصر المجلس برفضه لاستجوابات تفتقد للمهنية والموضوعية في إعدادها والتي قُدِّمت على عجل دون دراسة وتدرج وتأنٍّ.