على خلفية قضية "التجسس".. بكين تتهم واشنطن بـ "ازدواجية المعايير"
استدعت بكين السفير الاميركي اليوم واتهمت واشنطن بازدواجية المعايير بعد توجيه التهمة الاثنين في الولايات المتحدة الى خمسة ضباط من الجيش الصيني بـ "القرصنة المعلوماتية" و"التجسس الاقتصادي".وسط تصعيد الخلاف الدبلوماسي بين القوتين العظميين بسرعة نددت وزارة الدفاع الصينية باتهامات واشنطن معتبرة انها "تلفيق تام من الولايات المتحدة، وتحرك لخداع الراي العام بدوافع سرية".
واعلنت الوزارة في بيان نشر على موقعها الالكتروني انه "من ويكيليكس الى قضية سنودن، ان خبث الولايات المتحدة وازدواجيتها في المعايير في مجال الامن المعلوماتي لطالما تجليا بوضوح".كما علقت الصين التعاون مع الولايات المتحدة حول قضايا الامت المعلوماتي واصدرت امرا بمنع استخدام نظام التشغيل ويندوز 8 الصادر عن شركة ميكروسوفت الاميركية على جميع الكمبيوترات الحكومية.واكدت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية ان هذا القرار الصادر عن مركز التزويد الحكومي يرمي الى "ضمان امن الكمبيوترات".واتى رد بكين الغاضب بعد يوم على توجيه الولايات المتحدة التهمة الى خمسة ضباط صينيين في وحدة غامضة في الجيش الصيني بقرصنة مواقع شركات اميركية لسرقة اسرارها.ولطالما كان التجسس المعلوماتي مشكلة عالقة بين اكبر اقتصادين عالميين، لكن تحرك واشنطن شكل تصعيدا حادا في الخلاف.وفي اول محاكمة لممثلي دولة بخصوص التجسس المعلوماتي وجهت هيئة محلفة كبرى فدرالية الى الضباط الخمسة التهم باقتحام كمبيوترات اميركية لصالح شركات تملكها الدولة الصينية، ما ادى الى فقدان وظائف في الولايات المتحدة في قطاعات الفولاذ والطاقة الشمسية وصناعات اخرى. وطلب وزير العدل الاميركي اريك هولدر منا لصين تسليم الرجال الخمسة للمحاكمة في بيتسبورغ مؤكدا ان بلاده ستستخدم "كل الادوات المتاحة" في حال رفض بكين.وصرح هولدر للصحافيين ان ادارة الرئيس باراك اوباما "لن تسمح باعمال اي دولة تسعى الى تخريب غير قانوني لشركات اميركية ونسف مصداقية المنافسة العادلة"، واضاف ان "هذه القضية ينبغي ان تشكل صفارة انذار بخصوص جدية الخطر المعلوماتي القائم".ووجهت هيئة المحلفين الكبرى الى كل من وانغ دونغ، سون كايليانغ، وين تشينيو، هوانغ جينيو، وغو تشونهوي، 31 تهمة عاقب كل منها بما قد يصل الى السجن 15 عاما، واكد المدعون ان الضباط الخمسة ينتمون الى الوحدة 61398 من جيش التحرير الشعبي.وكانت شركة مانديانت الاميركية لامن الانترنت كشفت في شباط/فبراير 2013 عن وجود الوحدة 61398 التي يتبع لها الضباط الصينيين المتهمين، في تقرير حول حجم التجسس المعلوماتي الصيني.وتمكنت الشركة من تتبع هذه الهجمات الالكترونية وصولا الى مبنى من 12 طابق في ضواحي شانغهاي يؤوي "مئات بل الاف الموظفين" يعملون لحساب هذه الوحدة في الجيش الصيني من اجل سرقة الملكيات الفكرية واسرار حكومية.وردت الخارجية الصينية على الفور على التهم فوصفتها بانها "لا معنى لها" وعلقت اعمال مجموعة عمل معلوماتية ثنائية اعلن عن تشكيلها وزير الخارجية الاميركية جون كيري في العام الفائت.واسفت الخارجية الاميركية لقرار الصين بخصوص مجموعة العمل مؤكدة انها تنتظر ان يجري الحوار الثنائي السنوي في موعده في تموز يوليو وان يتطرق لمجموعة واسعة من القضايا، حيث سيزور كيري بكين من اجل ذلك.واشارت تسريبات المتعاقد الحكومي السابق الاميركي ادوارد سنودن الى تجسس اميركي واسع النطاق في الصين ولا سيما على عملاقة الاتصالات شركة هواواي التي منع المشرعون الاميركيون دخولها الى الاسواق الاميركية.