كيف يتحوَّل «الكولسترول الجيد» إلى سيئ؟

نشر في 08-02-2014
آخر تحديث 08-02-2014 | 00:01
No Image Caption
اكتشف باحثون في {عيادة كليفلاند} العملية التي تحوّل {الكولسترول الجيد} إلى النوع السيئ، موضحين أن النسخة الشائبة من البروتين الواقي الذي يصنّع الكولسترول الجيد تعزز الالتهابات ومرض الشريان التاجي.
اكتشف الباحثون في {عيادة كليفلاند} العملية التي تجعل البروتين الدهني العالي الكثافة (أي الكولسترول الجيد) يفقد فاعليته ويخسر خصائصه الإيجابية التي تحمي القلب. بل إن تلك العملية تعزز الالتهابات وتصلب الشرايين أو تؤدي إلى انسداد الشرايين. نُشرت أبحاثهم في العدد الإلكتروني من مجلة {الطب الطبيعي}.

خصائص الكولسترول الجيد التي تحمي القلب خضعت للدراسة ولتحليل شامل، لكن فشلت جميع التجارب العيادية على الأدوية المصممة لرفع مستويات الكولسترول الجيد في إثبات أنها تحسن صحة القلب. يبدو أن غياب هذا الرابط، فضلاً عن أحدث الأبحاث التي تشير إلى وجود بروتين فائض في الكولسترول الجيد على شكل عنصر مؤكسد في جدران الشرايين المتضررة، كان كفيلاً بتشجيع فريق البحث (بقيادة ستانلي هازن، نائب رئيس معهد ليرنر للأبحاث ورئيس قسم أمراض القلب الوقائية والتأهيل في {عيادة كليفلاند}) على دراسة تلك العملية التي تجعل الكولسترول الجيد شائباً.

بروتين {أبوليبو أ} (apoA1) هو البروتين الأولي الموجود في الكولسترول الجيد، وهو يوفر بنية للجزيئة التي تسمح بنقل الكولسترول إلى خارج جدار الشريان وإيصاله إلى الكبد الذي يفرز الكولسترول. هذا البروتين هو الذي يجعل الكولسترول الجيد يحمي القلب، لكن اكتشف د. هازن وزملاؤه أن جزءاً كبيراً من ذلك البروتين يصبح مؤكسداً داخل جدار الشريان عند الإصابة بتصلب الشرايين، وبالتالي لا يعود يساهم في تحسين صحة القلب والشرايين، بل إنه يؤدي إلى تطوير مرض الشريان التاجي.

على مر أكثر من خمس سنوات، طور د. هازن وزملاؤه وسيلة لتحديد النسخة الشائبة من بروتين {أبوليبو أ}  واكتشفوا العملية التي تجعله مؤكسداً وغير فاعل في جدار الشريان. ثم فحصوا دم 627 مريضاً بالقلب في عيادة كليفلاند بحثاً عن النسخة المعطلة من الكولسترول الجيد ووجدوا أن ارتفاع مستوياتها يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

قال د. هازن: {تحديد بنية بروتين {أبوليبو أ} الشائب والعملية التي تجعله يعزز الأمراض بدل الحماية منها هو الخطوة الأولى لابتكار اختبارات وعلاجات جديدة لأمراض القلب. الآن وقد اكتشفنا شكل هذا البروتين الشائب، بدأنا نطور اختباراً عيادياً لقياس مستوياته في مجرى الدم، وستكون هذه الأداة مهمة لتقييم خطر أمراض القلب عند المرضى ولتوجيه مسار تطوير العلاجات التي تستهدف الكولسترول الجيد لأجل تجنب الأمراض}.

يشير البحث أيضاً إلى تطوير خطط علاجية جديدة عبر استعمال الأدوية، كتلك المصممة لمنع تشكّل الكولسترول الشائب أو تجنب الإصابة بتصلب الشرايين.

back to top