غياب الإفصاح عن صفقة «أمريكانا» يربك «البورصة»

نشر في 14-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 14-08-2014 | 00:01
• الإدارة تنفي ثم تجتمع مع «صافولا» لتعرض عليها الاستحواذ!

• هيئة الأسواق طلبت إيقاف السهم... وإدارة البورصة تباطأت

سادت حالة من الارتباك والفوضى المساهمين والمتداولين المهتمين بسهم «أغذية» والاسهم المرتبطة بها بعد الإفصاحات المتعلقة بالشركة والتي تمت خلال هذا الاسبوع؛ فهل ستُباع الشركة أم لا؟

فقد أعلنت «مجموعة صافولا» أمس انها بدأت مفاوضات أولية مع الشركة الكويتية للأغذية (أمريكانا) حول دراسة الاستحواذ عليها، مؤكدةً أن المفاوضات لم تسفر حتى اللحظة عن أي تطور جوهري يستلزم الإفصاح عنه.

وقالت في بيان لها على «تداول» إنها قامت بحضور عرض مرئي (Road show) لإدارة شركة أمريكانا تضمن العرض فرصة لاستكشاف ودراسة الاستحواذ على «أمريكانا»، كما قامت، في هذا الخصوص بتوقيع اتفاقية للمحافظة على سرية المعلومات (NDA).

ويأتي هذا الإفصاح من «صافولا» بعد الخبر الذي نشرته وكالة «بلومبيرغ» أمس الأول وكشفت من خلاله عن أن «صافولا» أحد المتنافسين للاستحواذ على «أمريكانا» الكويتية بـ5 مليارات دولار.

هذا ما تم في السوق السعودي، أما في سوق الكويت للأوراق المالية، وهو السوق المدرجة فيه «أمريكانا»، فلم يحتو على أي معلومة من هذه المعلومات إطلاقاً، فقد أفصحت «أمريكانا» بداية الاسبوع الحالي في موقع البورصة عن عدم علم إدارة الشركة بالخبر الذي نشرته إحدى الصحف المحلية نقلاً عن صحيفة «وول ستريت جورنال»، ان شركتي «كي كي آر» و»سي في سي» تتعاونان في عرض استحواذ على «امريكانا»، وهذا ما صرّحت عنه الشركة، وهو ما يجعلنا نسجل عددا من الملاحظات:

1- حتى الآن، ورغم إفصاح «مجموعة صافولا» الصريح والذي ذكر بالاسم «أمريكانا» فيه، فإن الشركة لم تقم بالإفصاح عن هذا الاجتماع حتى الآن، كما أن إدارة السوق يبدو أنها لم تقم بدورها المطلوب في هذا الأمر!

2- الواضح من إفصاح «صافولا» أن العرض المرئي كان مقدماً من «أمريكانا» نفسها وليس «صافولا»، وهو ما ما يعني تناقضاً في تصريحاتها الرسمية، فما بين إفصاحها في بورصة الكويت الأحد الماضي الموافق 10 اغسطس وإفصاحها أمس الأربعاء الموافق 13 أغسطس، 3 أيام فقط، أي أنها نفت ثم اجتمعت مع «صافولا»!

3- صرّح رئيس مجلس إدارة «أمريكانا» مرزوق الخرافي - ممثل المالك الرئيسي؛ شركة الخير للأسهم والعقارات وأحد قيادييها - في الجمعية العمومية الأخيرة للشركة في أبريل الماضي أنه لا نية لبيع الشركة، وما الأخبار اللاحقة لهذا التصريح من مفاوضات للبيع إلا نقضاً لهذه التصريحات، وأيضاً دون تحرك من إدارة البورصة حول هذه التصريحات التي تربك المساهمين والمتداولين.

4- كلّما انتشر خبر يفيد بمفاوضات لبيع الشركة، يأتي رد إدارة الشركة سريعاً بأنها لا تعلم شيئاً عن هذا الأمر، وهو أمر يخص الملاّك ولا علاقة لها به، وهذا الأمر لا يقتصر على «أمريكانا» وحدها بل ان الأمر مستمر منذ سنوات ويشمل غالبية الشركات المدرجة، فكلّما سألت إدارة شركة ما عن مثل هذه الأخبار كان الرد مشابهاً، «الأمر لا يخص الإدارة التنفيذية بل يخص الملاّك ولا علم لنا»، رغم أن هذه الإدارات تمثل الملاّك أنفسهم، بل ومنها من هم قياديون في هذه المجموعات الاستثمارية والعائلية!

5- إفصاح «صافولا» يشير إلى أن الاجتماع وحضور العرض المرئي تم مع «إدارة أمريكانا»، فكيف إذاً تنفي هذه الإدارة علمها بالأمر وتؤكد عدم تدخلها في أمور بيع حصص في الشركة لأنها تعني الملاّك، وتقوم هنا بعرض للبيع؟

وعلمت «الجريدة» من مصادر مطلعة ان هيئة اسواق المال طلبت امس ايقاف سهم «اميركانا» عن التداول، إلا أن ادارة سوق الكويت للأوراق المالية تباطأت، ولم تواكب تنفيذ هذا القرار، مما زاد من ربكة التعاملات في البورصة، مشيرة الى ان إيقاف السهم سيتم اليوم منذ بداية التعاملات.

back to top