برلين غاضبة من التجسس الأميركي

نشر في 12-07-2014 | 00:06
آخر تحديث 12-07-2014 | 00:06
No Image Caption
ميركل لا تتصل بأوباما... وبوتين يدخل على خط الأزمة
لاتزال فضيحة التجسس الجديدة، وهي الثانية من نوعها بين واشنطن وبرلين، تتفاعل. وعبّرت السلطات الألمانية عن غضبها بعد الكشف عن "جاسوسين" يعملان لمصلحة واشنطن، وذلك بعد أشهر من الكشف عن تنصت الاستخبارات الأميركية على المستشارة أنجيلا ميركل.

وإلى جانب الغضب الشعبي المتصاعد، ودخول النخب الألمانية في نقاشات مفتوحة بشأن جدوى علاقات التحالف والصداقة مع واشنطن، حرصت السلطات الألمانية على إظهار أن القضية لن تحل هذه المرة بمجرد وعود كتلك التي تلقتها من واشنطن عقب فضيحة التنصت.

وشددت السلطات الألمانية أمس على ضرورة مغادرة ممثل جهاز الاستخبارات الأميركية في سفارة الولايات المتحدة أراضيها في أقرب وقت، بعد أن اتهمته بتشغيل ألمانيين أحدهما موظف في جهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي)، والآخر في وزارة الدفاع الألمانية، للتجسس على ألمانيا لمصلحة الاستخبارات الأميركية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شايفر، إن "مطالبة برلين للمسؤول الأميركي بالرحيل مجرد صياغة مهذبة، ولكن في الواقع الأمر يرقى إلى أمر واضح بالمغادرة، دون أن يصل إلى حد إعلانه شخصاً غير مرغوب فيه، الأمر الذي من شأنه أن يجرده من صفته الدبلوماسية".

من ناحيته، أكد المتحدث باسم ميركل شتيفن زايبرت أنه لم يكن هناك أي اتصال بينها وبين الرئيس باراك أوباما منذ إعلان طرد المسؤول الأميركي، مضيفاً أنه ليس من المقرر إجراء أي اتصال في الوقت الحالي، ومشدداً على أن الحكومة الألمانية تتوقع أن يغادر المسؤول الأميركي ألمانيا "في أقرب وقت".

وطالب وزير العدل الألماني هايكو ماس الولايات المتحدة بالكشف عن أنشطتها التجسسية ضد بلاده ووقفها بشكل كامل.

وأكد ماس ضرورة أن تكون هناك عواقب مترتبة على هذه القضية، "لأن التجسس والصداقة لا يتناسبان مع بعضهما"، مضيفاً: "علينا أن نوضح لهم (الأميركيين) أننا لا يسري لدينا قانون الأقوى بل يسري عندنا قوة القانون، وإذا لم يلتزموا بالقواعد السارية فسيجري تحقيق جنائي ضد من يسمون بالأصدقاء، والشيء نفسه سينطبق على من كلفهم بذلك، فالذي لا يلتزم بالقانون الألماني ستتم معاقبته".

من ناحيته، أبدى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير تأييده لوضع بداية جديدة في العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة.

وقال شتاينماير أمس: "نريد إعادة تنشيط شراكتنا وصداقتنا على قواعد صادقة، ونحن جاهزون. هذه ستكون الرسالة التي سأوصلها إلى نظيري الأميركي جون كيري حين أقابله نهاية الأسبوع الجاري في فيينا".

ويعتزم شتاينماير عقد لقاء مع كيري على هامش المفاوضات النووية مع إيران. وأكد أن العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا لابد أن تبنى على أساس الثقة والاحترام المتبادل. وأوضح أن وجود شراكة قوية بين جانبي الأطلسي أمر مهم على نحو خاص في الوقت الحالي نظراً للأزمات الدولية.

ودخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خط الأزمة، وقال في مقابلة مع وسائل إعلام روسية نشرت أمس، إن "التجسس بين الحلفاء والشركاء ليس خطأ ونفاقاً فحسب. إنه هجوم مباشر على سيادة الدولة، وانتهاك لقوانين حقوق الإنسان، وتدخل في خصوصية الأشخاص".

وأعلن بوتين استعداده لتطوير "نظام يضمن أمن المعلومات"، معتبراً أن عمليات المراقبة الإلكترونية التي تقوم بها الولايات المتحدة في العالم بأسره تنم عن "خبث واضح".

(برلين، موسكو- أ ف ب، رويترز د ب أ)

back to top