القاصة هند حنفي: أكتب ما يعبّر عن الأنثى بصدق

نشر في 14-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 14-08-2014 | 00:01
No Image Caption
كم من رجل كتب روايات أبطالها نساء بكل مشاعرهن وتفاصيلهن الصغيرة والدقيقة وكأنه عاش معهن دهراً، وكم من امرأة أبدعت في أبطالها الرجال وتصرفاتهم وأفكارهم ومشاعرهم، حتى تصفق لها إعجاباً بدقتها وإبداعها، وهذا أجمل ما في الكتابة، وهذا ما تؤكد عليه القاصة المصرية الشابة هند حنفي، إذ ترى ألا مجال للتفرقة بين الرجل وبين المرأة في الكتابة، وتؤكد أن النجاح الحقيقي للقصة القصيرة جداً يكمن في مدى صدق كاتبها في التعبير عنها. التقتها «الجريدة» وكان الحوار التالي.

أخبرينا عن مجموعتك القصصية {من الناحية التانية}.

{من الناحية التانية} مجموعة من القصص القصيرة المختلفة التي يجمع بينها خيط رفيع من الإنسانية ومحاولة النظر إلى قصص مألوفة من زوايا مختلفة وغير تقليدية، تقوم على التفاعل مع القراء من خلال المدونات على الإنترنت، حيث للكتابة طعم خاص حينما تكتب لجمهور يقرأ ويتفاعل ويرد وينقد ويمدح، فذلك يعطي الكاتب دفعة من التقدم بتنبيهه إلى ردود الأفعال بالنسبة إلى أعمال معينة نالت إعجاب القراء ولمست مشاعرهم وأعمال أخرى لم تعجبهم لكونها أقل مما ينتظرونه، مما يجعل الكاتب يطور من نفسه دائماً ويسعى إلى الأفضل في كل عمل يقدمه .

ما رأيك بالقصة القصيرة جداً والتي بدأت تشهد رواجاً عربياً؟

القصة القصيرة جداً لها طابعها الخاص لإنها تمثل لقطة معينة من عمر الزمن، تجسدها وتنقلها إلى القارئ بأدق تفاصيلها ومشاعرها وكأنها ترسم له لوحة فنية متناهية الدقة والجمال، ولكن في صورة كلمات سلسة، عذبة، ومتدفقة الإحساس. وأعتقد أن النجاح الحقيقي للقصة القصيرة جداً يكمن في مدى صدق كاتبها في التعبير عنها، فكلما كانت كلماته تعبر عن وقائع ومشاعر صادقة وحقيقية وأقرب ما تكون إلى القارئ العادي الذي يمكن أن يكون عاشها سابقاً كلما عاشت في وجدان من يقرأها ولمست أعماقه، الأمر أشبه بطاقة لا تنضب، نور ينحبس في كلمات، كلما قرأها إنسان أضاءت له بعضاً من دربه في الحياة وأعطته دفئاً كان يبحث عنه.

يقول البعض عن كتاباتك إنها تميل إلى الواقع والمشاعر الإنسانية. لماذا؟

هذا صحيح، لأني أرى أن الكاتب صوت من لا صوت لهم، الكاتب منحه الله هبة التعبير عن النفس الإنسانية بكل تقلباتها وتناقضاتها، بكل ما يمكن أن تحمله من إنسانية ورحمة وكل ما يمكن أن تكنه من شرور وقسوة، لذلك فأنا أميل بشكل كبير إلى القصص الواقعية التي تعكس حقيقة النفس البشرية حيث لا أبيض أو أسود، بل درجات الطيف المتنوعة والمتداخلة كافة والصراعات كلها التي قد تدور داخل الإنسان في رحلته في الحياة.

