ملتقى السرد الخليجي يثير تساؤلات عن غياب الشباب

نشر في 19-05-2014 | 00:02
آخر تحديث 19-05-2014 | 00:02
احتضنه المجلس الوطني وشارك فيه أدباء من الكويت والخليج

اختتم ملتقى السرد الخليجي الثاني فعالياته في الثامن من الشهر الجاري، مثيراً مجموعة تساؤلات عن تواضع حضور الكتاب الشباب والأسماء المشاركة ضمن أنشطته.
احتضن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ملتقى السرد الخليجي الثاني ثلاثة أيام في فندق ريجنسي الكويت.

وقرأ الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والآداب علي اليوحة كلمة الافتتاح معلناً أن هذه الفعالية شبابية، وفعلاً فقد كانت بحق ملتقى الشباب، فالوجوه التي شاركت بعضها يطل على الجمهور أول مرة كما أن للبعض الآخر تجاربه المتنوعة، وكان اللقاء يبدو للوهلة الأولى أنه سيكون حاشداً بالحضور لاسيما في ظل تنوع الفقرات والندوات، لكن هذا لم يحدث، فقد ذهبت الأمنيات أدراج الرياح وكان الحضور خجولاً جداً، برغم وجود أسماء كبيرة لها تاريخها في السرد.

تفوق الكاتبات

ما يلفت الانتباه في هذا الملتقى هو وجود الكاتبات الشابات الذي أغنى الجلسات من خلال الشهادات أو البحوث، ويؤكد هذا الحضور أن المستقبل واعد، وأن الغلة والحصيلة مبهرة وجميلة، فالشهادات الصادقة والشفافة التي قيلت ضمن الجلسات مدعاة للفخر بهؤلاء الشباب.

وخلال الايام الثلاثة التي حرصت على حضور الملتقى فيها، كان لافتاً قلة الوجوه الشابة الكويتية التي وجدتها امتلأت بها جوانب معرض الكتاب أو الملتقيات الثقافية، وهذا ما يدعو إلى التساؤل: لِمَ هذا التهاون بمثل هذه المناسبة؟ فالطاقات التي حضرت الملتقى كانت يغني الفرد والملتقى، كما أنها تعتبر جسراً يمد الثقافة الخليجية بمداد معرفي لا تغني عنه المتابعة الإلكترونية وتصفح المواقع الأدبية أو متابعة معرض للكتب هنا أو هناك؟

أسماء كبيرة

من مميزات هذا الملتقى استقطاب بعض الأسماء التي يمكنها إثراؤه، لكن اللجنة المنظمة اكتفت بحضورهم فقط وأوكلت إليهم مهمة إدارة ندوة كما حدث مع الكاتبة إيمان حميدان التي تدرس مادة الرواية في جامعة انديانا بأميركا، والأمر ذاته تكرر مع الكاتب العراقي محمد خضير ومع الناقد د. علي العنزي الذي عقب على ورقة الدكتورة عائشه الدرمكي، وكذلك افتقدنا الفائدة من خبرة د. صالح الهويدي استاذ الادب بجامعة الشارقة، وآمل ان تكون الملتقيات القادمة تأخذ بنظر الاعتبار القيمة العلمية للمشارك.

سرد لم يكتمل

والذي لابد من ذكره هنا ان الفائدة كانت اعم واشمل لو شارك بعض الكتاب المخضرمين مع الكتاب الجدد بدراسات تقدم عصارة السنين بجانب تلك الشهادات الشابة كي يكتمل السرد الحقيقي.

وفي كل الاحوال، أدى ملتقى السرد هدفه بجمعه هذا العدد من اصحاب القلم الذين اشتبكوا في حوارات جانبية بإشراف تلك الطاقات الروائية والنقدية التي عطرت سيرتها الايام، وهذا ما أراده القائمون على ملتقى السرد كي تنفتح الآفاق أمام شباب الخليج الذي بدأوا يخطون خطوات ثابتة في السرد.

ملاحظات

في الختام لابد من الاشادة بالجهد الذي قامت به لجان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وحسن الاستقبال والمباشرة الدائمة لضيوف الملتقى، آملين ان تحمل الملتقيات القادمة ملاحظات ملتقى السرد الخليجي الثاني.

برنامج الملتقى

شارك في ملتقى السرد الثاني مجموعة من الأدباء والنقاد، مقدمين عددا من الدراسات والشهادات بشأن واقع الرواية في الخليج، وجاء ذلك تنفيذا للاستراتيجية الثقافية الخليجية التي تضمنت إقامة العديد من الفعاليات الخليجية المشتركة، والتي تسهم من خلالها في الارتقاء بالعمل الثقافي الخليجي المشترك، ويأتي هذا الملتقى تأكيدا للدور الإبداعي للحركة الأدبية بمنطقة الخليج العربي، وتعزيزا للتواصل الثقافي بين أبناء دول المجلس.

وناقش الملتقى قوالب الرواية الخليجية، مسلطا الضوء على الأصوات الروائية الجديدة في دول الخليج، لإبراز الجوانب الفكرية والثقافية والأدبية الخليجية المشتركة بكل أطيافها، من خلال خمسة أبحاث تم التركيز عليها في الملتقى على مدى ثلاثة أيام.

وتتناول الابحاث ألوان الرواية الخليجية، مثل رواية الواقع الراهن، ورواية المهمشين، ورواية الحنين، ورواية السيرة الذاتية، والرواية التاريخية، وكان يعقب عرض الأبحاث تعقيبات ورؤى نقدية وتحليلية لواقع السرد الخليجي بمشاركة أدباء ونقاد من دول المجلس.

وقدم الملتقى شهادات لمجموعة من الروائيين في دول مجلس التعاون، حيث عرضوا تجاربهم الخاصة والمتنوعة، التي يتكون منها المشهد الروائي الخليجي في مجمله، وفي الفقرة الأخيرة من الأنشطة الأدبية اختتم الملتقى فعالياته بحلقة نقاشية بعنوان «الأصوات الروائية الجديدة».

نقاش

وتضمنت الجلسات مناقشة مجموعة بحوث، منها بحث «رواية الحنين» للباحث فهد حسين من البحرين، وعقّبت على البحث د. هدى النعيمي من قطر، أما بحث «رواية السيرة الذاتية» فقدمه جعفر حسن من البحرين، وعقب عليه د. صالح الغامدي من السعودية، وبحث د. مرسل العجمي من الكويت في «الرواية التاريخية»، وعقب عليه معجب العدواني من السعودية.

أما المحور الثاني في الجلسات فناقش «رواية الواقع»، وقدمته عائشة الدرمكي من عمان، وعقب عليه د. علي العنزي، أما «رواية المهمشين» فتحدث خلالها الشاعر والباحثة سعدية مفرح، وعقب عليها د. محمد الرحبي.

واختتم الملتقى أعماله بحلقة نقاشية عن الأصوات الروائية الجديدة في الخليج، تحدث فيها الأديب طالب الرفاعي والشاعرة والباحثة هدى الدغفق ود. أحمد عبدالملك، وغيرهم.

back to top