عبدالحميد السيد غنّى للمرّة الأولى عام 1963 في سينما الأندلس (2-3)

نشر في 06-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 06-07-2014 | 00:02
لحّن لعبدالحليم حافظ {يا هلي}... و{ظلمت قلبي} مشروع لم يكتمل

إحدى أهم المحطات الفنية التي كان لها أثر في إحداث تحوّل في مسيرة الفنان القدير عبدالحميد السيد، انضمامه إلى رواد الحركة الغنائية في مركز الفنون الشعبية، وكانوا يجتمعون، آنذاك، في إحدى {الشبرات} حيث يسجلون الأغاني، ومن ثم يرسلونها إلى الإذاعة الكويتية.
عرضت اللجنة الفنية لتطوير الأغاني القديمة على الفنان عبدالحميد السيّد أن يؤدي بعض هذه الأغاني، لكنه احتار في أمره وتردّد بين أمرين، إذ صعب عليه التوفيق بين تلاوة القرآن الكريم والغناء، وعندما سأله الفنان الرائد حمد الرجيب: {ليش ما تغني؟} أجابه بأنه يقرأ القرآن... ومن الممكن أن يغني تواشيح دينية. ولكن الشاعر العاطفي الملهم أحمد العدواني عز عليه أن يقف مكتوف اليدين أمام هذه الموهبة الفنية، فأقنع عبدالحميد السيّد بغناء موشحات دينية، فغناها الأخير بصوته، وكانت {صلاة دوام} (1960)، أول أغنية له، وهي موشح ديني قديم أخذ منه المذهب فحسب، وأكمل اللحن بعدما أضاف إليه مقاطع موسيقية من عنده، وشارك الفنان القدير الدكتور يوسف دوخي في العزف على الطار، والفنان الكبير سعود الراشد على آلة العود، فضلا عن فرقة موسيقية بقيادة الفنان نجيب رزق الله وميشيل المصري، وكان الجميع يتعاونون في الرد، وقد استعان السيد بفرقة مكونة من مجموعة خاصة {بالمالد} ضمت والده الذي كان يؤدي فن {المالد} إلى جانب عمله في مجال التدريس.

 يقول مطلع أغنية {صلاة دوام} من كلمات عبدالرحيم المتيم:

صلاة دوام ما غنى الهزار

على طيب الذكر عالي الفخار

بشير نذير سراج منير

نبيّ سعيد عنى له وزار

نقطة تحول

{حيوا ليلى} أول أغنية دينية سجلها عبدالحميد السيّد من ألحانه وكلمات الشاعر أحمد العدواني، وهو أول من تطرق إلى هذه المادة الغنائية التي لم تكن شائعة سابقاً على مستوى الإذاعة، هكذا بدأ السيد يتحول من مطرب أغان دينية إلى مطرب يغني للورد والطيور، ويتغنى بجمال الطبيعة كالأشجار والأزهار والبحر، إلا أنه رفض أن يصبح مطرباً عاطفياً مرة واحدة بعدما ترك الإذاعة والوظيفة كمقرئ قرآن كريم.

 أغنية وصفية

 الفنان عبدالحميد السيد أول من اهتم بالأغنية الخفيفة وأغاني المناسبات والابتهالات الدينية، فترك أثراً طيباً لاختياره مادة فنية لم تكن شائعة سابقاً.

 وبعد فترة بسيطة طلب السيد من حمد الرجيب لحناً يحدث نقلة تبعده عن الموشح، فقدم من ألحانه وكلمات الشاعر أحمد العدواني {يا طير}، أغنية وصفية حديثة ويقول في مطلعها:

يا طير ليتني أكون مثلك وعندي جناح

أطير مع النور وأسبح في السنا اللّماح

وإن شفت روضة ربيع فيها الزهور ألوان

نزلت فيها أغنّي أجمل الألحان

ثم سجل أغنية وطنية بعنوان {بلدي المحبوب}، وبعدها طلب من الشاعر الشعبي منصور الخرقاوي أن يكتب له أغنية عن البحر، فقدم له {حنين الموج} وهي من ألحانه وغنائه.

