حكمة غاندي وحذاؤه

نشر في 30-11-2013
آخر تحديث 30-11-2013 | 00:01
 محمد العويصي ذهبت امرأة مع طفلها الصغير لمقابلة غاندي حاكم الهند.

المرأة: عندي مشكلة مع طفلي، فهو مدمن على أكل السكريات بشراهة.

غاندي: عودي أيتها المرأة مع طفلك إلى بيتك وتعالي بعد أسبوعين.

تعجبت المرأة من كلام غاندي وامتثلت إلى أمره، وفي الطريق إلى بيتها أخذت تحدث نفسها لماذا لم يجد غاندي حلاً لمشكلة طفلي؟ ولماذا طلب مني العودة بعد أسبوعين؟ هل في الأمر شيء؟

وبعد أسبوعين حضرت المرأة مع طفلها حسب الموعد المحدد جلس غاندي أمام الطفل وأخذ يمسح على رأسه بحنان ولطف ثم قال له: توقف عن أكل السكريات لأنها مضرة بالصحة، اندهشت المرأة من نصيحة غاندي لطلفها!

المرأة: لماذا لم تقل نصيحتك لطفلي في الزيارة الأولى؟

غاندي: بما أني مدمن سكريات، فإني لا أستطيع أن أطلب من طفلك أن يتوقف عن أكلها وأنا آكلها!

خلال الأسبوعين استطعت أن أتوقف عن أكل السكريات، وبالتالي نصحت طفلك بألا يأكلها.

عزيزي المربي، إذا أردت أن تقدم نصيحة لتلاميذك أو أبنائك، فكن أولاً قدوة صالحة لهم لكي يقتدوا بك، فلا يصح أن تنصحهم بعدم التدخين وأنت مدمن تدخين!

حدثني أحد التلاميذ في المدرسة أنه سأل معلمه عن حكم تدخين السجائر... فأجابه المعلم بأن التدخين ضار بالصحة، ويسبب سرطان الرئة والكثير من الأمراض، وأيضاً غير جائز شرعاً... بعد فترة رأى التلميذ معلمه يدخن السجائر في غرفة المعلمين!

يقول الشاعر:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

يُحكى أن غاندي كان يجري بسرعة للحاق بالقطار، وقد بدأ القطار يتحرك... وعند صعوده سقطت من قدمه إحدى فردتي حذائه، فما كان منه إلا أن خلع الثانية ورماها بسرعة نحو الأولى على سكة القطار، تعجّب الركاب وسألوه ما حملك على ما فعلت؟!

ولماذا رميت فردة الحذاء الثانية؟

غاندي: أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما، فلو وجد واحدة فلن تفيده، ولن أستفيد أنا منها أيضاً.

موقف رائع لغاندي يدل على حسن تصرفه وذكائه وسرعة بديهته وتفكيره الإيجابي وإحساسه بالفقراء، فقد أدرك أنه لن يستفيد من فردة الحذاء الثانية، فرماها بسرعة إلى جوار الفردة الأولى لتكون من نصيب أحد الفقراء المارين في الطريق.

وبذلك يكون غاندي قد أدخل السعادة إلى قلب الفقير الذي وجد الحذاء، وصدق من قال السعادة في العطاء لا في الأخذ.

back to top