ما هو نزيف الدماغ؟
عرف أطباء نزيف الدماغ بأنه أحد أنماط النزيف الداخلي الذي يحدث داخل الأنسجة الدماغية، مما يهدد حياة المصاب، حيث يتسبب في تلف الخلايا الدماغية، ويحدث بين الدماغ وأحد أغشيته بين الأغشية الدماغية، أو بين الجمجمة والغلاف الدماغي.وفي هذا الصدد، يشير د. ماهر منصور اختصاصي جراحة المخ والأعصاب في مستشفى دار الشفاء إلى أهم الأسباب المؤدية إلى نزيف الدماغ، وأعراضه، وطرق تشخيصه وعلاجه، بالإضافة إلى كيفية الوقاية منه.
وأوضح د. منصور في تصريح لـ"الجريدة" أن الإصابة بالنزيف الدماغي ترتبط بعدد من العوامل منها ارتفاع ضغط الدم، واستخدام العقاقير الدوائية المضادة لتخثر الدم، واضطرابات الدم، والأورام، والتعرض لحادث يؤثر في الرأس، إضافة إلى انتفاخ أو ضعف الجدران الشريانية، والتشوهات الوريدية الشريانية.وأشار إلى أن علامات وأعراض النزيف الدماغي تظهر بشكل مفاجئ، وتختلف باختلاف موقعه على النحو التالي: الصداع والتقيؤ والغثيان، الخمول والارتباك، الخدران والضعف المفاجئ في الوجه، والقدم واليد وغالباً في جانب واحد، فضلا عن فقدان الوعي، وفقدان البصر المؤقت. وأكد أن النزيف الدماغي يحدث في 1- 20 شخصاً من كل 100.000 شخص، ويشكل 5 في المئة من حالات الجلطات الدماغية.التشخيصوقال د. منصور، إن "الوسائل التشخيصية للنزيف الدماغي متعددة، وتهدف إلى تحديد حجم وموقع النزيف كالتالي: CT التصوير المقطعي المحوسب للأوعية الدموية، الذي يعد الفحص الأساسي الذي يُجرى في الحالات التي يشك فيها أنها نتجت عن نزيف (CTA) تصوير الأوعية الدموية، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)". العلاجفأما عن العلاج فقال اختصاصي جراحة المخ والأعصاب في مستشفى دار الشفاء، إن "علاج النزيف الدماغي قد يشمل عدداً من التدابير العلاجية التي تهدف إلى وقف النزيف والتخلص من التجلط الدموي، وتخفيف الضغط الدماغي".ولفت إلى أن التدابير العلاجية تتمثل في ما يلي: استخدام جهاز (ICP) لمراقبة الضغط الدماغي، والتخلص من السائل النخاعي المتراكم في البطينات الدماغية، والتدخل الجراحي للتخلص من الخثرة الدموية أو مسبب النزيف (الورم أو التشوه الشرياني الوريدي)، للحد من استمرار النزيف وتخفيض الضغط عن المخ، إضافة إلى العقاقير الدوائية للسيطرة على ارتفاع الضغط الدماغي وتعديل سيولة الدم إذا كان المريض سيتناول مضاد التخثر، والعقاقير الدوائية المضادة للاختلاج، والستيرويدات القشرية أو مدرات البول للتخلص من التورم.الوقايةوأشار د. منصور إلى أن النزيف الدماغي هو حالة خطيرة تسبب السكتة وفقدان الوظائف الدماغية، لذلك يجب الوقاية من كل مسبباتها قدر الإمكان، لافتاً إلى أن الإجراءات الوقائية للإصابة بالنزيف الدماغي متعددة، نظراً لارتباطه بعدد من عوامل الخطر كالتالي: السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وتجنب التدخين، وتجنب المخدرات التي تزيد فرصة النزيف الدماغي.وذكر أن من أهم العوامل التي يجب مراعاتها السيطرة على ارتفاع ضغط الدم من خلال المواظبة على أخذ العلاج الدوائي، واتباع النصائح الغذائية، وممارسة الرياضة المنتظمة، كما يجب الحرص على مراجعة الطبيب بشكل دوري، وإن لم يكن هناك عوارض ارتفاع الضغط.