ماري منيب... الكوميديانة بنت الشام

نشر في 01-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 01-07-2014 | 00:01
No Image Caption
لم تدخل الفنانة الراحلة ماري منيب مجال التمثيل لعشقها للفن بل لحاجة والدتها إلى الأموال، ما دفعها إلى احتراف التمثيل قبل أن تكمل عامها العشرين، وهي الفترة التي بدأت فيها المرأة المصرية تظهر كممثلة في الفرق الاستعراضية.
ولدت ماري منيب في 5 فبراير عام 1905 لأسرة لبنانية تقيم في دمشق قبل أن يقرر والدها السفر إلى القاهرة لأجل العمل في التجارة عقب خسارته لجزء كبير من أمواله في دمشق. لكن انقطاع أخباره عن عائلته دفع والدتها إلى اتخاذ قرار باللحاق به إلى مصر لأجل البحث عنه. ومع وصول العائلة تكتشف أنه تعرض لأزمة صحية في طريق عودته إلى بلاده لتقرر الأم البقاء في القاهرة مع بناتها.

عدم تفوق ماري منيب في الدراسة في طفولتها دفع والدتها إلى إخراجها من المدرسة توفيراً للنفقات، خصوصاً أن الأسرة لم يكن لها مورد رزق سوى الحياكة التي بدأت الأم في العمل بها عقب استقرارها في القاهرة واستئجارها شقة في حي الفجالة، بينما كانت الأموال التي تحصل عليها الأسرة من بطريرك الروم الكاثوليك الذي خصص ثلاثة جنيهات شهرياً للأسر الوافدة من الشام تساعدهم على تحمل ظروف المعيشة الصعبة.

وبحكم معرفة عائلات الشوام ببعضها البعض خلال تلك الفترة اقترح الممثل جبران نعوم على والدة ماري أن تحترف التمثيل وتساعدها برفقة شقيقتها الكبرى أليس والتي كانت أكبر منها بعامين فقط. لكن الأم وافقت على مضض وذهبت معهما إلى مسرح نجيب الريحاني في 1919 الذي رفض تشغيلهم لحداثة عمرهم، فلم تكن ماري قد أتمت عامها الرابع عشر.

خرج جبران من المسرح محرجاً فقرر التوجه إلى غريم الريحاني في تلك الفترة الفنان علي الكسار والذي رحب بهم في فرقته ليسند إليها دوراً صغيراً في مسرحية {القضية نمرة 14} حيث ظهرت في دور شحاذة تجمع النفايات من الشوارع. كان يفترض أن تظهر نائمة على المسرح لدقائق عدة خلال أداء الكسار المشهد، والطريف أنها في الليلة الأولى استغرقت في النوم فعلياً مما دفع الممثلين إلى حملها وإخراجها باعتبارها الشحاذة النائمة. ورغم أن المشهد لم يكن مكتوبا في السيناريو فإنه نال إعجاب الكسار الذي اقترح عليها أن تفعل ذلك كل ليلة، بينما تقاضت أجر ثلاثة جنيهات شهرياً.

تنقلت ماري منيب في التمثيل بين فرق مسرحية عدة إلى أن استقرت في فرقة نجيب الريحاني. فقد عادت مجدداً إلى فرقته ولكن في الثلاثينيات بعدما رشحت لتقدم دور السيدة الكوميدية عضوة الفرقة، ورغم تحفظ الريحاني على مظهرها فإنه سرعان ما زال تحفظه بعد اختبارها في مشاهد عدة، وقدمت مع فرقته أدوار مهمة كثيرة.

قدمت ماري منيب في السينما أكثر من 100 فيلم بدأتها بـ}ابن الشعب} عام 1943، وآخرها {لصوص ولكن ظرفاء} الذي طرح في دور العرض بعد وفاتها بأشهر عدة.

تزوجت مرتين، الأولى من الفنان فوزي منيب الذي تعرفت إليه في المسرح وكانت عائلته سبباً في اعتناقها الإسلام وأنجبت منه ولديها واكتسبت منه اسمها الفني {ماري منيب}، بينما لم يستمر الزواج أكثر من ست سنوات انفصلت بعدها عنه وتزوجت من السيد عبد السلام فهمي، زوج شقيقتها المتوفاة، لتقوم برعاية أبنائه، وهو الزواج الذي استمر حتى وفاتها إثر أزمة صحية مفاجئة في يناير 1969.

(هـ.ع)

back to top