مصر: استنفار قبل «25 يناير» و5 قتلى في هجوم لـ «بيت المقدس»

نشر في 24-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 24-01-2014 | 00:01
No Image Caption
احتفالات رسمية بعيد الشرطة وذكرى الثورة... وترقب لتظاهرات «الإخوان» في «جمعة التحدي»

يحبس المصريون أنفاسهم اليوم مع دخولهم أجواء الذكرى الثالثة لثورة "25 يناير" غداً، بعدما قرر فرقاء المشهد السياسي النزول اليوم للاحتفال بذكرى الثورة، كل على طريقته، ما يشير إلى احتمالية تصاعد وتيرة العنف مع إصرار أنصار جماعة "الإخوان" على اقتحام عدة ميادين في القاهرة.
شددت السلطات المصرية إجراءاتها الأمنية أمس في العاصمة والمحافظات، بعدما دفعت بأكثر من ربع مليون شرطي إلى الشارع، فضلاً عن تشديد الإجراءات الأمنية في الطرق المؤدية إلى العاصمة المصرية، استباقاً لتظاهرات أنصار جماعة "الإخوان" التي أعلنت تنظيم عدة فعاليات تنطلق اليوم في جمعة "التحدي"، استباقا لاحتفالات الذكرى الثالثة لثورة "25 يناير" غدا.

النظام استبق دعوات أنصار "الإخوان" بحزمة من الإجراءات الأمنية المشددة، فأعلنت الحكومة وقف حركة القطارات بين القاهرة ومدن الصعيد في محاولة لإحكام القبضة الأمنية على العاصمة وكسر حدة التظاهرات المتوقعة اليوم، بينما أكد مصدر عسكري لـ"الجريدة" أن "وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي أصدر أوامره للقوات المسلحة برفع درجة الاستعداد القصوى"، مشدداً على أن "العبث بالأمن القومي غير مسموح به".

وأنهت إدارة الجامعات عملية إخلاء المدن الجامعية من الطلاب مع انتهاء الفصل الدراسي الأول أمس، مع مد إجازة منتصف العام من أسبوعين إلى شهر كامل، ينتهي في 22 فبراير المقبل، بعدما قتل طالب أمس في اشتباكات بين طلاب جامعة الإسكندرية، ليختتم الفصل الدراسي الأعنف في تاريخ الجامعات المصرية، خاصة في جامعات الأزهر والقاهرة والزقازيق والمنصورة والإسكندرية.

وفي غضون ذلك، ضرب الإرهاب مجدداً أمس مخلفاً 5 قتلى من مجندي الشرطة، بينما أصيب آخران في هجوم مسلح من قبل مجهولين على كمين في محافظة «بنى سويف» جنوب القاهرة، وهو الحادث الذي تبنته جماعة «أنصار بيت المقدس» في بيان لها.

احتفال الدولة

    

إلى ذلك، سيطرت الأجواء الاحتفالية على أركان الدولة أمس، بعدما شارك الرئيس المؤقت عدلي منصور والفريق السيسي ورموز الدولة في احتفالية وزارة "الداخلية" بأعياد الشرطة في مقر أكاديمية الشرطة، بينما نظمت القوات المسلحة احتفالية ضخمة مساء أمس للاحتفاء بذكرى الثورة بحضور الرئيس منصور.

وأكد منصور، خلال كلمته في حفل الشرطة، أن ثورة يناير كانت "بداية كسر جدار الخوف لدى المصريين"، رابطاً بين ثورتي "يناير" و"يونيو" قائلاً: "عندما حاول البعض اختطاف الثورة، جاءت ثورة 30 يونيو لتعيد الوطن إلى أبنائه"، مشيداً بدور الشرطة في الوقوف مع الشعب في الأحداث الأخيرة، وأن الدولة تحتفل بمناسبتي ذكرى ثورة "25 يناير" وعيد الشرطة معاً، مشدداً على أن "مصر ستنتصر على الإرهاب كما انتصرت عليه في التسعينيات".

ووجه منصور خطابه إلى الشباب، قائلاً: "إن شعبنا يتطلع إليكم وإلى دوركم في بناء المستقبل"، مطالباً ببلورة أهداف ثورة "25 يناير" على أرض الواقع، بينما تعهد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم خلال الاحتفال بمواجهة العناصر الإرهابية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار بكل حسم.

وبينما أعلنت حملة "تمرد" وعدة أحزاب في جبهة "الإنقاذ الوطني" الحشد للاحتفال غداً بذكرى الثورة، أكد المنسق العام لحملة "بأمر الشعب" اللواء حمدي بخيت لـ"الجريدة"، أن "الحملة ستقوم بعدة فعاليات غداً لحث الفريق السيسي على الترشح".

جماعة "الإخوان" تحشد قواها وأنصارها في محاولة للعودة إلى المشهد السياسي بتنظيم فعاليات ثورية تبدأ اليوم بجمعة "التحدي"، يعقبها تظاهرات يومية حتى 11 فبراير، ذكرى تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد محاولة فاشلة للتحالف مع شباب الثورة بتقديم اعتذار باهت الثلاثاء الماضي رفضته معظم القوى الثورية.

ودعا "التحالف الوطني"" الذي تقوده "الإخوان" الشعب إلى النزول بدءاً من اليوم و"الاحتشاد المهيب في القاهرة الكبرى وتصعيد المشهد الثوري في جميع المحافظات".

وقالت مصادر بلجنة تنظيم الفعاليات بحزب "الحرية والعدالة" الإخواني، لـ"الجريدة"، إن تحركات أنصار الجماعة التي تنطلق اليوم ستكون بهدف اقتحام ثلاثة ميادين رئيسية هي "التحرير" و"رابعة العدوية" في القاهرة، و"القائد إبراهيم" في الإسكندرية، والاعتصام فيها، مشددة على أن اقتحام الميادين أولوية "تحت أي ظرف"، مضيفة: "إذا فشلنا في اليوم الأول فسنعيد المحاولة في اليوم الثاني وهكذا حتى ننجح في دخول الميادين".

«العفو الدولية» تتهم القاهرة بالقمع

اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير نشر أمس السلطات التي أرساها الجيش المصري بانتهاك حقوق الإنسان على نحو غير مسبوق. واعتبرت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو حسيبة حاج صحراوي في التقرير أن "مصر شهدت خلال الأشهر السبعة الاخيرة سلسلة انتهاكات مدانة لحقوق الانسان وأعمال عنف من جانب الدولة على نحو غير مسبوق".

وعلق مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون الهيئات الدولية والأمن الدولي السفير هشام بدر على التقرير معتبراً أنه "غير متوازن وغير دقيق ويعكس استخفاف منظمة مدنية دولية كمنظمة العفو الدولية وغيرها بإرادة وطموح الشعب المصري"، وأضاف أن "الحكومة المصرية مسؤولة أمام شعبها أولاً وأخيرا ولا تلتفت إلى محاولات تشويه الحقائق خاصة عندما يتضح لها ضعف قدرة الطرف المعني على فهم الواقع الوطني وتطوراته والتحديات التى يواجهها شعب مصر وحكومته وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب ومواجهة العنف".

(القاهرة- أ ف ب، د ب أ)

back to top