سكرتير حزب «كوملة» لـ الجريدة•: العرب مدعوون لدعم التغيير في إيران عبر «البوابة الكردية»

نشر في 29-10-2013 | 00:02
آخر تحديث 29-10-2013 | 00:02
No Image Caption
«الاتحاد الديمقراطي تعاون مع الأسد... ولكن أغلبية الأكراد يدعمون الثورة السورية»
قبل أكثر من 45 عاماً، انطلق العمل النضالي لحزب «العصبة الثورية لكادحي كردستان الإيرانية» (كوملة) من بقعة جبلية وعرة على مشارف مدينة السليمانية العراقية يطلق عليها اسم «الجبل الأسود»، أو جبل قرداغ باللغة الآشورية، وهي نقطة انطلاق اعتبرها سكرتير الحزب عبدالله مهتدي نموذجية لأنها تتيح الانتقال بسهولة إلى القواعد الشعبية للحزب داخل الأراضي الإيرانية.

وأعرب مهتدي، في حديثه مع «الجريدة»، عن رغبة المعارضة الكردية الإيرانية في إقامة علاقات بناءة مع الدول العربية والانفتاح عليها، داعياً هذه الدول إلى دعم تلك المعارضة لتحقيق التغيير في إيران.  وفي ما يلي نص الحوار:

• هل صوتّم لحسن روحاني في الانتخابات الإيرانية الأخيرة؟

- كلا. فالانتخابات الإيرانية الأخيرة كغيرها، جرت تحت وصاية نظام الملالي ولم تكن حرة أو نزيهة، ولم يسمح النظام لأي تنظيم سياسي معارض بالمشاركة في هذه الانتخابات، لا ترشيحاً ولا تصويتاً.

• ماذا عن الأصوات المعارضة التي صوتت لروحاني؟

- تلك الأصوات صوتت لروحاني ليس حباً فيه، لكن لكونه الخيار المعارض الأفضل للتغيير، وقد صوَّت الشعب الإيراني بأكثرية لفكرة التغيير محاولاً دفعها إلى الأمام، وهذا معلوم حتى من روحاني، فهو يعلم ان التصويت لم يكن لشخصه إنما كان لفكرة التغيير.

• ما الفرق بين روحاني وموسوي؟

- موسوي كان مختلفاً، فهو رمز التغيير قائد «الثورة الخضراء» وقد رفع شعار التغيير بانسجام تام مع قناعاته، أما روحاني فجاء من رحم النظام، وجُل ما قد يستطيعه إبقاء طاقة الأمل مفتوحة في سماء إيران بإمكان حصول تغيير ما.

ورغم أنه من المبكر إصدار حكم نهائي على روحاني، فإن علينا الانتباه كما قلت سابقا، فهو لم يكن يوماً معارضاً شرساً للنظام، وفي أحسن الأحوال يمكن وصفه بمعارض من داخل عباءة النظام وضمن لعبة الحفاظ عليه، وقد عمل في جهاز المخابرات العامة واحتل طوال حكم النظام مناصب عليا ومقربة إلى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.

وهو يعلم أنه ستواجهه صعوبات جمة في ظل قبضة المرشد الممسكة بكل مفاصل النظام مدعوماً من الحرس الثوري.

• ماذا يريد أكراد إيران؟

- هناك أكثر من عشرة مليون كردي في إيران، تتم معاملتهم بقسوة ونكران هوية، ولا يتمتعون بأي حقوق طبيعية من ناحية التعبير عن لغتهم وثقافتهم وتطلعاتهم السياسية. الكرد بالتعاون مع الأقليات الإيرانية الأخرى العرب، والبلوش، والأذريين، والتركمان، يريدون الديمقراطية للشعوب الإيرانية كافة ويهدفون إلى بناء نظام فدرالي يحفظ حقوق أقليات إيران. الأكراد هم الأكثر تسييساً وتنظيماً وتسليحاً ضمن المعارضة الإيرانية، لذلك فإنهم موجودون بقوة ضمن المعارضة ويحظون بالاحترام ويتمتعون بوزن وتأثير مهمين ضمن عموم المعارضة الإيرانية.

