حفتر يقتحم «المؤتمر» في محاولة للسيطرة على السلطة

نشر في 19-05-2014 | 00:06
آخر تحديث 19-05-2014 | 00:06
محاصرة رئاسة الوزراء وتضارب بشأن اعتقال أبوسهمين... و83 قتيلاً في بنغازي وتفجير إذاعة إسلامية
اقتحم مسلحون موالون للواء المتقاعد خليفة حفتر أمس مبنى المؤتمر الليبي العام واعتقلوا رئيسه، ودارت اشتباكات في محيط المبنى بين عناصر من كتيبتي «القعقاع» و«الصواعق» المواليتين له وبين عناصر «غرفة ثوار ليبيا»، في حين اتهم رئيس الحكومة الجديد حفتر بتدبير انقلاب عسكري.

استكملت القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر أمس ما أسمته بعملية «الكرامة» التي بدأتها يوم الجمعة الماضي في مدينة بنغازي لتطهير ليبيا من التشدد والإرهاب، واقتحمت مبنى المؤتمر الوطني العام (البرلمان) واعتقلت عدداً من أعضائه واقتادتهم إلى مكانٍ غير معلوم وحاصرت مكتب رئيس الوزراء.

وفي حين اتهمت السلطات الانتقالية حفتر بتدبير انقلاب عسكري، تضاربت الأنباء بشأن رئيس المؤتمر نوري أبوسهمين.

واندلعت اشتباكات عنيفة في محيط مبنى البرلمان بين عناصر من كتيبتي «القعقاع» و«الصواعق» القبليتين المواليتين لحفتر وبين عناصر من كتيبة «غرفة ثوار ليبيا» التي تتولى حماية المؤتمر.

وامتدت الاشتباكات إلى أحياء متفرقة جنوب العاصمة كأبوسليم والهضبة وطريق المطار وباب بن غشير، وتم إغلاق كل الطرق المؤدية إلى مقر المؤتمر الوطني العام.

نداء الشعب

وفي وقت سابق، اعتبرت السلطات الانتقالية الليبية في طرابلس الحملة التي شنها حفتر «خروجا عن شرعية الدولة وانقلابا عليها يقوده المدعو خليفة حفتر»، بحسب بيان تلاه رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبوسهمين أمس الأول.

وحذر البيان من أنه «سيلاحق قانونا كل من شارك في هذه المحاولة الانقلابية».

لكن حفتر رفض هذه الاتهامات، مؤكدا في بيان تلاه أمام الصحافيين أن «عمليتنا ليست انقلابا ولا سعيا إلى السلطة ولا تعطيلا للمسار الديمقراطي»، مضيفا أن «العملية هدفها محدد وهو اجتثاث الإرهاب» وأنه «استجاب لنداء الشعب».

لكنه كرر أنه لا يعترف بشرعية السلطات الانتقالية التي «انتهت ولايتها ولفظها الشعب».

«المؤتمر المتواطئ»

في غضون ذلك، شن محمد حجازي المتحدث باسم القوات شبه النظامية الموالية لحفتر هجوما على المؤتمر الوطني قائلا: «لدينا وحدات بطرابلس تابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي نزلت للشارع وتتعامل مع الميليشيات المتطرفة ومن يرعاها بالمؤتمر الوطني، هذا المؤتمر الذي لم يستمع مرارا وبكل سلمية عبر تظاهرات واعتصامات، ولكنه رفض، ولذا كان لازما علينا ان نخرجه بالقوة لأنه من يرعى هذه الميليشيات المتطرفة التي تقتل أبناء وطننا، أي أن من يحكمنا هو من يقتلنا».

وطالب حجازي أعضاء المؤتمر «خاصة الكتل المتطرفة التي تدعم الأذرع والميليشيات المسلحة تسليم أنفسهم لعناصر الجيش الوطني وسيعاملون بكل كرامة وانسانية لأنهم في النهاية ليبيون».