هل تعتبرين كتاباتك ناقدة للعادات والتقاليد ونقل للواقع المجتمعي الحالي بشكل أدبي؟

أتمنى أن تحمل كتاباتي قدراً معقولاً من محاولة لفت الانتباه إلى ضرورة إعمال العقل أولا وقبل كل شيء. في النهاية، العادات والتقاليد هي تصرفات ابتدعها السابقون، فما كان منها متفقاً مع نسقنا التفكيري ومناسباً لمنطقنا أخذناه وما كان منها مناقضاً تركناه، وفي هذا الشأن، كل إنسان له منطقه وتفكيره، فلا يمكن القول بوجود عادات تنطبق على كل الناس وتتناسب في الوقت نفسه مع كل من يعيشون في مجتمع واحد بلا استثناء، فالله خلقنا والأصل فينا الاختلاف، فكيف بنا نحاول أن نصنع من أنفسنا قوالب موحدة متشابهة تكرر نفسها.  

هل ثمة محاولات لكتابة الرواية؟

بالطبع، كتبت سابقاً روايتين، لم أقدم على نشرهما حتى الآن لأني أعتبرهما تجارب أدبية غير مكتملة، لكني أتمنى في المرحلة المقبلة أن أكتب رواية تحمل قدراً كبيراً من الإنسانية والواقعية في أبطالها وأحداثها.

هل تركزين نظرك على أجناس أدبية أخرى غير القصة؟

نعم، بالإضافة إلى الرواية حاولت كتابة مسرحية، وكتبت واحدة فعلاً ولاقت إعجاب القراء بشكل كبير وكانت تناقش مشكلة صعوبة الحب والزواج، وبإمكان القراء أن يجدوها على مدونتي {هندية}.

ما رأيك في كتابات ما بعد الثورات العربية؟

أعتقد أن كتابات جديدة عدة ظهرت بعد الثورة، بعضها جيد وبعضها مقلد، لكن بشكل عام، أعتقد أن الجزء الجيد في ما يتعلق بالثورات، أن ثمة حالة حركة تجاه القراءة أكثر من الشباب وإقبال عليها أكثر من السابق، وهذا إحدى أهم نعم الثورة على الكتابة. عموماً، الثورة حالة فكرية قبل كل شيء.

كيف ترين حركة النقد الأدبي؟

أعتقد أن طريق الإنسان إلى التطور يبدأ من حيث الانتباه لأخطائه وزلاته ومحاولة تصحيحها دائماً. يتطلب السعي نحو الأفضل من الإنسان أن يسمع دائماً لناقديه ويأخذ من كلامهم ما يفيده ويساعده.

هل تعتبرين المرأة قادرة على إيصال الفكرة عن الرجل؟

أعتقد ألا مجال للتفرقة بين الرجل وبين المرأة في مجال الكتابة، فكم من رجل كتب روايات أبطالها نساء بكل مشاعرهن وتفاصيلهن الصغيرة والدقيقة وكأنه عاش معهن دهراً، وكم من امرأة أبدعت في أبطالها الرجال وتصرفاتهم وأفكارهم ومشاعرهم، حتى تصفق لها إعجاباً بدقتها وإبداعها، وهذا هو أجمل ما في الكتابة، أن الكلمات لا تكشف أجناسنا أو ملامحنا أو أصواتنا أو لون بشرتنا، إنها فقط تعبر عن الإنسان بكل خصوصيته وتفرده وتخلق حالة خاصة بينه وبين القارئ لا يشاركهما فيها ثالث. سخصياً، لم تواجهني عوائق في النشر، وبشكل عام، أعتقد أن المثابرة من شأنها أن توصل الإنسان إلى مبتغاه من النجاح بغض النظر عن كونه رجلاً أو امرأة.

ما جديدك في الفترة المقبلة؟

أستعد لكتابة مجموعة قصصية جديدة {بلد البنات}، بالإضافة إلى محاولة إنتاج رواية.

«بلد البنات» مشروعي المقبل والكتابة التفاعلية تدخل القلب سريعاً.

back to top