في سبيل حواسنا

نشر في 04-01-2014
آخر تحديث 04-01-2014 | 00:01
 د. نادية القناعي  الشعور بالسآمة لا يلبث أن يتشبث بنا عندما تبصر أعيننا سحباً غلفتها أدخنة حسد البشر، أو عندما تلتقط آذاننا ذبذبات الهمز واللمز، أو عندما تلامس قلوبنا أضواء اليأس الخافتة، حتى تبلغ بشعشعتها نيراناً تحرق كل معنىً للجمال.

فمنذ الأزل والكثير منا يزعم أن حواسه تميل أبداً مع رياح الظروف الهوجاء، وما يترتب عليها من تشكيل حالته المزاجية، فما يدور في الكون يفاقم استقطاب فكرنا إلى ما لا نريد حتى نبلغ من الهّم أشده.

لكن مخطئ من يظن أن ما نراه أو نسمعه أو نلتمسه في خلجات أنفسنا هو من يدير أرواحنا، فبإمكاننا أن نحول كل سياجات الضجر إلى مروج يسرح فيها التفاؤل، فندحر حالة الاستياء التي تسكن عقولنا حيال ذلك الأفق المظلم.

فما بالنا لا نضيء ذلك الأفق بشيء من وميض التغاضي عن مفاجآت الدهر، فإلى متى نعيش في كنف الأرق؟ وإلى متى يكون ندب الحظ أحجية يؤرقنا حلها؟ إذ إنه لن نحل أحاجي أنفسنا، حتى ندرك أن ما تستقبله حواسنا وما يتبعها من تشكيل ردود أفعالنا هو ملك لنا، وليس ملك البحار ولا اليابسة، فنحن من نزينها بتعقلنا، لا هي من تشوهنا أو تشوه أرواحنا النقية.

back to top