الفايز: السعودية كانت سبّاقة في إدانة عدوان غزة وإغاثتها

نشر في 09-08-2014 | 00:09
آخر تحديث 09-08-2014 | 00:09
No Image Caption
خادم الحرمين حمّل المجتمع الدولي مسؤولية صمته عن المجازر... ومجلس الوزراء حذر من «حرب الإبادة»
أكد سفير السعودية لدى الكويت اهتمام بلاده بضحايا عدوان غزة في مواجهة الجرائم الإسرائيلية، مشيرا إلى مواقف خادم الحرمين ومجلس الوزراء ذات الصلة بدعم الفلسطينيين وإغاثتهم ووقف المجازر بحقهم.

جدد سفير السعودية لدى الكويت د. عبدالعزيز الفايز دعم المملكة للفلسطينيين بغزة في مواجهة العدوان الذي يرتكبه الإسرائيليون ضد ابناء القطاع.

وأعاد السفير الفايز، في بيان امس، التذكير بموقف بلاده من العدوان الإسرائيلي على غزة، مشددا على ان المملكة حرصت على ابراز موقفها تجاه العدوان الاسرائيلي الذي تشهده غزة، بل واستبقت العدوان وناشدت بتاريخ 30 يونيو 2014 المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الامن التحرك العاجل والسريع لوقف الاجراءات التعسفية والعقاب الجماعي الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني بحجة اختفاء ثلاثة مستوطنين اسرائيليين في الاراضي الفلسطينية المحتلة كما جاء في بيان مجلس الوزراء.

مواقف المملكة

وجاء موقف المملكة من العدوان الإسرائيلي على غزة في عدد من المحطات كالآتي: في 1 اغسطس 2014، خاطب خادم الحرمين الشريفين الامة العربية والاسلامية والمجتمع الدولي بقوله: "بقلب المؤمن بالحق -تعالى- القائل في محكم كتابه: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب)، وقوله جل جلاله: (والفتنة أشد من القتل). هذه الفتنة التي وجدت لها ارضا خصبة في عالمينا العربي والإسلامي، وسهل لها المغرضون الحاقدون على أمتنا كل امر، حتى توهمت بأنه اشتد عودها وقويت شوكتها، فاخذت تعيث في الارض ارهابا وفسادا، واوغلت في الباطل كاتمة ومتجاهلة لقول المقتدر الجبار: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق). إن من المعيب والعار ان هؤلاء الارهابيين يفعلون ذلك باسم الدين فيقتلون النفس التي حرم الله قتلها، ويمثلون بها ويتباهون بنشرها، كل ذلك باسم الدين والدين منهم براء، فشوهوا صورة الاسلام بنقائه وصفاته وإنسانيته، والصقوا به كل أنواع الصفات السيئة بأفعالهم وطغيانهم وإجرامهم فأصبح كل من لا يعرف الاسلام على حقيقته يظن ان ما يصدر من هؤلاء الخونة يعبر عن رسالة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه تعالى: (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)".

واضاف خادم الحرمين، ومن مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية، "ادعو قادة وعلماء الامة الاسلامية لاداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله، وان يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الاسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية، والارهاب، وان يقولوا كلمة الحق، والا يخشوا في الحق لومة لائم، فأمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهدا على من كانوا الاداة التي استغلها الاعداء لتفريق وتمزيق الامة وتشويه صورة الاسلام النقية".

مجازر جماعية

وزاد الملك: "الى جانب هذا كله نرى دماء اشقائنا في فلسطين تسفك في مجازر جماعية لم تستثن احدا، وجرائم حرب ضد الانسانية دون وازع انساني او اخلاقي، حتى اصبح للارهاب اشكال مختلفة، سواء كان من جماعات او منظمات او دول وهي الاخطر بامكاناتها ونواياها ومكائدها، كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته بما في ذلك منظمات حقوق الانسان، هذا المجتمع الذي لزم الصمت مراقبا ما يحدث في المنطقة بأسرها غير مكترث بما يجري، وكأنما ما يحدث امر لا يعنيه، هذا الصمت الذي ليس له اي تبرير، غير مدركين أن ذلك سيؤدي الى خروج جيل لا يؤمن بغير العنف، رافضا السلام، ومؤمنا بصراع الحضارات لا بحوارها، واذكر من مكاني هذا بأننا قد دعونا منذ عشر سنوات في مؤتمر الرياض الى انشاء (المركز الدولي لمكافحة الارهاب)، وقد حظي المقترح بتأييد العالم اجمع في حينه، بهدف التنسيق الامثل بين الدول، لكننا اصبنا بخيبة امل -بعد ذلك- بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي بشكل جدي مع هذه الفكرة، الامر الذي ادى لعدم تفعيل المقترح بالشكل الذي كنا نعلق عليه آمالا كبيرة، واليوم نقول لكل الذين تخاذلوا او يتخاذلون عن اداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الارهاب من اجل مصالح وقتية او مخططات مشبوهة، بأنهم سيكونون اول ضحاياه في الغد، وكأنهم بذلك لم يستفيدوا من تجربة الماضي القريب، التي لم يسلم منها احد، اللهم اني قد بلغت، اللهم فاشهد، اللهم اني قد بلغت، اللهم فاشهد... (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)".

