بلا سقف : قليل من التطوير لا يضر!

نشر في 07-01-2014
آخر تحديث 07-01-2014 | 00:01
 محمد بورسلي من المعلوم أن متابعة مباريات مسابقاتنا المحلية تعد سبباً رئيسياً لارتفاع نسبة الحموضة في المعدة، ولا يلام المشاهد الكويتي المثقف والشغوف بكرة القدم إن قرر هجران الدوري المحلي والتوجه نحو متابعة الدوريات الخليجية والأوروبية، فليست هناك أي عوامل جذب بإمكانها أن تجبره على إضاعة ساعة ونصف إلى ساعتين من يومه في متابعة مباريات أقل ما يقال عنها إنها "تلوث بصري" بمعايير كرة القدم الحديثة.

ولا ينحصر تردي دوريّنا في انخفاض المستويات الفنية للفرق عموماً، أو انحصار المنافسة بين فريقين إلى ثلاثة فرق إلى أبعد تقدير، بل إنه يمتد ليشمل كل الجوانب المصاحبة للمسابقة، بدءاً من بيئة الملاعب السيئة وصولاً إلى النقل التلفزيوني البدائي، وما بين نقطتي البداية والنهاية، يتوفر حيز كاف لوضع القول الدارج "عد وخربط" في جملة مفيدة.

التطوير في الكرة الكويتية يسير بسرعة "الحنطور" ونمطية خطاب مسؤولي اتحاد الكرة هي ذاتها لا تتغير ولا تتبدل أبداً، ففي كل مناسبة وفي كل حوار يفتح حول أعمال الاتحاد، تتكرر نفس الأسطوانة المشروخة التي سئمنا سماعها، إذ يطرب طاقم الاتحاد بالحديث إما عن تجميد الدعم المالي من جانب الحكومة، أو عن نجاحه التسويقي الباهر في جلب عقد رعاية "مليوني".

وعلى ذكر أموال الرعاية، لا أرى بعد انتصاف الموسم الحالي أي انعكاس لحالة الرغد والبحبوحة المالية التي يعيشها اتحاد الكرة على الدوري، حيث لم يطرأ على شكل المسابقة أي لمحة تطويرية تستحق الذكر، باستثناء لوحة إعلانية جامدة منصوبة في منتصف الملعب، هذا إذا ما اعتبرنا اللوحات الإعلانية نوعاً من أنواع التطوير!

كتبت في مقال سابق أن طريق "التطوير الشامل" لمنظومة كرة القدم الكويتية لابد أن يمر بدهاليز السلطتين، التنفيذية والتشريعية، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة إعفاء الاتحاد من القيام بدوره الجزئي في عملية التطوير، إذ تنص القاعدة الفقهية على أن: "ما لا يدرك كله، لا يترك جله" ومفادها عدم ترك الكل بحجة العجز عن البعض، ومن ضمن التحسينات الجزئية التي يمكن إضافتها على مسابقة الدوري - دون الحاجة إلى "قرار سياسي"- وضع لائحة متطورة لانتقالات اللاعبين تنسخ نظام التعاقدات الجامد والمتبع محلياً منذ "سنة الهدّامة"، ولا أجد أي مبررات منطقية تمنع اتحاد الكرة من اتخاذ مثل هذا الإجراء الذي من شأنه أن يغير شكل المنافسة في الدوري ويمكّن الأندية من تحسين أوضاعها الفنية عبر تدعيم صفوفها بخيارات محلية أكثر فائدة وأقل كلفة من الأجانب الذين هم في الغالب (مقالب).

في السعودية والإمارات وقطر، أسهم فتح باب الانتقالات المحلية بين الأندية في جعل فترة "الميركاتو" الشتوي الفترة الأنشط من عمر الموسم الكروي، كما أسهم أيضاً في تأسيس نظام مالي "تكافلي" بين الأندية بحيث تتوفر للأندية المتوسطة والمحدودة الدخل مداخيل مالية إضافية من خلال طرح نجومها للمزايدة بين الأندية الغنية، وفي عمان والبحرين اختلفت الصورة، وعلى الرغم من كون تواضع الإمكانات المادية للأندية عاملاً مشتركاً بين البلدين، إلا أن شح المادة لم يمنع مسيّري اللعبة من استخدام عقولهم وابتكار سياسة تصدير اللاعبين التي أثبتت نجاحها بعد أن انعكست إيجابياً على مستوى المنتخبين البحريني والعماني اللذين شهدا حقبة تطور غير مسبوقة.

أما في الكويت، فقد جرت العادة أن تتم صفقات انتقال اللاعبين على طريقة صفقات "مزاين الإبل" وأظنها ستستمر كذلك، مادمنا نصرخ كما نشاء، ويفعل المسؤول ما يشاء ولا عزاء للآملين.

قفّال:

في الأسبوع الأول من العام الجديد، أبتهل إلى الله أن يخلص رياضتنا من كل مسؤول بليد...

back to top