مراهقة واثقة من نفسها تتحوّل إلى فتاة تائهة في Carrie

نشر في 31-10-2013 | 00:02
آخر تحديث 31-10-2013 | 00:02
جلست على أريكة في شقة مميزة في منطقة {ويست هوليوود}. وكانت ترتدي سروالاً ضيقاً من الجلد وسترة قطنية رمادية اللون. من الممكن أن تنجح كلوي غريس موريتز في غزو العالم في المستقبل القريب.
أعربت كلوي غريس موريتز البالغة من العمر 16 سنة عن المهارات والجرأة ذاتها التي عكستها البطلة الخارقة الصغيرة وإنما الجريئة «هيت غيرل» في فيلمَي Kick-Ass. لكن براءتها لا تزال واضحة. تضحك موريتز بسهولة وتعشق كلمة {صديقي}. ولكن عندما ينتقل الحوار إلى مسيرتها المهنية، تتحول إلى فتاة جدية تعبّر بمهارة عن أهدافها المهنية بقناعة إستراتيجي ماهر يخطط للاستيلاء على شركة. وعندما تتكلم، تنظر مباشرة إلى عينيك.

حتى سيرتها الذاتية على موقع {تويتر} تحمل رسالة قوية، تنصح فيها متتبعيها الذين يتجاوزون السبعمئة والخمسة والعشرين ألفاً {بالاستمتاع بحياتهم إلى أقصى حد وعدم الاستسلام}.

لكن هذه الثقة الفطرية كادت أن تشكل عقبة تمنعها من نيل الدور الرئيس في مشروع إعادة تصوير Carrie، نظرة جديدة إلى رواية ستيفن كينغ التي نُقلت إلى الشاشة أول مرة عام 1976.

قدمت هذه الممثلة تجربة أداء دامت 11 ساعة قبل أن تُختار لتؤدي دور كيري، فتاة تتعرض للتنمر فتطلق قدراتها على تحريك الأشياء بعد أن تُرمى بدماء حيوان خلال حفلة التخرج في المدرسة الثانوية.

ذكرت موريتز في بعد ظهر أحد أيام شهر سبتمبر الماضي: {عشت حياة مليئة بالحركة والتجارب عندما كنت صغيرة. صحيح أنني وكيري في سن متقاربة، إلا أن هذا لا يعني أنني ضعيفة مثلها أو بريئة بقدرها. كان علي أن أبرهن عن ثقتي بنفسي وقوة شخصيتي}.

يُدخل فيلم Carrie الجديد، الذي أخرجته كيمبرلي بيرس (Boys Don’t Cry)، رواية كينغ إلى عصر الكمبيوتر والتنمر من خلال الإنترنت. وقد شكّل الفيلم اختباراً للمخرجة والممثلة على شباك التذاكر التجاري.

أدوار مساندة

يشكّل هذا الفيلم المصنف للبالغين، والذي أنتجته شركتا MGM وScreen Gems، عمل بيرس الأول منذ خمس سنوات، منذ أن لقي فيلمها عن حرب العراق Stop-Loss عام 2008 انتقادات إيجابية، إلا أنه لم يحقق أرباحاً كبيرة على شباك التذاكر.

كذلك يتيح Carrie لموريتز أداء أول دور رئيس لها في فيلم غير مستقل، مع أن الممثلة تعمل بدأب على تقديم أدوار أكثر نضجاً.

تشمل مسيرتها المهنية أدواراً مساندة في أفلام مثل Hugo لمارتن سكورسيزي

وDark Shadows لتيم بورتن، فضلاً عن مشاريع مستقلة مثل Texas Killing Fields و500 Days of Summer.

أخبرت موريتز أنها كانت في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها حين شاهدت فيلم Carrie لبريان ديبالما، الذي منح الممثلة سيسي سباسيك أول ترشح لها لجائزة الأوسكار واعتُبر أحد أهم أفلام التشويق في تاريخ السينما، وفق المعهد الأميركي للأفلام.

لكن هذه الممثلة، التي كانت تصوِّر آنذاك قصة مصاصة الدماء العنيفة Let Me In، لا تذكر أن هذا الفيلم أزعجها أو أخافها. أوضحت: {ترعرعت في عهد أفلام روب زومبي المخيفة}. وقد شددت على كلمة {مخيفة} لتؤكد فكرتها. ثم أضافت: {صحيح أن أفلام ديبالما مخيفة، إلا أنها ليست عالية الجودة لأن المخرجين ما كانوا يملكون المال الذي يُمنح لهم اليوم لجعل المشاهد تبدو واقعية. أخاف قصص المجانين الحقيقيين. فلا أظن أنني سأخنقك بواسطة قواي}.

على غرار الرواية الأصلية، تظهر قوى كيري في الفيلم الجديد مع بداية دورتها الشهرية.

يبدأ الفيلم مع دخول المراهقة الخجولة، التي لا تحاول التأقلم مع تصرفات أمها المتوحدة الغريبة الأطوار التي تحتجزها عادةً في خزانة الصلاة فحسب، بل أيضاً مع مضايقات مجموعة من الطلاب المحبوبين في المدرسة، صالة الاستحمام بعد حصة الرياضة، حيث تبدأ دورتها الشهرية الأولى.