وضع مأساوي

وفي 21 يوليو 2014 صدر بيان مجلس الوزراء، حذر فيه من الوضع المأساوي الذي وصلت اليه الاوضاع في غزة والاراضي المحتلة جراء تصاعد العدوان الوحشي الاسرائيلي وما يقترفه من جرائم حرب ضد ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل، مجددا مناشدات المملكة ودعواتها للمجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته لحماية الشعب الفلسطيني ومواجهة حرب الابادة التي تقوم بها السلطات الاسرائيلية ضده. ورحب المجلس في هذا الشأن بالبيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ الذي عقد في جامعة الدول العربية وما اشتمل عليه من قرارات وتأكيد على ضرورة التحرك على الصعيد الدولي لنصرة الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه.

وفي 14 يوليو 2014، عبر بيان لمجلس الوزراء ايضا عن ادانة المملكة العربية السعودية واستنكارها للتصعيد الاسرائيلي العسكري وسلسلة الغارات الوحشية على قطاع غزة التي اسفرت عن سقوط المئات من الشهداء والجرحى من ابناء الشعب الفلسطيني، مجددا دعوة السعودية مجلس الامن في الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان في جنيف للقيام بواجبهما وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة بحق اسرائيل وسرعة التحرك لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وكل الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، كما شدد المجلس على ما تضمنه البيان الختامي لاجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي الموسع لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي وما اشتمل عليه في هذا الخصوص من استنكار وادانات للجرائم البشعة التي يتعرض لها ابناء الشعب الفلسطيني ودعوة المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في الحفاظ على السلم والامن الدوليين واتخاذ جميع التدابير اللازمة لوضع حد للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

دعم سخي

وأضاف الفايز انه في 13 يوليو 2014 وجه خادم الخرمين الشريفين بتقديم الدعم السخي لمساعدة الاشقاء في غزة، حيث وجه بتقديم 200 مليون ريال للهلال الاحمر الفلسطيني في غزة، وقد صرح بذلك الدكتور ابراهيم بن عبدالعزيز العساف وزير المالية، الذي قال ان التوجيه الكريم تضمن تخصيص هذا المبلغ لتأمين الاحتياجات العاجلة من الادوية والمعدات والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج ضحايا الاعتداءات والقصف الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة التي ذهب ضحيتها الآلاف من الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ ولم يسلم منها حتى ذوو الاحتياجات الخاصة.

واختتم بيان الفايز بأنه في 11 يوليو 2014 صرح وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار بن عبيد مدني، عقب اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي الموسع على مستوى وزراء الخارجية بدول التعاون الاسلامي بجدة، بأن "اسرائيل نسفت عملية السلام، وتمارس اليوم اعمال التنكيل والقمع الوحشية ضد الشعب الفلسطيني"، ودأبت منذ فترة طويلة على القيام بعدة اعمال من شأنها تقويض كل محاولات تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ووقفت ضد إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة خاصة حقهم في اقامة دولتهم في فلسطين". ودعا الاجتماع الى "المؤازرة القوية للشعب الفلسطيني في المحنة التي يعيشها هذه الايام، والتحرك الدولي ومناشدة الامم المتحدة والمنظمات العدلية والحقوقية والانسانية لاتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة الاعتداء الوحشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني". كما دعا وزراء خارجية "منظمة التعاون الاسلامي" الى "العمل من اجل ضمان سرعة انعقاد جلستين طارئتين لمجلسي الامن وحقوق الانسان الدوليين".

back to top