عضَّات القطط تسبب الكآبة
ما المشكلة؟ هل عض الهر يدك؟ بعد الاطلاع على السجلات الصحية لنحو 1.3 مليون شخص طوال عشر سنوات، اكتشف الباحثون رابطاً غريباً بين عضات القطط والكآبة.
تبيّن أن أكثر من 41% ممن قدِموا إلى المستشفى لتلقي العلاج نتيجة عضة قط تلقوا أيضاً العلاج لإصابتهم بالكآبة في مرحلة ما. علاوة على ذلك، اتضح أن 86% ممن تعرضوا للعض وعانوا الكآبة كانوا نساء. لذلك، إن كنت امرأة وتعرضت لعضة قط، يبلغ احتمال تشخيص إصابتك بالكآبة في مرحلة ما 50%، وفق هذه الدراسة.لا شك في أن هذه خلاصة محيرة، فما السبب؟ لا يعرف الباحثون الجواب يقيناً، إلا أنهم يشيرون إلى بعض الأسباب المحتملة.
أولاَ، يعتبر مَن يعانون الكآبة عادةً أكثر ميلاً إلى امتلاك قطط، ما يجعلهم أكثر عرضة لعضتها ممن لا يقتنون قططاً. يذكر الباحثون في مجلة PLOS ONE: {تتوافر أدلة كثيرة تُظهر أن لامتلاك الحيوانات الأليفة فوائد صحية عدة من الناحيتين الجسدية والعقلية. على سبيل المثال، تبيّن أن امتلاك الحيوانات الأليفة يحدّ من ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الإجهاد الفكري بفاعلية أكبر من الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم. كذلك تقدّم الحيوانات الأليفة دعماً اجتماعيّاً كبيراً. فقد ذكرت دراسة في سويسرا أن القطط قد تحسن مزاج مَن يعيشون وحدهم. نتيجة لذلك، يكون مرضى الكآبة، وخصوصاً النساء، أكثر ميلاً لامتلاك قطط أليفة.ثانياً، من الممكن أن مَن يعانون الكآبة يتصرفون بطريقة تدفع القطط إلى عضهم. يوضح الباحثون: {يعمد بعض الحيوانات الأليفة إلى العض كرد فعل على تغير حالة مالكيها العقلية أو معدّل تفاعلهم. على سبيل المثال، يتفادى مرضى الكآبة عادة النظر إلى العينين أكثر ممن لا يعانون هذه المشكلة. لكن بعض الحيوانات، مثل الكلاب والأحصنة، يتفاعل مع سلوك الإنسان الاجتماعي، مثل الحركات، النظرات، والتركيز. حتى القطط تتفاعل مع حركات الإنسان ونظراته. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن نوع النشاط الذي يقوم به المشارك في الاختبار يؤثر كثيراً في سلوك القط. لكن الاحتمال {الأكثر غرابة} يبقى أن مالكي القطط يكونون عادةً أكثر عرضة لالتقاط طفيلي المقوسات القندية. وتشير الدراسات إلى أن هذا الطفيلي الذي تحمله القطط وينتقل عبر برازها قد يؤدي إلى تغييرات في دماغ الإنسان المصاب. يذكر الباحثون: {ارتبطت هذه العدوى بالعنف ضد الذات، فضلاً عن ارتفاع نسبة الانتحار بين النساء. كذلك يوضح بعض التقارير أن أنواع السيتوكين المسببة للالتهاب التي تُطلق خلال الإصابة بطفيلي المقوسات القندية في الدماغ قد تؤدي إلى الكآبة في حالة بعض المرضى.لا شك في أن هذه التوقعات كافة لا توضح هذا الرابط بشكل حاسم. ولكن بغض النظر عن ذلك، كتب العلماء أن من المنطق إخضاع مرضى عضات القطط لفحص بغية تحديد ما إذا كانوا يعانون الكآبة، وخصوصاً إن كانوا نساء.وفي أخبار متعلقة بطفيلي المقوسات القندية، عُثر على هذا الطفيلي في الحوت الأبيض، ما قد يكون له انعكاسات خطيرة على الإسكيمو الذين يقتاتون به.وفي أخبار متعلقة بعضات القطط، أظهرت دراسة جديدة أنها تكون عادةً أكثر خطورة مما اعتقد العلماء سابقاً. فقد اضطر أكثر من ثلث من تعرضوا للعض للإقامة في المستشفى أكثر من ثلاثة أيام.