محاضرة عن الفن المعماري الأموي في دار الآثار الإسلامية
نظمت دار الآثار الاسلامية أمس، ضمن موسمها الثقافي الـ19، محاضرة بعنوان «مظاهر بدايات العصر الاسلامي... الفن المعماري في الدولة الأموية»، قدمها ثيودور فان لون، الذي يتابع دراسته لنيل شهادة الدكتوراه في هذا التخصص من جامعة بنسلفانيا الاميركية.واستهل فان لون محاضرته بفكرة التجربة والذاكرة البصرية للمباني والعمارة عموما وأهميتها في ترك الانطباعات المختلفة وثقافة العصر ورقيه، موضحا انه «رغم اتهام العمارة في العصر الأموي بتقليد الفنون والاساليب والاشكال من الحضارات التي سبقتها، مثل البيزنطية مع تغييرات بسيطة لكنها تميزت بفهم عميق لأهمية التجربة البصرية والفنية».
وتناول أبرز المباني في العصر الأموي، ومنها مسجد قبة الصخرة في القدس، الذي بناه الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان، والتجربة البصرية المتمثلة في قبته الذهبية التي تقترب من النمط البيزنطي المسيحي، اضافة الى مميزات اضافية مستمدة من العمارة الاسلامية، كالمئذنة والآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي اضيفت الى زخارف المبنى. وقال إن أهم التجارب البصرية والروحية تتمثل بنزول السلم داخل المسجد والمؤدي الى غرفة أو مغارة صغيرة تحتوي على قطعة من الحجر الأسود، وتتميز بطراز خاص، الى جانب الزخارف الاسلامية والفسيفساء التي تغطي المسجد من الداخل.وتطرق الى مبنى آخر من مباني الدولة الأموية، وهو قصر المشتى الواقع جنوب شرق العاصمة الاردنية عمان، والزخارف المحفورة في الحجر الجيري التي تعرض الآن في قسم الفنون الاسلامية لمتحف برلين، وأيضا ضمن مجموعة دار الآثار الاسلامية.وأشار فان لون الى العديد من الزخارف والعناصر الفنية التي تشبه إلى حد كبير الموجودة في مسجد قبة الصخرة، وتعكس العديد من التعاليم الاسلامية، متناولا أيضا القصر الاموي، وأعلى قمة جبل القلعة في عمان، والذي يتميز بأساسات رومانية قديمة قرب ما يسمى معبد هرقل الذي يعود الى القرن الميلادي الثاني.وبين أن هذا المبنى لا يحتوي على الكثير من التفاصيل والزخارف الموجودة في المباني الاخرى، رغم وجود رواسب النمط نفسه في المبنيين الآخرين، مرجحا أن يكون ذلك بسبب الهزات الأرضية العنيفة التي تعرض لها المبنى في القرن الثامن الميلادي.