الضغط النفسي والفهم الخطأ

نشر في 20-06-2014
آخر تحديث 20-06-2014 | 22:12
 نادية سالم جاسم عندما نتعرض لضغط نفسي أو تمر بنا مشكلة معقدة يتعرض العقل البشري لنوع من التشويش والإرباك، ووهو بصورة أوضح كمن يصطدم بحائط فتنتابه نوبة غثيان ودوران في التفكير، فتبدأ عندها الأفكار تأحذ أماكن غير أماكنها، فالتصرف البريء من بعض الأشخاص نعتبره تصرفاً فظاً، والتعبيرات البسيطة تتضخم وتأخذ حجما أكبر من حجمها، ويصبح كل العالم لا يفهمنا بعد أن كنا منسجمين معه بطريقة أو بأخرى.

غريب هو وعجيب العقل البشري، ذلك الجهاز الغريب عندما تدخل له برمجة صعبة، فهو يحاول بشتى الطرق تبسيطها لكي نفهمها نحن، ولكن إن كانت هذه البرمجة مصيبة من المصائب أو كارثة تحل بأحد فإنه لا يدري من أين يبدأ لكي يبسطها، فندخل في حالة هستيريا وجنون، ونبدأ بتحليل كل شيء بطريقة خاطئة.

الله أعطانا عقلاً مستحيلاً، فهو قادر على تحطيمنا، وهو نفسه قادر على بنائنا طبعاً بمساعدتنا نحن. لقد رأيت أشخاصاً كانوا في قمة التعقل والتحليل والصبر في كل المواقف، لكني بدأت أفقد الثقة بهذا التعقل عندما رأيتهم قد فقدوا صبرهم وتعقلهم عندما مرت بهم مشاكل صعبة، وليسوا ملومين على هذا أبداً.

لقد حللت تصرفاتي وتصرفات الأشخاص العقلاء فوجدت أن المشاكل التي لا تحدث نتيجة خطأ مباشر منا أو من أحد معوقات تفرض علينا، ولسخرية الحياة علينا أيضاً أن نتقبلها، إذ نفقد توازننا ونعيش حالة مؤقتة من الضياع والسخط والغضب من كل شيء، وللأسف فإن سهام غضبنا دائما ما تصيب المساكين من أطفالنا أو شركائنا أو أصدقائنا.

 فلو وجدت إنساناً معروف بالعقل والرزانة والطيبة، وفجأة تحول إلى وحش وأخذ يتخبط في صراع مع نفسه ومع الناس فأوجد له العذر، فإنه يعاني ويتصارع مع نفسه ليجد الطريق للهدوء، فقط أمهله وقتاً فهو يواجه عاصفة قوية ربما تكاد تقتلع إيمانه وصبره وحياته... فالتمس له العذر.

back to top