مصر: الملايين تتحدى «الإرهاب» بالاحتشاد أمام لجان الاستفتاء

• اليوم الأول نسائي بامتياز 
• تفجير قرب محكمة  
• 8 قتلى في اشتباكات دامية

نشر في 15-01-2014
آخر تحديث 15-01-2014 | 00:01
توافدت أمس جماهير غفيرة من المصريين للتصويت بـ«نعم» في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي لم يقرأه أغلبهم، معتبرين أن موافقتهم عليه ستعطي الشرعية لإطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسي والدعم للفريق أول عبدالفتاح السيسي.
ويشكل هذا الاستفتاء الخطوة الأولى في سلسلة الاستحقاقات الانتخابية التي تنص عليها خريطة طريق المرحلة الانتقالية التي أعلنتها السلطات الحالية، والتي تتضمن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون ستة أشهر من تاريخ إقرار الدستور.
الكثير من المصريين ينظرون إلى الاستفتاء على أنه اقتراع بالثقة في قائد الجيش، الذي قاد عملية عزل مرسي، والذي قال إنه يمكن أن يترشح للرئاسة «إذا طلب الشعب» ذلك.
على الجانب الآخر، دعت جماعة الإخوان التي ينتمي إليها مرسي والتي أعلنتها الحكومة «تنظيماً إرهابياً» إلى مقاطعة الاستفتاء، ودعا «التحالف الوطني» الذي تهيمن عليه الجماعة إلى تظاهرات ومسيرات رافضة للدستور الجديد أثناء الاقتراع عليه، والذي من المنتظر أن ينتهي في التاسعة من مساء اليوم.
ووقعت اشتباكات في عدة محافظات بين أنصار مرسي وقوات الأمن التي انتشرت بشكل مكثف، تحسباً لوقوع هجمات إرهابية
وسط استعدادات أمنية غير عادية صاحبها تحليق للمروحيات العسكرية جواً بدأ المصريون قبل التاسعة صباح أمس التوجه إلى صناديق الاقتراع للاستفتاء على الدستور المُعدَّل الذي يطوي صفحة حكم "الإخوان" ما دفع "البورصة المصرية" إلى تحقيق ربح قدره 5 مليارات جنيه وسط تفاؤل بتمرير الدستور بأغلبية كاسحة على الرغم من استمرار العنف الذي أسقط 8 قتلى في عدة محافظات.

وفي حين، قال عضو الأمانة العامة للجنة العليا للانتخابات المستشار مدحت إدريس إن "الاستفتاء يسير بصورة ديمقراطية منتظمة، أكدت غرفة عمليات نادي القضاة أن "المؤشرات الأولية في اليوم الأول تشير إلى أن مشاركة المواطنين بلغت نحو 70% ممن لهم حق التصويت".

إلى ذلك، حظرت "اللجنة العليا للانتخابات" المشرفة على الاستفتاء إجراء أي دعاية قرب لجان الاقتراع، ورصدت غرفة عمليات "نادي القضاة" تجاوزات عطلت بعض اللجان مؤقتاً، بينما نفت "العليا للانتخابات" في بيان لها ما تردد بشأن مد الاقتراع ليوم ثالث، إلى غد.

المتحدث باسم نادي القضاة المستشار محمود الشريف، قال إنه تم استبدال قاض في لجنة "بمبا قادل" بضاحية "مصر القديمة" وجه الناخبين بالتصويت بلا، بينما تلقت الغرفة إخطارا بقيام قاض في لجنة بمنطقة إمبابة، بمنع الناخبين من التصويت قبل استبعاده أيضاًَ، وإخطارا بقيام ثلاثة قضاة في محافظة المنصورة بتوجيه الناخبين للتصويت بـ"لا".

أجواء الاستفتاء

اتسمت ملامح اليوم الأول بالإقبال النسائي لمختلف الشرائح العمرية، حيث احتلت طوابير النساء أمام مراكز الاقتراع في مختلف المحافظات مشهد الصدارة.

من جهة أخرى، وقعت اشتباكات في عدة محافظات بين قوات الأمن وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى، في حين أطلقت دار الإفتاء المصرية فتوى، أكدت فيها أن "الإدلاء بالصوت في الاستفتاء نوع من الشهادة"، مشددة على أنه لا يجوز منع الشاهد من الإدلاء بشهادته.

وتحركت جماعة "الإخوان" لإفساد الاستفتاء في عدد من المحافظات متهمة في بيان رسمي لها أجهزة الأمن باللجوء إلى التزوير.

