حلقه يؤلمه... هل يحتاج إلى اختبار المكورات العقدية؟

نشر في 08-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 08-03-2014 | 00:01
No Image Caption
لا نزال في {موسم المرض} وستمرّ ستة إلى ثمانية أسابيع قبل أن تتباطأ هذه الموجة. لكن إليكم النبأ السار: الإنفلونزا بدأت تتلاشى على ما يبدو، لكن تكثر حالات السعال والزكام وألم الحلق.
يتذمر عدد كبير من الأولاد من ألم الحلق في هذه الفترة من السنة، لذا أمضي وقتاً طويلاً وأنا أشرح للأهالي ما يبحث عنه أطباء الأطفال لتحديد ما إذا كان الطفل مصاباً بعدوى المكورات العقدية. صحيح أن الأهل يفضلون عموماً إجراء فحص مسحة الحلق بغض النظر عن عمر الطفل أو عوارضه، لكن يستعمل طبيب الأطفال إجراء عيادياً قبل اللجوء إلى {اختبار المكورات العقدية السريع}، وهو النهج الأكثر شيوعاً لرصد التهاب الحلق العقدي.

التهاب الحلق العقدي هو التهاب بكتيري ويمكن معالجته بالمضادات الحيوية، لكن تنجم غالبية أسباب ألم الحلق الأخرى عن التهابات فيروسية ولا تكون المضادات الحيوية فاعلة في هذه الحالة. في دراسة حديثة جرت في مكتب طب الأطفال العام، ظهر 20% إلى 30% من حالات ألم الحلق على مر السنة بسبب المكورات العقدية. أما النسبة المتبقية (70% إلى 80%)، فكانت فيروسية.

تترافق الحالة {النموذجية} من التهاب الحلق العقدي مع عوارض لافتة وتغيرات جسدية. المكورات العقدية هي الأكثر شيوعاً عند الأطفال بين عمر السنتين والثالثة عشرة. لا يصاب معظم الأولاد بعوارض في الجهاز التنفسي العلوي (سعال، سيلان الأنف) لكنهم يتذمرون من ألم الحلق وصعوبة الابتلاع. يشعر البعض أيضاً بألم في المعدة أو قد تصل الحالة إلى حد التقيؤ. قد يثبت الفحص الجسدي أن الطفل مصاب بالحمى وأن حلقه أحمر وملتهب وأن اللوزتين متوسعتان والعقد الليمفاوية لينة في العنق.

ما الذي يمنع إجراء فحص المسحة للجميع عند الإصابة بألم في الحلق؟ تتعدد الأسباب، من بينها كلفة الاختبار. لكن قد يعطي الفحص نتائج إيجابية خاطئة عند الأولاد (والراشدين) الذين يمكن أن يحملوا المكورات العقدية. وفق المراجع الطبية، يبدو أن 5% إلى 25% من تلامذة المدارس الذين لا يواجهون أي عوارض يحملون المكورات العقدية من الفئة {أ}. يصعب على الأهل أحياناً أن يفهموا الحالة منذ البداية، لكن لا يحتاج حامل المكورات العقدية إلى مضادات حيوية. لا أحد يريد أن يأخذ ابنه المضادات الحيوية بلا مبرر.

لذا ننصح الأهل بألا يهرعوا لإجراء فحص مسحة الحلق حين يذكر الطفل الألم. انتظروا مرور 12 إلى 24 ساعة للتأكد من وجود عوارض أخرى. أقابل أيضاً عائلات كاملة تأتي لإجراء اختبار المكورات العقدية لأن أحد الأولاد مريض، أو إذا ركب الطفل مع أولاد آخرين في السيارة نفسها وكان أحدهم مصاباً بعدوى المكورات العقدية.

لا حاجة إلى إجراء فحص مسحة الحلق ما لم تظهر لديهم عوارض عدوى المكورات العقدية. هذا ما يوفر عليكم زيارة غير ضرورية إلى طبيب الأطفال.

back to top