كوبر يبرهن على قدراته التمثيلية

نشر في 24-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 24-12-2013 | 00:01
لا يسعني كبح استغرابي. فبالكاد تمكنت من التعرف إلى برادلي كوبر في فيلمه الأخير American Hustle عن عالم الجريمة في سبعينيات القرن الماضي. فقد ضحى الممثل بمظهر الجيل الأنيق في سبيل تقديم الشخصية على أفضل وجه ممكن.
تشكّل هذه الخطوة الأخيرة في تحويل شامل قام به برادلي كوبر (38 سنة) في منتصف مسيرته لينتقل من أفلام عابرة مثل The A-Team إلى أفلام بارزة تحتل مكانة مهمة وتقدّم رواد جيل جديد من الممثلين القياديين، كفيلمه الأخير American Hustle.

طوال سنوات، حصل كوبر بسبب وسامته على أدوار الشاب السيئ المتعجرف (خصوصاً دوره كشاب ماجن مدعٍ في فيلم Wedding Crashers) أو الحبيب عموماً. أتذكرون فيلم He’s Just Not That Into You؟ لكن الوضع اختلف اليوم. صحيح أن سلسلة أفلام Hangover عادت عليه بمئات ملايين الدولارات وحوّلته إلى ممثل مشهور، إلا أنها لم تعكس حقّاً قدراته.

ذكر كوبر خلال مقابلة أُجريت معه أخيراً عبر الهاتف: {لم أدرك أن كثيرين لا يعتبرونني ممثلاً إلى أن شاركت في فيلم Silver Linings Playbook. ربما كنت واهماً بعض الشيء، تماماً مثل ريتشي ديماسو}، عميل الشرطة الفيدرالية الحائر الذي يؤدي دوره في Hustle.

لكن مَن قللوا من شأن كوبر كانوا مخطئين. ففي فيلم Silver Linings Playbook عام 2012، أدى دور رجل مجنون كئيب يعتدي على حبيب زوجته ثم ينتقل للعيش مع أهله بعد معالجته طوال أشهر في مصح عقلي. وبفضل أدائه المذهل، الذي حوّل المجنون المضطرب إلى رجل رومانسي محبوب، رُشّح كوبر إلى جائزة أوسكار أفضل ممثل.

منذ ذلك الحين، حقق كوبر نجاحات مميزة كشرطي مبتدئ ساذج يتحوّل إلى سياسي أناني في The Place Beyond the Pines. كذلك شارك في مسرحية The Elephant Man السنة الماضية في مسرح {فورم} في وليامزتاون في ماساتشوستس، ويأمل أن يكرر التجربة في برودواي.

حتى قبل أن ينهي المخرج ديفيد راسل إنتاج Silver Linings Playbook، طلب من كوبر المشاركة في American Hustle.

مخادعون

يؤدي كوبر، جنيفر لورنس، أيمي آدمز، كريستيان بايل، وروبرت دينيرو دور مخادعين يعتمدون على الخداع والمراوغة لينفذوا خطة احتيال ماكرة مستوحاة من فضيحة {أبسكام. ففي تلك العملية السرية عام 1978، فضح عملاء فدراليون سياسيين تقاضوا رشاوى من ممثل انتحل شخصية شيخ من الشرق الأوسط.

يؤدي كوبر دور عميل من مكتب التحقيقات الفدرالي يحتال على ممثلين ويرغمهما على العمل معه. لكن رجل القانون الساذج هذا سرعان ما يكتشف أنه واقع في ورطة إستراتيجية، أخلاقية، ورومانسية. حرص كوبر وراسل على تقويض شخصية عميل مكتب التحقيقات الفدرالي المألوفة في قصتهما الحماسية عن عالم الجريمة.