الواقعة الأبرز في الصعيد سجلتها مدينة سوهاج، حيث قال مصدر أمني إن "ثلاثة من مؤيدي الجماعة قتلوا أمس في اشتباك مع قوات الأمن، كما أصيب 20 آخرون بينهم مأمور قسم بطلق وأمين شرطة سري".

محافظة الجيزة جنوب القاهرة شهدت أيضاً منذ ساعات الصباح الأولى محاولات لإفساد الاستفتاء ففي منطقة إمبابة الشعبية انفجرت عبوة ناسفة في مبنى محكمة إمبابة على بُعد أمتار من لجنة انتخابية دون سقوط قتلى أو مصابين، وفي منطقة "ناهيا" بالمحافظة ذاتها، تعاملت قوات الأمن بقنابل الغاز مع أنصار "الإخوان" الذين تجمعوا أمام اللجان لتوجيه الناخبين بالتصويت بـ"لا"، بينما شهدت مدينة الحوامدية قبل ساعات من بدء الاستفتاء اشتباكات بين مؤيدي الدستور وأنصار "الإخوان" ما تسبب في وقوع إصابات بطلقات نارية وخرطوش بين الطرفين، واستهدف مجهولون مقر قسم شرطة "أطفيح" فجر أمس دون وقوع خسائر.

في مدينة "المحلة الكبري" التابعة لمحافظة الغربية قال شهود عيان لـ"الجريدة" إن "الإخوان" افتعلوا مشاجرات ما أدى إلى إغلاق ميدان "الشون" عدة ساعات من دون وقوع إصابات، بينما أطلق ملثمون في الفيوم أعيرة نارية بمحيط كنيسة "الملاك ميخائيل" في مدينة سنورس.

وفي محافظة أسيوط أبطلت قوات الأمن عبوة ناسفة بدائية الصنع عليها عبارة "جماعة أنصار بيت المقدس"، بينما نظم العشرات من طلاب جماعة "الإخوان" في جامعة أسيوط وقفة لتحريض الطلاب على مقاطعة الاستفتاء.

وفي شمال سيناء، التي تعد أكبر معقل لجماعات الإرهاب المسلح انطلقت عملية الاستفتاء بهدوء حذر، حيث خرج عدد أقل من المتوسط من المواطنين في مدينة العريش وتزايدت تدريجياً في مركز "بئر العبد"، حيث بدت المشاركة النسائية متميزة بالأزياء البدوية وجاءت أعداد المواطنين قليلة في "الشيخ زويد" و"رفح".

الحكومة في الاستفتاء

شهدت عملية الاستفتاء في يومها الأول حضوراً لافتاً لكبار رجال الدولة منذ الصباح الباكر، بدأت بتفقد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي لجنة انتخابية في ضاحية "مصر الجديدة" في إطار متابعة خطة تأمين الاستفتاء، حيث استقبله مئات المواطنين بالهتاف والزغاريد.

وقال مصدر عسكري لـ"الجريدة" إن "السيسي تواجد قبل النزول إلى الشارع داخل غرفة عمليات وزارة الدفاع، بحضور رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي لمتابعة الاستفتاء ثم عاد إلى مقر غرفة العمليات، في الوقت الذي قام فيه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بتفقد عدد من اللجان في القاهرة والجيزة".

وبينما أدلى الرئيس المؤقت عدلي منصور بصوته في لجنة قُرب قصر الاتحادية الرئاسي، صوَّت رئيس الوزراء حازم الببلاوي في لجنة بضاحية "مصر الجديدة" ثم توجه إلى مقر مجلس الوزراء لمتابعة غرفة العمليات المجهزة بمركز المعلومات، وصوّت بابا الأقباط تواضروس الثاني في لجنة بمنطقة "العباسية" قرب مقر إقامته في الكاتدرائية المرقسية، بينما تأخر شيخ الأزهر أحمد الطيب عن التصويت في مقر إقامته بالأقصر جنوب مصر، بسبب تعرضه لوعكة صحية.

في السياق، قال التيار الشعبي إن مؤسسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي "لم يجد اسمه في كشوف الناخبين بعد أن توجه للإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية"، مضيفاً "بالبحث عن لجنته عبر موقع اللجنة العليا للانتخابات المشرفة على الاستفتاء تبين أن صباحي مدرج ضمن كشوف المصوتين خارج مصر وله حق الانتخاب ومسجل للتصويت في السعودية".

back to top