وهل «تهييج المشاعر» أمر بسيط يا «داخلية»؟!

نشر في 12-06-2014
آخر تحديث 12-06-2014 | 00:01
 حسن مصطفى الموسوي حقيقة فوجئت برد وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد على سؤال النائب صالح عاشور عن مشروعية حملة بعض المشايخ لتجهيز 12 ألف غازٍ لتمويل آلة القتل في سورية، لكن يبدو أننا يجب ألا نفاجَأ من تصاريح كهذه، خاصة أن لغة الخوف من مواجهة هذه الحملات غير المشروعة واضحة جداً من الصياغة.

وأكثر ما يلفت في تصريح الوزير هو تبريره الواهي لعدم اتخاذ أي إجراء بحق هذه الحملة بالرغم من مخالفتها للقانون، وباعتراف الوزير نفسه في رده على السؤال، حيث يقول إن "جهات الاختصاص ارتأت أن الحملتين لا تشكلان إلا تحريضاً غير مباشر قُصِد به تهييج المشاعر، لكنه لا يقع تحت طائلة التجريم إلا إذا شكّل خطراً محققاً على الكويت"! والسؤال هنا: هل تهييج المشاعر أمر هين وبسيط في نظر الوزير؟! وماذا يعني "تهييج المشاعر"؟ ألا يعني تغييب لغة العقل وإثارة النعرات سواء كانت طائفية أو عنصرية؟! وألم يؤد تغييب العقل هذا إلى مآسٍ على مدى التاريخ؟!

فكيف استطاع هتلر إغراق ألمانيا في النازية وإشعال حرب حصدت أرواح 60 مليون شخص في القرن الماضي؟ ألم يكن عبر "تهييج مشاعر" الألمان وإيهامهم بأنهم العنصر الأنقى على وجه الأرض، وأن ذلك يعطيهم الحق في احتلال الدول وإبادة الأعراق الأخرى؟ وألم يكن "تهييج المشاعر" سببا في اندلاع حرب أهلية عرقية في رواندا راح ضحيتها ما بين نصف مليون إلى مليون رواندي؟ وألم يكن "تهييج المشاعر" الطائفية السبب في نشوب الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت 15 عاما؟!

فبعد استعراض كل هذه الحالات، ألا يشكل "تهييج المشاعر" خطراً على الكويت لكي يقع تحت "طائلة التجريم" كما يقول الوزير؟! وألم يكن "تهييج المشاعر" هو السبب في صدور مثل هذا التصريح غير المقبول من وزير الداخلية خوفاً من تلك المشاعر المهيجة؟ وهل الوزير لا يرى أثر هذه الحملات التي تنضح بالخطاب الطائفي على المجتمع وارتفاع منسوب التعصب الطائفي فيه؟ وألا يشعر الوزير بالقلق حيال تنامي نفوذ تنظيم القاعدة الإرهابي في المنطقة، واقترابه من الكويت بعد تمدده في شمال العراق وغربه، خاصة أن بعض المشايخ المنظمين لحملات تجهيز الغزاة عندنا هم من مؤيدي تنظيم القاعدة "بنصرته وداعشه" جهاراً نهاراً، بل إن أحدهم صرح باستمتاعه بنحر الرؤوس ودعا "المجاهدين" إلى تجهيز بعض الرؤوس لكي ينحرها بنفسه؟!

يكفي أن البلد في انحدار في جميع المجالات، وهو بالتأكيد ليس بحاجة لفقدان الأمن بسبب خوف الحكومة من تحمل مسؤولياتها، ومن يعتقد أننا بعيدون عما يجري في المنطقة من إرهاب فليصحُ من نومه لأن هذا الخطر يقترب منا يوماً بعد يوم ما لم تتعاون دول المنطقة على كبحه وتجفيف منابع تمويله.

back to top