نرفض التدخل الإيراني في سورية ودول الجوار، وندعو النظام الإيراني إلى مراجعة سياساته الخاطئة تجاه الدول العربية ودول الجوار، كما نؤكد على ضرورة وقف هدر ثروات الشعب الإيراني على منظمات موسومة بالإرهاب كـ»حزب الله».

والأهم من ذلك كله هو توجهنا كمعارضة إيرانية إلى إقامة علاقات بناءة مع الدول العربية والانفتاح عليها. ونحن نسعى بجد ومحبة كمعارضة كردية إيرانية الى فتح علاقات مع الدول العربية، وندعو هذه الدول إلى دعمنا والوقوف إلى جانبنا لتحقيق التغيير في إيران.

• لم تبرز لروحاني أي مواقف مختلفة عن سلفه محمود أحمدي نجاد حول سورية و»حزب الله»... فهل تظن أن اختلافاً سيبرز في هذا المجال؟

- هذان ملفان يداران بشكل مباشر من قبل المرشد و»الحرس الثوري»، ولن يكون لروحاني أو أي طرف إيراني آخر رأي في هذا الموضوع. هم سهلوا قمع النظام السوري لشعبه عبر دعمه وهم متمسكون ببشار الأسد كحليف «أقلوي» يسهل تمدد ولي الفقيه في المنطقة، النظام الإيراني دفع بـ»حزب الله» اللبناني وقوى شيعية عراقية إلى ساحة المعركة في سورية للدفاع عن النظام العلوي، بالنسبة للمرشد والحرس ممنوع إسقاط النظام السوري، وسيذهب الحرس والمرشد في معركتهما لحماية النظام السوري حتى النهاية، فهو مدخلهما للسيطرة على لبنان، ومدخلهما إلى فلسطين، وهو حليف مطيع حريص على مصلحة إيران على حساب المصالح العربية.

• ما حقيقة ما يجري على الجانب الكردي- السوري؟ أهو استقلال أم فدرالية أخرى كفدرالية أشقائهم في العراق؟

- استناداً إلى معرفتي ولقاءاتي مع التنظيمات الكردية السورية، أجزم أنه ليس هناك توجه للاستقلال لدى الجانب الكردي السوري، هم يريدون سورية حرة مستقلة متعددة تحفظ حقوق الكرد بالعيش بحرية وكرامة، ويمارسون حقوقهم القومية والإنسانية والسياسية إلى جانب بقية مكونات الشعب السوري.

ليس واضحاً بعد ما يمكن أن يحصل عليه أكراد سورية، وإذا ما كان سيرقى إلى مستوى حكم ذاتي أو نوع من الفدرالية. لقد تعرض الكرد السوريون لإرهاب النظام، حيث سُحبت الجنسية من آلاف الكرد السوريين وبقي الكثير منهم بلا هويات. الحل النهائي في سورية يجب أن يأخذ حقوق كل الأقليات، بمن فيها العلويون، بعين الاعتبار بشكل عادل، وسورية المستقبل أراها بلا بشار الأسد وبلا نظام حزب البعث.

• هل توافق على أن حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» سيطر على المناطق الكردية السورية بالتعاون مع النظام بهدف إبقاء الكرد بعيداً عن الثورة؟

- للأسف هذا ما حصل. لكن لا تخطئ وتظن أن هذا هو موقف أكثرية كرد سورية، فهذا الحزب بالتعاون مع النظام السوري، حاول قمع أكراد سورية وإبعادهم عن الثورة، إلا انه لم ينجح، فالمجلس الوطني الكردي السوري ومعه أكثرية أكراد سورية مصرون على التعاون مع المعارضة السورية والانخراط فيها لإسقاط النظام السوري.

back to top