ولكن بدل مساعدة تلك الفتاة الخائفة، التي لا تعرف ماذا يحدث لها، تبدأ الطالبات الأخريات برشقها بالفوط الصحية. وتتطور الأحداث بعد ذلك لنصل إلى خدعة حفلة التخرج التي تدفع كيري إلى استخدام قدراتها الخارقة الحديثة العهد للانتقام.

بهدف مساعدة موريتز على فهم نفسية كيري الهاشة، تحدثت بيرس طوال ساعات إلى كيري عن مشاكلها في سن المراهقة، حتى إنها اصطحبتها إلى ملاجئ للنساء كي تتمكن من التكلم مع نساء عانين مشقات صعبة خلال حياتهن.

تذكرت بيرس: «قلت لها: سرت مرات عدة على السجادة الحمراء، وعملت مع تيم بورتن ومارتن سكورسيزي. وهذا ممتاز بالتأكيد. حققت نجاحاً واسعاً، لكن هذا مناقض تماماً لما نحتاج إليه. لا أريد أن تظهري بمظهر الفتاة الذكية بل المرأة المحطمة».

علاوة على ذلك، خصصت بيرس فترة تدرب دامت أسابيع في تورنتو السنة الماضية قبيل بدء التصوير. وخلال تلك المرحلة، وطدت علاقتها بجوليان مور، التي تؤدي دور والدة كيري المتدينة والمضطربة عقليّاً، مارغريت.

قالت موريتز: «أكن لها (مور) كل الاحترام، لأنني أتعلم منها الكثير. كنا أحياناً ننفجر بالضحك لأننا نقوم بأغرب ما قد يخطر على بالك. نخوض حوارات مجنونة، ومن ثم نبدأ البكاء والاقتتال».

ممثلون جدد

باستثناء مور والممثلة دودي غرير، التي تؤدي دور مدرسة الرياضة المتعاطفة مع كيري، يضم طاقم الفيلم ممثلين حديثي العهد نسبيّاً، بمن فيهم بورشا دابلداي في دور الفتاة الشريرة كريس، العارضة البريطانية غابرييلا وايلد في دور سو سنيل الأكثر لطفاً، وأنسيل إلغورت في دور صديقها تومي (سيشارك إلغورت في فيلمين قريبين مقتبسين عن روايتين تتحدثان عن شبان، Divergent وThe Fault in Our Stars، وسيصدران كلاهما عام 2014).

صحيح أن موريتز تُعتبر واسعة الخبرة في فريق العمل هذا، غير أنها وصفت تصوير الفيلم بالمتعب. وشكرت أمها وأحد إخوتها الأكبر سنّاً اللذين بقيا إلى جانبها وساعداها خلال هذه المرحلة. أوضحت: «كنت أعود إلى المنزل من التصوير وأنا مستنفدة. كان علي تقمص شخصية كيري طوال 18 ساعة، علماً أن هذه المنطقة الأكثر ظلماً وسوداوية وميلاً إلى الانتحار في شخصية الإنسان. من الصعب تقمص هذا الدور طوال اليوم. كنت أنظر إلى المرآة وأفكر أنني لا أعلم مَن أكون راهناً».

أخبرت بيرس: «تفاجأت حين لاحظت كم نضجت كلوي. أعتقد أن هذا أمر مذهل. أثار هذا التطور قلقي. أردتها أن تنضج، وأن يظهر ذلك على الشاشة. وهذا ما حدث بالفعل».

بدأت موريتز مسيرتها المهنية في مجال أفلام الرعب. فشاركت في إعادة تصوير فيلمThe Amityville Horror عام 2005. ولكن مع نزول {كيري} إلى صالات السينما (تحسنت فرص نجاحه بفضل فيلم قصير مدته دقيقتين، لاقى رواجاً كبيراً، وتظهر فيه شابة تدمّر مقهى بالتحكم عن بعد)، تبدو هذه الممثلة مستعدة لأداء أدوار درامية أكثر قوة.

سافرت موريتز أخيراً إلى لويزيانا لتصور فيلم Dark Places المقتبس من رواية غيليان فلن إلى جانب تشارليز ثيرون وكريستينا هندريكس. ومن المقرر أن تشارك في فيلم If I say عن شابة تتورط في حادث سيارة مميت.

بالإضافة إلى ذلك، انتهت موريتز من تصوير The Equalizer للمخرج أنطوان فوكا (وهو مقتبس من مسلسل تلفزيوني يحمل الاسم ذاته ويؤدي فيه دور البطولة دنزيل واشنطن) وSils Maria للمخرج المستقل أوليفيه أساياس (مع كريستن ستيورت وجولييت بينوش).

أوضحت موريتز: {أعتقد أنني أستطيع أداء هذه الأدوار القاتمة كافة وأنني لا أنزعج من هذه السوداوية لأنني لا أعيش حياة مضطربة. على العكس، حياتي طبيعية جدّاً. لدي عائلة محبة، وعشت طفولة مفرحة}.

back to top