 كذلك سجل نشيد {مهد الرجولة}، من كلمات الشاعر علي السبتي وقد لحنها في خمس دقائق وسجلها بصوته، وأغنية وطنية بعنوان {تمت الفرحة}، من كلمات سلطان عبدالله السلطان ومن ألحانه.

 وبعدها سجل أغنيات وطنية، منها بصوت المطرب المعتزل ثابت محمد بعنوان {شيخنا نرفع بنوده}، من كلمات الشاعر الغنائي وليد جعفر، و{أرض المودة} من ألحانه وغنائه وكلمات الشاعر سلطان عبدالله السلطان.

وفي 1961 سجل عبدالحميد السيد أغنيات عاطفية من بينها: {الحلو سباني} من كلمات الشاعر منصور الخرقاوي، {الايادان}، {أشاعرتي} من تأليف الشاعر عبدالله عبداللطيف العثمان، {جزى الله منهو جازاني} من كلمات محبوب سلطان، سجلها في القاهرة مع فرقة الحفناوي الموسيقية، أغنية من كلمات الشاعر صقر بن سلطان القاسمي، {ياللي غرامي تهواني وأهواك} من ألحان الفنان عبدالرحمن البعيجان وكلمات خليفة العبدالله الخليفة الصباح.

  في عام 1962 سجل أغنية {يا جار} من كلمات العدواني، وفيما كان يسجل في القاهرة أغنية {ياللي شغلت البال} لفت انتباه  رياض السنباطي الذي أثنى على اللحن وأحبه، أيضاً سجل في القاهرة أغنية {والله غالي} عام 1963، وفي السنة نفسها  شارك في أول حفلة غنائية جماهيرية في سينما الأندلس قدم فيها أغنية {صد عني ومال} من ألحانه وكلمات الشاعر الدكتور يعقوب الغنيم.

مع عبدالحليم حافظ

لحن الفنان القدير عبدالحميد السيد، خلال مشواره الفني الطويل، أغنيات عاطفية ووطنية لفنانين كويتيين وعرب، من أشهرهم عبدالحليم حافظ، في هذا السياق  يقول السيّد إنه، خلال زيارة عبدالحليم حافظ للكويت (1965)، طلب منه أحد المسؤولين الكبار الذين يشجعون الغناء الكويتي أن يقدم لحن أغنية للمطرب المصري، بهدف نشر الأغنية الكويتية في الوطن العربي من خلال الأصوات الغنائية العربية المشهورة، هكذا ولدت {ياهلي} من كلمات الشاعر وليد جعفر، يقول في مطلعها:

يا هلي يا هلي

يكفي ملامي والعتاب

لا تلوموني ترى قلبي صويب

حققت الأغنية نجاحاًً في الكويت وفي بلدان عربية، بعد ذلك التقى عبدالحميد السيد عبدالحليم حافظ أكثر من مرة، ففي 1973 عرّفه عبدالحليم حافظ إلى فريد الأطرش قائلا: {هذا هو الملحن الذي لحن لي الأغنية الكويتية {ياهلي}}.

وفي 1975، كان عبدالحليم حافظ يجري بروفة في مبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة، بينما كان عبدالحميد السيد يسجل مقطوعة موسيقية، فأوقف النجم المصري البروفة وطلب من عبدالحميد السيد الجلوس معه والاستماع إلى البروفة والأغاني.

بعد ذلك التقى عبدالحميد السيد وعبدالحليم حافظ صدفة فقال الأخير لبليغ حمدي الذي كان يرافقه: {هذا هو اللي لحن لي أغنية {يا هلي}}، وطلب منه لحناً ثانياً، وفعلاً جهز عبدالحميد السيد لحن {ياللي ظلمت قلبي} من كلمات محمد محروس، لكن لم يحصل نصيب بسبب ضياع أرقام الهواتف  الخاصة بعبدالحليم حافظ، بالتالي لم يستطع الاتصال به.

back to top