أوضح كوبر: {أردنا أن نعيد ابتكار هذا النموذج بالكامل. رغبنا في أن يكون ريتشي حيويّاً تماماً مثل شخصية إيرفين}، محتال ممتلئ الجسم كثير الضجيج يؤدي دوره كريستيان بايل، الذي يذكر شعره بدونالد ترامب وبطنه بالبرميل. تشمل خطة إيرفين إخفاء عشيقته التي تدعي أنها إنكليزية (آدمز) عن زوجته (لورانس)، لفترة من الزمن على الأقل. لكن الفيلم يتحوّل إلى قصة حب غريبة مع تغيير لاعبين محتالين ولاءهم أسرع من البرق.

يدعو كوبر راسل، الذي شارك في وضع السيناريو، مخرجاً {غريباً} متطلباً يعامل مشاريعه كما لو أنها مسابقة رياضية مصيرية. فكل وجه من أوجه الشخصيات يُدرس بعناية، حتى إن ريتشي لا يظهر مطلقاً بربطة عنق معقودة بإتقان إلى أن تبدّل شخصية ألطف كيانه.

أضاف كوبر: {كان من الممتع الغوص في هذه الشخصيات ورؤية ماهيتها. أتعاطف معهما، وخصوصاً ريتشي. فمن المؤسف رؤية شخص يفقد براءته. ويقتضي عملي أن أجعل هذا التحول المؤلم حيّاً وشخصيّاً}.

يفضّل راسل الشخصيات المتناقضة المفعمة بالحياة على الحبكات الواضحة، فضلاً عن الأفكار العفوية التي يطرحها على ممثليه خلال تصوير المشاهد.

قال كوبر: {كان يعيد الكتابة خلال التصوير. هذا عمل فريد. لا أحد يعلم ما يحدث حقّاً عداه. أحب طريقة العمل هذه لأنها تُخرجك عن المألوف. وتسهّل عليك العمل لأنها ترغمك على التفاعل مع ما يحصل بسرعة}.

لم يكن والد كوبر، وسيط أسهم في فيلادلفيا، مقتنعاً أن التمثيل مهنة مناسبة لابنه. وقد ساور الشك كوبر نفسه أحياناً.

شخصية مجنونة

عندما كان كوبر في الثالثة والعشرين من عمره عام 1999، عمل بواباً بعد منتصف الليل في فندق مورغان الفاخر في مدينة نيويورك. أخبر: {من بين مَن رافقتهم إلى غرفهم ليوناردو دي كابريو}، الذي كان قد حقق شهرة واسعة لتوه في فيلم {تيتانيك}.

أضاف: {أتذكر أنني ركبت المصعد بعدما ما أوصلته هو وسبعة من أصدقائه إلى غرفهم. كنت أرتدي زي العمل، ولم يكن أنيقاً. أتذكر حينذاك أنني في سنه نفسها. لذلك رحت أفكر في المصعد أنني كنت على مسافة أمتار من هذا الرجل، إلا أننا نعيش في عالمين مختلفين تماماً. كان في مثل سني، بيد أنه حقق إنجازات كبيرة}.

لنعد إلى الحاضر. دي كابريو وكوبر اليوم صديقان. وقد حضرا مباراة {سوبر بول} معاً السنة الماضية. ذكر كوبر: {يا له من مجال عمل غريب!}. هذا مؤكد. سيدخل كوبر السنة المقبلة عالم أبطال {مارفل} الخارقين، إلا أن شخصيته لن تخلو من الجنون.

سيؤدي في Guardians of the Galaxy دور Rocket Raccoon القصير القامة، حيوان معدّل جينيّاً يتمتع بذكاء خارق وخصائص بشرية. ويعمل راهناً مع المخرج جيمس غان ليتقن صوت الحيوان المكسو بالفرو (يفكران راهناً في لكنة إنكليزية). كذلك يعمل كوبر على لغة جسم هذا الكائن المعدة رقميّاً. فيمثل مشاهده مرتدياً بزة خاصة، فيما تسجل الكاميرات حركته.

ذكر كوبر: {ما زلنا نعمل على الفيلم. لكنني أؤكد لكم أنه كائن متقلب جدّاً}. قد تبدو شخصية الكائن الفضائي العصبي بذيله الطويل غريبة بالنسبة إلى كوبر. لكن الممثل ما زال يخفي الكثير من المفاجآت.

back to top