وأردف «كتيبتا القعقاع والصواعق هما قوة ضاربة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي وهم الآن يتولون المعركة بطرابلس ضد الميليشيات التي تحمي هذا المؤتمر المغتصب الشرعية ومنها ما يسمى بغرفة ثوار ليبيا التي تعد الذراع العسكرية لهذا المؤتمر المتواطئ».

والمؤتمر الوطني الليبي الذي انتخب في يوليو 2012 أثار غضب قسم كبير من الشعب عندما قرر تمديد ولايته حتى ديسمبر 2014 بعد أن كان يفترض أن تنتهي في فبراير الماضي.

وتحت ضغط الشارع أعلن المؤتمر الوطني العام انه سيتخلى لمصلحة برلمان جديد لكن لم يتحدد تاريخ انتخاب هذا البرلمان حتى الآن.

عرض الحائط

وأكد حفتر الذي يقود قوة شبه عسكرية ليبية أنه يعيد تنظيم قواته لاستئناف حملته على مجموعات إسلامية في بنغازي شرق ليبيا ضاربا عرض الحائط بتهديدات السلطات التي اتهمته بمحاولة الانقلاب.

وانضم عدد كبير من ضباط وجنود المنطقة الشرقية ينتمي بعضهم إلى سلاح الجو، إلى قوات حفتر التي سميت «الجيش الوطني الليبي».

وقال في تصريحات من مدينة الأبيار التي تقع على بعد 70 كلم جنوب غرب بنغازي «بعد كل معركة نقوم بإعادة تنظيم وحداتنا، وسنعود بقوة»، مشددا على «اننا لن نتخلى حتى بلوغ أهدافنا».

وكان حفتر الذي شارك في الثورة على نظام معمر القذافي في 2011، شن صباح يوم الجمعة الماضي عملية ضد جماعات إسلامية يصفها بأنها «إرهابية» في بنغازي التي تعتبر معقلا للعديد من الميليشيات الإسلامية المدججة بالسلاح الثقيل.

وأوقعت المواجهات 83 قتيلا و141 جريحا، بحسب حصيلة جديدة لوزارة الصحة مساء أمس الأول.

غارة وتفجير إذاعة

واستمر الوضع هادئاً حتى عصر أمس الأول في بنغازي حين أغارت طائرة عسكرية على مجموعة من الثوار السابقين الإسلاميين في شمال غرب المدينة من دون سقوط ضحايا.

وجاءت تلك الغارة بعيد إعلان الجيش النظامي حظر الطيران فوق بنغازي وضواحيها مهددا بإسقاط أي طائرة عسكرية تحلق فوقها.

ووقع انفجار ليل السبت - الأحد في مقر إذاعة دينية تملكها جماعة أنصار الشريعة الإسلامية المسلحة دون سقوط ضحايا وفق شهود.

وقال شهود عيان إن مجهولين كانوا يستقلون سيارة ألقوا عبوة ناسفة على البناية حيث مقر الاذاعة ثم لاذوا بالفرار، ولم تتبنَ أي جهة مسؤولية الاعتداء الذي تسبب في خسائر مادية.

ويقع مقر الإذاعة في حي الليثي معقل الإسلاميين المتطرفين في وسط بنغازي.

تكليف القدوة

وفي السياق، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، تكليف الدكتور ناصر القدوة وزير خارجية دولة فلسطين الأسبق، بتمثيله في القيام بإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع مختلف الأطراف الليبية والدولية المعنية بالشأن الليبي، بهدف وضع استراتيجية عربية شاملة لمساعدة الأشقاء الليبيين على تحقيق المصالحة الوطنية الليبية.

وبحسب بيان للجامعة أمس، فإن وزير خارجية ليبيا محمد عبدالعزيز رحب بهذا التكليف مؤكداً استعداد حكومته للتعاون التام، مرحباً باعتزام القدوة زيارة ليبيا خلال الأيام القليلة المقبلة.

(بنغازي، طرابلس -

أ ف ب، د ب أ، رويترز)

back to top