الإسلام دين السلام لا يأمر بالحرب إلا في حالة الضرورة

نشر في 19-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 19-07-2014 | 00:01
السماحة هي نقطة الارتكاز التي انطلق منها الإسلام، حتى يتمكن جميع الناس من العيش في كنفه، وأن سر انطلاق الإسلام سريعاً أنه احترم سائر الأديان السماوية، ووجوب الإيمان بجميع الرسل والكتب السابقة، كما يتضح بها موقف الإسلام من غير المسلمين في الحرب والسلم، لأنه دين كل الرسل.

هذا ما تناوله كتاب "الإسلام وموقفه من غير المسلمين" لمؤلفه رئيس جامعة الأزهر الأسبق الدكتور أحمد عمر هاشم، الذي تطرق من خلاله إلى موقف الإسلام من غير المسلمين في حالة الحرب، مؤكداً أن الإسلام هو دين السلام ولا يأمر بالحرب إلا في حالة الضرورة القصوى، ودفاعاً عن العقيدة والدين والأرض والعرض، كما أن الإسلام وضع للمسلمين ضوابط، وحدوداً لمعاملة غير المسلمين أثناء الحرب، فأمر بالحفاظ على أموال الغير، وترك الرهبان في صوامعهم دون التعرض لهم، ونهى عن الخيانة، كما نهى عن التمثيل بالقتلى، وعدم قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وعدم حرق النخيل والزروع.

ويتطرق الكتاب إلى تصوير سماحة الإسلام مع غير المسلمين والمساواة بين المسلمين وغيرهم في القضاء، امتثالاً لقوله سبحانه وتعالى: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (الممتحنة:8)، وكيف أن الإسلام رعى حقوق غير المسلمين ورعاية معابدهم وكنائسهم، وحرص عبر عصوره على القيام بما يحتاج إليه أهل الكتاب وفقراؤهم وهذه المعاملة تطلع العالم أجمع على أن الإسلام ربى أتباعه على التسامح والرحمة بجميع البشر مهما اختلفت عقائدهم وأجناسهم.

ويعرج الكتاب إلى موضع آخر لمجموعة من الضوابط والمحاذير للمسلم التي يجب أن يتحلى بها في الظروف الراهنة، وما تتعرض له البلدان الإسلامية من ثورات تستهدف الحق والعدل، وما ينتاب الشارع العربي من مشاعر غضب واستياء، ويدعو الكاتب إلى ضرورة تأكيد الإيمان بالله وتوثيق الصلة به، لأن النصر من عند الله، ولأن الله بشّر من ينصرون تعاليمه بأن ينصرهم: "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ" (الحج: 40)، كما دعا إلى وحدة الصف وعدم الفرقة أو الاختلاف، والعمل على تقوية الروح المعنوية، ومحاربة الشائعات المغرضة، والعمل على ترسيخ قواعد الوحدة الوطنية والحفاظ على دور العبادة وألا يتعرض أحد بسوء إلى الكنائس ولا إلى المساجد، وإشاعة المودة والعدل مع إخواننا غير المسلمين الذين يعيشون معنا فوق أرض واحدة.

وألقى الدكتور هاشم اللوم على الخطاب الديني في مواجهة هذه الأخطار، وأدى تراجعه إلى العديد من المشكلات التي نواجهها، ووضع المؤلف أيضاً ضوابط لهذا الخطاب تمحورت في ضرورة أن يتبنى هذا الخطاب توثيق الناس صلتهم ببعضهم فيتحابون ويتضامنون، فلا يحمل أحد حقداً ولا كراهية لأخيه، لأن هذا العنصر هو العمود الفقري في تأسيس الدولة الإسلامية بعد الهجرة النبوية، ويأتى دور المسؤولين في تحقيق تعاليم الإسلام بتطبيق العدالة، وقال تعالى: "وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ" (الأنعام: 152)، فواجب الخطاب الديني أن يكثف الدعوة لتوجيه المسلمين إلى إحقاق الحق وتنقية الأجواء، ونشر القيم الدينية والمثل الخلقية، التي جاء بها القرآن والسنة، حتى يتم الوفاق بين المجتمع، وعلى من يقوم بالخطاب الديني أن ينأى بنفسه عن الدخول في تعصب، بل عليه أن يتسم بمنهج الإسلام السمح، حتى تسود ثقافة التسامح ونكون جميعاً على قلب رجل واحد.

back to top