أرشيف المجلات الثقافية العربية... فسحة للحنين والقراءة

نشر في 24-02-2014 | 00:02
آخر تحديث 24-02-2014 | 00:02
أسست شركة {صخر لبرامج الحاسب الآلي والمعلومات} موقعاً أطلقت عليه {أرشيف المجلات الأدبية والثقافية العربية}، ويضم نسخاً إلكترونية من أعداد بعض المجلات التراثية والأدبية والعلمية الصادرة في: مصر، تونس، الكويت، الجزائر، سورية، المغرب، قطر، العراق، فلسطين ولبنان، من عام 1880 إلى عام 2000.
يضم {أرشيف المجلات الأدبية والثقافية العربية} 8.056 عدداً من المجلات و20.207 كتَّاب و1.010.822 صفحة، وفقا لما جاء في الموقع من معلومات. ومن أبرز المجلات: {أبوللو، الفكر المعاصر، الهلال، المنار، والمقتطف، أدب ونقد، فصول، شعر، الجامعة، العصور، الفكر، نوافذ، المعرفة، رسالة الأديب، المقدمة، أبواب، أدب، حوار، مواقف، المشرق...}.

 ثمة كثير من المجلات الرائدة والمؤثرة في تاريخ الثقافة العربية وثمة مجلات أخرى كانت عابرة أو من دون لمعة وبصمة واقتصر دورها على جوانب محلية في الدول التي صدرت فيها، أو هي غير معروفة ولم تكن متداولة كما يجب، ولم تحضر في السجال الثقافي ربما بسبب بعدها عن عواصم ميديا الثقافة العربية، ونخص بالذكر هنا بيروت والقاهرة.

والملاحظ من خلال استعراض الأرشيف أن لبنان ومصر هما المكان الحاضن للمجلات الثقافية الأكثر حضوراً، فثمة تشابك وتلاقٍ بين البلدين، ربما تأسس هذا الأمر منذ أيام القمع في زمن السلطنة العثمانية حيث هاجر كثير من الصحافيين والمثقفين والكتاب اللبنانيين، المسحيين خصوصاً، إلى مصر وأسسوا مجلات ودور نشر مثل أنطون الجميل الذي أسس مجلة {الزهور} بمشاركة أمين تقي الدين. أما {روز اليوسف}، فقد أسستها فاطمة محمد محيي الدين اليوسف، والدة الروائي إحسان عبد القدوس.... وفي الزمن الناصري وبسبب قمع حرية الرأي انعكست الآية، فحصل ما  يشبه هجرة الأقلام من مصر إلى بيروت، وتحولت المطبوعات اللبنانية منبراً لكثير من الكتاب المصريين.

ثغرات

لا شك في أن الموقع قام بجهد جبار في جمع أرشيف المجلات لتكون في متناول الأجيال الجديدة، لكن إذا تأملنا أرشفة المجلات اللبنانية نلاحظ ثغرات كبيرة في هذا المجال. يتضمن الموقع مجلة {شعر} التي اشتهرت بقصيدة النثر والحداثة وكان من بين أركانها يوسف الخال وشوقي أبي شقرا وأدونيس وأنسي الحاج، فيما تغيب مجلة {الآداب} الشهيرة التي كان يرأس تحريرها سهيل إدريس ورفعت شعار العروبة وكانت في مواجهة ثقافة {شعر}. ومن بين المجلات أيضاً {حوار} التي كان يرأس تحريرها الشاعر توفيق صائغ، أو {الكركدن المحاصر} الذي توفي في 3 يناير عام 1971 داخل المصعد وهو في طريقه إلى منزله في بيركلي في كاليفورنيا. وكالة {يونايتد برس} نعته كشاعر عربي مرموق ومحاضر في جامعة كاليفورنيا ورئيس تحرير مجلة {حوار} سابقاً، وعزت وفاته إلى ذبحة قلبية. وثمة من قال إنه عاش أزمة عندما علم أن {حوار} تلقت أموالاً من وكالة الاستخبارات الأميركية.

 تغيب مجلات كثيرة معروفة عن أرشيف {صخر} مثل {الطريق} التي توفي رئيس تحريرها محمد دكروب قبل مدة، و{المكشوف} لفؤاد حبيش و{المعرض} لميشال زكور، و{العرفان} لأحمد عارف الزين، و{الأحرار المصورة}... وغيرها.

تنوّع عربي

من مصر تحضر مجلات رائدة مثل {المقتطف} التي رأس تحريرها يعقوب صروف، و{الكاتب} لطه حسين، و{الهلال} التي كانت علامة على هجرة الثقافة اللبنانية إلى مصر فقد أسسها جرجي زيدان، بينما تغيب {اللطائف المصورة} التي أسسها  إسكندر مكاريوس.

 من فلسطين تحضر مجلتا {الكرمل} التي أسسها الشاعر محمود درويش و{مشارف} التي أصدرها الروائي إميل حبيبي، فيما تغيب {الدراسات الفلسطينية}.

ومن الكويت تبرز مجلة {العربي} باعتبارها إحدى علامات الثقافة الشعبية ولها أرشيفها الغني منذ عقود. انطلقت فكرة إصدارها عندما قررت الحكومة الكويتية نشر مجلة تعنى بالثقافة العربية تكون مدعومة مالياً من وزارة الإعلام الكويتية، وتم اختيار الدكتور أحمد زكي أول رئيس تحرير للمجلة وصدر العدد الأول في ديسمبر عام 1958. التحق للعمل بها أول الأمر عدد من الكتاب والصحافيين، من بينهم المصريان أوسكار متري وسليم زبال. تناولت المجلة منذ صدورها أبرز المستجدات العربية والعالمية في مناحي الحياة كافة، وشارك ويشارك في كتابة مقالاتها أبرز الأدباء والشعراء والعلماء والمفكرين العرب أمثال طه حسين، عباس محمود العقاد، نجيب محفوظ، نزار قباني، عبد الهادي التازي، إحسان عباس، يوسف إدريس، صلاح عبد الصبور، جابر عصفور، فاروق شوشة وغيرهم.

أهم ما في أرشيف المجلات الثقافية أنه سيكون فسحة للعودة إلى بنية الثقافة العربية والتأمل في ثقافة مجلات لا يعرفها الجيل الجديد من زمن النهضة، ليتعرَّف إلى مجلات كانت تحمل رسالة ويقارنها بمجلات تنادي اليوم بالفردية والتحرر من منطق الجماعة وثقافتها، في زمن لم يعد أمامنا سوى رثاء ما تبقى ما مجلات ثقافية، إذ غلبت ثقافة الإلكترونيات وما عداها من ثقافات ورقية، وصارت المجلات أشبع بأقنعة الحنين ومجرد وثائق متحفية.

عنوان الموقع

http://archivebeta.sakhr.com.eg/DefaultArchive.aspx

تعرف شركة {صخر} نفسها على موقعها الرسمي بأنها {واحدة من الشركات الرائدة في السوق بإنتاجها لتقنيات اللغة العربية المتقدمة وحلولها}. وبعد مرور أكثر من 28 عاماً من البحث والتطوير في مجال اللغويات العربية الحاسوبية، نجحت {صخر} في ترجمة أبحاثها في مجال المعالجة الطبيعية للغة في صورة برامج وحلول تجارية رائدة في مجالها. وفي أنحاء المنطقة العربية وخارجها، تستخدم الآن الحكومات والشركات تقنيات {صخر} في كثير من الصناعات لمعالجة، أي محتوى عربي لخدمة العصر الرقمي، تلك التقنيات التي حصدت جوائز عدة.

back to top